الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلا الثقافة ..فهي لا تحتمل المصالحة

كامل الدلفي

2019 / 2 / 27
مواضيع وابحاث سياسية



خسرنا في تغيير العام 2003 بأضعاف ما كسبنا ..خسرنا العراق وأصبح كعكة تحت اسنان الاحتلالات الغربية والشرقية ..وخسرنا أمواله العامة لقمة في أفواه طبقة اللصوص والفاسدين .وخسرت الطبقة الوسطى قائدة التغيير الاجتماعي والسياسي مواقعها الطليعية الى اولاد الإقطاع وايتام الحكم الملكي الرث من أعوان الترك وعملاء الإنجليز المتحالفين مع طبقات رجال الدين العليا الذي أحاطوا بكل شيء قوة وسيطرة..وخسر الفقراء العراقيون فرصتهم في حياة بسيطة ٱمنة.هذا فيما يخص الحياة العمومية في السياسة والاقتصاد.
اما في الثقافة، المجال العراقي السامي فلم يخلق العراق الجديد بعد العام 2003 رموزا لثقافة جديدة ، بل استمر مثقفو العهد البعثي -الصدامي ومطبلو ثقافة الحرب يسيطيرون على ميدان الثقافة ويتبجحون في كتاباتهم الصنمية التي ارتدت الى تمجيد ذواتهم بعد أن غاب الرمز محط مديحهم .
ويمكن لنا العودة إلى الموضوع الذي كتبه الدكتور يوسف السعيدي (قائمة سوداء بأسماء من حارب العراق بالكلمة)لنرى اسماء من يعيش بيننا من الاقلام التي عزلها النظام الصدامي عن التواصل الاجتماعي مع الام المجتمع وحصر ملكتها الثقافية باستهتاراته وامجاده الرعناء في الذبح والتنكيل والحروب ..
.وكذلك العودة إلى الكاتب العراقي سلام عبود في كتابه “ ثقافة العنف في العراق".. في سبيل الاستزادة فهماً بالموضوع.
اذاً لم نتمكن من صناعة افقنا الثقافي الجديد الذي يطلق مساحة الابداع المتنوع وربطها بالام المجتمع العراقي ..المسرح _الرواية_القصة _القصة القصيرة_القصة القصيرة جدا _الموسيقى_الاغنية_التشكيل_النحت. ظلت صماء، الا استثناءات ..
لم تنهض الثقافة بعد ٢٠٠٣ في مهمة استيعاب الجروح العراقية .وانتهجت على يدي المسيطرين على مفاتيح البازار طريقا ذاتيا ، لتمجيد عظمة المبدع وتهويل قدراته ، أو للبكاء على حياة قضاها بين اطلال النظام البعثي..
هذا بفعل سيطرة مثقف البعث على عالم الثقافة العراقية ..فهو مثقف مأزوم بفكرة العودة ..والثأر من الواقع الجديد ..
ليس لأحد الحق في التنازل عن ملكية الثقافة العراقية إلى مثقفي البعث ..ولا لأي أحد صلاحية منح هؤلاء المقبورين مقود الثقافة ومسيرتها.
الامل بالمثقف المقاوم الرافض لهؤلاء ..( ويدخل في عالم الهؤلاء ليس من مدح صدام والبعث فحسب بل من صمت عنهم و تملق لهم ..ورضي بزعامتهم للثقافة).
الامل كبير في احياء ثقافتنا العراقية على يد الاغيار المخالفين الذين لا يقبلون صلحا مع مثقفي النظام المقبور باتجاه :
١ مقاومة تهشيم مواطنة العراقيين وتوحيد الذات العراقية بدلا عن التفكك والتذويب .
٢مقاومة الفساد و ٱليات تحطيم بنى وارتكازات الدولة بالفساد.
٣ هظم وتمثيل مأساة العراقيين ، وتمجيد اساطير مقاومة الإرهاب .
٤ مواجهة مثقفي البعث ممن خلعوا حيوية الثقافة العراقية و وجدانها. المرتدين الى عصر سيدهم النافق.
٥ الاستمرار بفضح الاقلام العربية التي استأجرها البعث على حساب الشعب العراقي
و محاربة الجيل الثاني منهم الذين وصفوا القاعدة وداعش وجرائمهم بحق شعبنا بأنها اعمال مقاومة .
وفي هذا المقام لا بد من أحيي الاستثناء العربي الوحيد الذي رفض دعوة صدام للحضور إلى العراق في العام ١٩٨٢ .أنه الراحل الكبير الروائي الجزائري الطاهر وطار ..الذي رفض الموائمة مع نظام قمعي كما أعلن وقتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا


.. القسام تعلن تفجير فتحتي نفقين في قوات الهندسة الإسرائيلية




.. وكالة إيرانية: الدفاع الجوي أسقط ثلاث مسيرات صغيرة في أجواء


.. لقطات درون تظهر أدخنة متصادة من غابات موريلوس بعد اشتعال الن




.. موقع Flightradar24 يظهر تحويل الطائرات لمسارها بعيداً عن إير