الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
بين هاشتاغين ..!!
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
2019 / 2 / 26
القضية الفلسطينية
بين هاشتاغين ..!!
قبل أيام ، صعد معي في السيارة ، بائعٌ متجول، وبعد تبادل التحايا ، وكعادتي التي ترافقني كظلي ، سألتُه عن بلده ومن أين أتى حاملا على كتفيه هذا الحمل الثقيل ..
- من غزّة ..!!
- وكيف استطعت الدخول الى إسرائيل ؟ هل تُرافق أحداً من المرضى ؟ تساءلت باستغراب ...
- نعم ، فأنا أُرافقُ قريبة لي والتي تتلقى العلاج في أحد مستشفيات القدس . أجابني .
والغزازوة (أي أهل غزة بلهجتنا) ، لا يستطيعون الدخول الى الضفة الغربية وإسرائيل إلّا إذا كانت لديهم "مهمة رسمية" ، كمرافقة مريض أو لأهداف استيراد بعض المواد ...
وللتوضيح فقط ، فهناك مجموعة كبيرة من الأطفال الغزازوة ، يتلقون علاج السرطان في مستشفى إسرائيلي ، وتقوم على مساعدتهم جمعية من الشابات والشباب الفلسطينيين من مواطني دولة إسرائيل ... وهي جمعية "فكّر بغيرك" ، قد يتسع الحديث عنها في مقالة أُخرى ...
وبالعودة الى البائع المتجول ، فقد حدثته عن زيارتي لقطاع غزة ، وهي الزيارة اليتيمة ، إبان حكم السلطة ، أي بعد سنوات من توقيع اتفاقية أوسلو. وكان انطباعي حينها بأن مدينة غزة متقدمة وجميلة ، فالبنايات والأبراج السكنية الحديثة ، المواصلات الداخلية والأسواق العامرة هي ما احتفظ بذاكرتي عنها ...
وكانت إجابة البائع المتجول بأن كل هذا قد زال ، فأغلبية أهل غزة لا يجدون قوت يومهم إلّا بصعوبة بالغة ، وهناك طبقة صغيرة من المُترفين ، وخصوصا التجار المقربين...
ولم أُخفٍ عن الرجل موقفي ، الذي يزعم بأن مصائب القطاع أتت من الانقلاب الحمساوي على السلطة الوطنية ، فمن أجل الوصول الى سدة "الحكم" ، فإن حماس على استعداد للمقامرة بقوت الشعب الفقير والمثقل بأعباء الحياة ..
صحيح جدا بأن إسرائيل تتحمل المسؤولية المباشرة عن تحويل قطاع غزة الى سجن كبير ، لكن آن الأوان لكي نقول وبموضوعية بأن "القيادة الفلسطينية " في غزة من جهة وفي الضفة الغبية من جهة أُخرى تتحملان جزءا من المسؤولية عمّا آل إليه الوضع ..
ومما يُثير الغيظ ، "فالسلطتان" تتصرفان وكأنهما سلطتان مستقلتان ، وتحكمان ، كل واحدة منهما، إمبراطورية مترامية الأطراف ، ومرهوبة الجانب .....!!!!
وكل سلطة من جانبها ، تُفعّل نشطاءها ومواردها للقدح بالطرف الآخر ، وتعداد "إنجازاتها" (يخزي العين ) في كافة المجالات ، وخصوصا " الانتصارات" التي تتحقق في "مجابهة " العدو الغاشم ...
لقد وصل الأمر الى منصة وسائل التواصل الاجتماعي ، فالحمساويون أطلقوا هاشتاغا بعنوان ، إرحل ، يُطالبون فيه محمود عباس (أبو مازن) بالرحيل والتخلي عن الرئاسة ( وأية رئاسة ...!!) ، ليرد عليهم انصار السلطة بهاشتاغ ، بايعناك ....
وهكذا عاد الشعبُ الفلسطيني ، إلى خانة الصفر، فلا انتخابات ولا ديموقراطية ، المُبايعة للقائد الملهم والبطل ... (اضحكتموني أيها السادة، وما لي بالضحك نية ).
وكل هاشتاغ والفلسطينيين الفقراء، المقهورين ، المسحوقين والجياع ، بخير ..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الأدميرال ميغويز: قدراتنا الدفاعية تسمح بالتصدي للأسلحة التي
.. صدامات بين الشرطة وإسرائيليين عند معبر كرم أبو سالم
.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية ليلية تستهدف مناطق في مدينة ر
.. احتجاجات حرب غزة تقاطع حفل تبرعات للرئيس بايدن
.. ضربات إسرائيلية على مدينة حلب تسفر عن مقتل 38 شخصا من بينهم