الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الروائي علي لفتة سعيد ...ايقونة يليق بها الاحتفاء
حبيب النايف
2019 / 3 / 3الادب والفن
في مدينة تطفو على الحروف وتتمايل بغنج بين الكلمات ويغسلها الفرات الاليف برذاذه الندي ليتوسم اسمها بالشعر والشعراء والشعر يليق بها لأنه انتشر على ارضها المترامية بين الهور والسهل كالعصافير , لتكون بحق مدينة الشعراء.
تنفس الروائي علي لفتة سعيد الحروف الاولى من هذه البقعة من الارض التي تسمى الناصرية وبالذات في مدينة سوق الشيوخ كانت انطلاقته الاولى وكانه فطم بالحرف ليقتفي اثر الكلمات ويصطادها بموهبته التي نمت معه وهو في الدراسة المتوسطة لينشر اول قصيدة شعرية له في مجلة الراصد عام 1976 ويحلق فيما بعد في فضاء الابداع بلا اجنحة ,عدته التي ترافقه وعيه الثقافي الذي تراكم نتيجة مطالعاته المتواصلة والتي كونت له رصيد معرفي جعله يخوض في بحر الكتابة الهائج والذي لا يصل الى شاطئه الامن الا من تسلح بموهبة الكتابة والاصرار على تنميتها بالجد والمثابرة لتجعله يقف بمصاف الكتاب العراقيين والعرب الذين اثروا الساحة الثقافية بنتاجهم القيمة .
ان الكاتب الماهر يصنع الجمال من كل ما يحيط به حتى لو كان خراب او موت او دمار لذا نرى الروائي علي لقتة سعيد يتفاعل مع الاشياء بشكل يجعله ينحت كلماته بدقة متناهية لتعطي للمتلقي انطباع عما يدور حولة بلغة سلسة وبسيطة لكنها متقنة وذات اهداف تأويلية تحيل كل ما تتناوله الى كائن حي يثير التساؤل والاهتمام وكانه يحاكي الاشياء بطريقة خاصة لا يعرفها الا الروائي المتمرس والمتمكن من ادواته الابداعية .
لقد اينعت شجرة علي لفتة سعيد بكل ما هو شهي وناضج حيث تساقطت علينا ثمارها
لتشبع ارواحنا الجائعة وتوشم اجسادنا ب( وشم ناصع البياض / رواية صدرت عام 2003) في (اليوم الاخير للفردوس رواية 2002 ) وكانه يطلب منا ان نذهب بسياحة معه لنتذكر ما كنا نعاني منه في زمن الديكتاتورية (في موسم الاسطرلاب ..رواية 2014) ونرافقه كمصور ليلتقط لنا ( الصورة الثالثة ..رواية ..2015) وكانه يريد العودة بنا الى مرابع الصبا ونشاهد سوية ما كان يعاني منه ابناء الجنوب في زمن النظام البائد وخاصة اهالي سوق الشيوخ في ( السقشخي ..رواية ..2017 )
ان الفضاء الذي حلق فيه على لفتة سعيد لم يتحدد في الرواية فقط وانما تجاوزه الى القصة القصيرة حيث اشارة الى (امرأة من النساء قصص قصيرة /1988 ) ليخرجها من( بيت اللعنة قصص قصيرة ..2016) لتتمتع ( بمداعبة الخيال ..قصص قصيرة ..2009 ) وتحتفل( باليوبيل الذهبي 1988) لينشد لها من اشعاره التي علقت كما يقول ( على اثر كفي ..مجموعة شعرية .2013) كآنها (مدونات ذاكرة الطين مجموعة شعرية ..2016 ) لتختصر كل ما يدور حولها سوى في الذات او الكون او الوطن ب( .... نا مجموعة شعرية 2016) التي جعل منها ك (المئذنة مسرحية من فصل واحد 2011) خشبة مسرحها الواقع الذي عشناه في الحصار والحرب والذي لازال مستمرا ليومنا هذا .
ان هذا السفر الحافل بالإبداع حافز مشجع لان نحتفي بقامة ادبية لها بصمتها المؤثرة على خارطة الثقافة العراقية وايقونة من ايقونات مدينتنا التي رفدت العراق والعالم العربي
بكل ما هو متميز
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين | مع الشاعر التونسي أنيس شوشان
.. حلقت شعرها عالهوا وشبيهة خالتها الفنانة #إلهام شاهين تفاصي
.. لما أم كلثوم من زمن الفن الجميل احنا نتصنف ايه؟! تصريحات م
.. الموسيقى التصويرية لتتر نهاية مسلسل #جودر بطولة النجم #ياسر_
.. علمونا يا أهل غزة... الشاعر التونسي -أنيس شوشان-