الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المحيط الى الخليج: رياح منعشة تهب علينا من جبال الاطلس

فارس إيغو

2019 / 3 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


تعاني المملكة المغربية بقيادة الملك محمد السادس نفس الأوضاع وتخضع لنفس الشروط الاجتماعية والثقافية التي تعم العالم العربي ومنها: الفوضى الاجتماعية والتزايد السكاني الإنفجاري، ضغط الإسلام السياسي والجماعات الدينية المتشددة وما تفرضه على المجتمع من سلوكيات لا تناسب العصر، الفساد الإداري والحكومي، التداخل بين النظام الملكي وعائلات متنفذة على الاقتصاد، ضعف الموارد، ضغوط العولمة، ضعف المشاركة السياسية الشعبية في المجال السياسي، وأخيراً تباطؤ الإصلاحات السياسية.
ولكن، رغم سلبيات النظام الملكي المغربي، لكنه بالمقارنة مع الجمهوريات الأمنية العسكرية الطغيانية، وبعض الملكيات والاميريات القسرية والقروسطية في الخليج العربي، يمكننا القول بأن للملكية في المغرب حنكتها السياسية والتاريخية التي تتمتع بها في التعامل مع الواقع كما هو دون هندسات اجتماعية وتلفيقات وتهويمات أيديولوجية لإخفائه، وهذه الحنكة السياسية تتجلى في مسك العصا من الوسط بين طرفي المجتمع المتصارعين، ونعني التيار الإسلامي والتيار التحديثي:
(1) السياسات الإدماجية لتيار الإسلام السياسي في اللعبة السياسية في المغرب، ودعم وتشجيع الحركات الدينية الإسلامية المعتدلة العاملة في المجتمع المدني على تعزيز الفكر الإجتهادي وتجديد الخطاب الديني، ومن هنا نشهد بداية ظهور رجال دين ومفكرين إسلاميين تنويريين في الساحة المغربية، مما يؤكد مردودية هذا الخيار في تعزيز اللحمة الوطنية والعيش المشترك.
(2) تعزيز دور الإعلام الحر، ودعم المعاهد والكليات التي تهتم بالعلوم الإنسانية والفلسفة لمقاومة الأفكار المتطرفة، سواء أكانت دينية أم دنيوية ذات صفة أيديولوجية مغلقة، وكذلك الدفع بالإصلاحات التي تسهم في رفع الغبن عن المرأة رغم معارضة التيارات الإسلامية.
وفي المحصلة، نجد أن التيارات الإسلامية غير راضية تماماً، وكذلك التيارات الحداثية والعلمانية، رغم ذلك، يؤكد الطرفان الحرص على حماية التجربة المغربية من أي إنحرافات عنيفة، والتأكيد على استمرار المغرب في عملية الإصلاح الهادئة والمتدرجة، ولكن المستمرة رغم الصعوبات والعراقيل الكثيرة.
هكذا تصبح التجربة المغربية ـ مع شقيقتها التونسية بالطبع ـ هي قبلة الناظرين المتطلعين للإصلاح وتجنب كوارث الإستبداد والخضات الامنية والحروب الاهلية المدمرة، كما يحصل في أكثر من بلد عربي، بعد أن كانت تركيا حزب العدالة والتنمية في بداية الألفية الثالثة هي التجربة الرائدة التي تتطلع اليها كل النخب العربية الوطنية. لكن، اليوم تبدو تركيا في حالة لا تحسد عليا بعد تسربل النظام الحاكم منذ 2002 في العباءة الإسلاموية والقومية الطورانية.
ملاحظة أخيرة للباحثين عن شيئ من الحقيقة، أن باريس عاصمة النور، وفرنسا التي أنجبت قرن الأنوار، القرن الثامن عشر، وفولتير ومونتسكيو، ثم توكفيل، فرنسا بتاريخها العريق وأدبها العظيم، تطلب عون المغرب في تأهيل رجال الدين المسلمين وأئمتها خوفاً عليهم من حُمى السلفية الوهابية التي تنتشر في ضواحيها.
فهل يمكننا القول، بأن المغرب يغرد خارج السرب (عفواً السجن) العربي ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - القرصان أكلة شعبية سعودية بطريقة الإيطالية مع قمر


.. صنّاع الشهرة - لا وجود للمؤثرين بعد الآن.. ما القصة؟ ?? | ال




.. ليبيا: لماذا استقال المبعوث الأممي باتيلي من منصبه؟


.. موريتانيا: ما مضمون رسالة رئيس المجلس العسكري المالي بعد الت




.. تساؤلات بشأن تداعيات التصعيد الإسرائيلي الإيراني على مسار ال