الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الريس كابوريا:بطل سلاحه -السمسمية-..

السيد إبراهيم أحمد

2019 / 3 / 5
الادب والفن




قد يكون من أبناء منطقة القناة من يعشقون آلة السمسمية بل ومنهم من يصنعها، لكن ليس فيهم أحد بقيمة وقامة الفنان الكبير صلاح عبد الحميد محمد آدم المشهور بـ "الريس سيد كابوريا" لأنه عاشق للسمسمية منذ مطالع صباه حين تغنى لثورة يوليو 1952م في ميدان الأربعين بمدينته الحبيبة لقلبه "السويس" صاحبة التاريخ المجيد العميق.

ليس ممن يعشقون آلة السمسمية بقيمة وقامة الريس سيد كابوريا .. لأنه الذي حافظ على التراث من الأغنيات التي جمعتها ذاكرته وكأنه المسئول الأوحد عن ميراث الأجداد، وهو الذي حين يراه أهل بلده من الكبار يستعيدون ذكريات مدينتهم في أفراحها القديمة حين يغنى ما يعرف بـ "الضمة" و"الحنة"، كما أنه معروف بالارتجال في الحال بكلمات رائعات نابعات من مخزونه الثري الذي عاصر تراث الأقدمين وعايش حياة المعاصرين فصار يرتجل دون عناء كلمات تعيها العقول وتألفها القلوب من حلاوتها وطزاجة معانيها، وحلاوة صوت من يغنيها، وحماسته حين يؤديها في عمل فني متكامل بالكلمة واللحن والغناء والرقص الإيقاعي، وتشهد الفرقة القومية الشعبية بمصر بإبداعه حين صمم لها الرقصة الذائعة الصيت والمعروفة بـ "رقصة البمبوطية".

إن الريس سيد كابوريا بطل لأنه كان من أول المشاركين في "فرقة ولاد الأرض" التي أسسها الراحل الكبير الكابتن غزالي، وكانت السمسمية هي الآلة التي ألف وغنى عليها شعراء الفرقة أغنياتهم وسرت في قلوب وعقول السوايسة والوطن العربي كله وليس مصر وحدها، هي الآلة التي جابت وطافت على المجندين في جبهات القتال تشد من أزرهم، وترفع من عزائمهم، وتبث الأمل في النفوس سواء المجندين أو المدنيين وخاصة أبناء السويس المهجرين.

إن الريس سيد كابوريا بطل لم يضع سلاحه أبدا في وقت الحرب ووقت السلم، ولم يمل أو يكل أو يسلم الراية لأحد غيره حتى في حالته الصحية الحرجة، كان واعيا بأنه يمتلك طاقة جبارة تجعله كاتبا لأعمال بلغت ما يقارب المئتي عمل فني، وحين ساهم في تعليم الشباب الصاعد في العزف على آلة السمسمية، وحين يسجل أعماله ويؤديها وتتوارثها الأجيال كأنه يؤدي رسالة ما طالبه بها أحد ولكنه يستشعر مدى مسئوليته عنها فيؤديها من وقته وماله وجهده وصحته.

إن الرجل لم يكتفِ بأن كون جمعية تحافظ على السمسمية وفنها الباقي الراقي وأسماها: "جمعية محبي السمسمية والفن الشعبي"، بل جعل من مقر الجمية بيتًا للسمسمية أشهره في الثاني من مارس 2019م وجمع فيه العديد من القامات الأدبية والإعلامية وفناني السمسمية في السويس والإسماعيلية وقد كرمهم جميعا بشهادات تقدير وبديلا عن الدروع جعل السمسمية هي درع التكريم يحتفي بها المكرم لأن اسمه مدون عليها، وكأنها رسالة من الريس سيد كابوريا في التواصل مع التراث والاعتزاز به.. فكان نعم البطل المحب لوطنه وقد جسد هذا الحب بالعمل لا بالكلام، بالفعل في الحرب والسلام.. فليت فينا شرارة من عزيمة الريس سيد كابوريا..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أشرف زكي: أشرف عبد الغفور كان من رموز الفن في مصر والعالم ا


.. المخرج خالد جلال: الفنان أشرف عبد الغفور كان واحدا من أفضل ا




.. شريف منير يروج لشخصيته في فيلم السرب قبل عرضه 1 مايو


.. حفل تا?بين ا?شرف عبد الغفور في المركز القومي بالمسرح




.. في ذكرى رحيله الـ 20 ..الفنان محمود مرسي أحد العلامات البار