الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احتفال بالروائية دينا سليم حنحن في بريزبن أستراليا

دينا سليم حنحن

2019 / 2 / 27
الادب والفن


احتفال بالروائية دينا سليم حنحن في بريزبن أستراليا

احتفلت مدينة بريزبن بالكاتبة التي أخرجت إلى النور الطبعة الثانية للروايتها السابعة، وذلك يوم السبت 23-2-2091، برعاية المتقدم في الكهنة قدس الأب يوحنا عبد الكريم راعي كنيسة القديس بولس الانطاكية الأرثوذكسية في مدينة بريزبن، وذلك ضمن نشاطات منتدى شموس للآداب والفنون.
وقد أقيم الاحتفال بأجواء مرحة وجميلة تخلله كلمة ألقاها عريف الحفل الكاتب الياس سمعان في رواية "قلوب لمدن قلقة". كما قامت السيدة يارا جبور بتعريف الجمهور الأسترالي على الكاتبة باللغة الإنجليزية، وقامت الشاعرة راغدة زين الدين عساف بقراءة دراسة عن رواية "جدار الصمت" والتي صدرت للكاتبة قبل ثلاث سنوات، لكن ما تزال تثار الأصداء حول الجرأة التي أتت بها الروائية دينا سليم في روايتها، كما تحدثت المحامية سوار مطانس باللغة الانجليزية عن مجمل الرواية، كما تحدثت الكاتبة بالانجليزية عن الرواية معربة عن رأيها بالقول أنها تحاول قدر الامكان عدم التحدث في التفاصيل مجددا حتى لا تنكئ الجراح، لكنها وعدت على العمل بإصدار طبعة ثانية لها.
وقام الإعلامي أكرم مكارم بمداخلة أشاد فيها عن نشاط الكاتبة الدؤوب من أجل استمرار هذه الفعاليات في بريزبن، مشيدا بعملها الاذاعي ولأعمالها التطوعية الكثيرة من أجل الحفاظ على موروثنا الثقافي.
وقد أنهيت الأمسية الموهبة الواعدة باتيل إستبيان بعدة أغان عربية وإنجليزية وأرمنية.
ننشر هنا بعض ما جاء في دراسة لرواية "قلوب لمدن قلقة" بقلم الكاتب إلياس سمعان:
ربما قدر الكتاب والشعراء الفلسطينين أن يبقوا محتجزين في طوق وضعهم فيه النقاد، فدائما تأتي إسقاطات أعمالهم ورموزها مستوحاة من مأساتهم التاريخية.
فلم نستطع أن نرى الفرق بين أوديب سوفوكليس وأوديب محمود درويش إلا من خلال إسقاطات أوديب الجديد على القضية الفلسطينية وهذا قدر غسان كنفاني وسميح القاسم وفدوى طوقان وغيرهم، فلن تكون دينا سليم أوفر حظا من هؤلاء في ذلك .
كانت داليا بطلة رواية قلوب لمدن قلقة للكاتبة الروائية دينا سليم عبارة عن شخصية تختزل تجربة المجتمع ككل، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن ظروف حياة الكاتبة التي فرضت عليها التنقل بين مجتمعين من مجتمعات (المالتي كالتشر) متعددة الثقافات وهما أراضي 1948 وأستراليا فرضت إلى تلك المقارنة لتخلص إلى نتيجة مفادها أن مقتل المجتمعات المتعددة الثقافات تكمن في سيطرة الأديولوجيا الدينية وفرض المعتقد الإيماني المثيولوجي على المجتمع، وهي فكرة ملعوبة قدمتها الكاتبة تارة مستخدمة العالم الافتراضي لشرح ما تريد من خلال حوارات شخصية لداليا البطلة، وتارة أخرى مستخدمة أحداث الرواية مباشرة طارحة فكرة تقول: الذي يجمع الناس قبولهم كما هم وليس كما نريد منهم أن يكونوا وخصوصا على المستوى الإيماني والروحي حتى بين الأزواج والعشاق، داعية لوجود مجتمع مدني ودولة مدنية لا مجتمع ثيوقراطي ودولة ثيوقراطية كهنوتية تفرض معتقداتها الدينية على المجتمع.
فكانت داليا اليهودية، المسيحية، المسلمة معا تؤمن بأنه ليس للحب دينا إذا كان الله محبة، فالله ليس نزاعا طائفيا تاريخيا يستمر إلى يوم القيامة، الله حب، الله مستقبل الإنسان الذي يحترم التنوع الثقافي ويعترف بشرعية وجود الآخر ونشاطه وحياته.
هي هذه النتائج مبنية على علاقة زواج بين والد داليا المسلم من أمها اليهودية فأنجب هذا الزواج داليا المختلفة، ولكي نتوخى الموضوعية لم تجر كل الرياح كما اشتهت السفن فبعملية انتحارية نفذها والد داليا أودت به إلى السجن تبدلت بالونات الأحلام الوردية بالبندقية.
وتبقى داليا اليهودية الأم، يهودية أيضا حسب الشريعة لتدخل داليا في عشق شاب مسلم وتنتهي تلك العلاقة بفشل ذريع وصراع غريب لمعنى الهوية تقدمه الكاتبة من خلال المنولوجات أو المنودراما الروائية، عارضة التفكير بصوت عال، ومن دواعي الدهشة بأن الصراع يبتعد عن التدفق الدرامي للأحداث إلى السكون بالحركة خارقة الكاتبة بذلك قواعد التشويق في الرواية وبالرغم من ذلك تشعر أثناء القراءة بأنك لا تستطيع ترك الرواية فتكون أمام أسلوب خاص جدأ يرقى إلى مستوى ظاهرة جديدة في الرواية العربية، ثم تعود للشكل الكلاسيكي لسرد الأحداث في بعض المشاهد.
كزواج داليا الفاشل من الحاخام المتعصب المتخشب الذي يرغب باستغلال لحيته لفرض عقليته المتخلفة على من حوله، مما دفع داليا للتمرد والدخول في عشق مودي طارحة الكاتبة فكرة تصرخ فيها قائلة: لا يبيح التدين للمتدين أن يتحول إلى ديــّان أو يمارس هذا الدور.
ومن خلال شرح علاقات صراعية معقدة كتعقيد القضية الفلسطينية، كانت كل أطراف المعادلة لا تقبل بأنصاف الحلول ولا تفاوض حول نقاط تلاقي مما يأزّم الصراع الدرامي في لب الرواية ويفتح الأبواب للحلول أمام العقليات والآراء المختلفة للقراء، وكعادتهم الأدباء الفلسطينيين تدور صراعاتهم في إطار الممكن المر للأزمة المعقدة ويخرجون بنتيجة واحدة، إننا أمام وطن في طور التشكل فهو ما يزال بعيدا عن النضج.
بلحظة ما يتحول قلم الكاتبة إلى كاميرا في تصوير المدن وخصوصا عكا والقدس، ففي القدس قدمت لنا تصويرا تاريخيا لحي باب العمود أو قلعة النبي داوود وسوق خان الزيت وظلت تردد جملة تقول (الأمور تغيرت وأنا لم أتغير)، فدائما قدمت لنا داليا التاريخ والحاضر معا، داعية لفهم التاريخ في إطاره التاريخي وليس فرضه على المستقبل، وتتردد في إشهار حقيقة دينها لعشيقها على التواصل الاجتماعي قائلة له: (اليوم لا يسألون عن أدمية الشخص ولا عن الحب الصادق ولا عن براءة النوايا، يسألون فقط عن الدين ..الدين ). وتتساءل الروائية :(هل الكلب يعتنق دين صاحبه ؟) وبذلك تؤكد أن التدين قد يكون علاقة تبعية ومصالح وليس علاقة نبيلة بين الله والإنسان، ويبقى هذا رأي داليا في الرواية.
صرخت داليا في فصل ما :(لكنني لا أريد أن أكون امرأة تحت قيود المسميات الدينية، أريد أن أكون امرأة من البشر، امرأة بدون قيود يصنعها لي الآخرون، أريد أن أكون أنا وفقط كما أريد أنا).
مما تقدم جاءت رواية قلوب لمدن قلقة للكاتبة دينا سليم حنحن صرخة في وجه من يريدون الله للتفريق بين البشر، داعية للحب وللتمدن ولقومية واحدة تجمع البشر وهي الانتماء للإنسانية ولإزالة القلق عن قلوب تلك المدن القلقة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على


.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا




.. فوق السلطة 385 – ردّ إيران مسرحية أم بداية حرب؟


.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز




.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن