الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اطباء بلا اجور

علي العجولي

2019 / 3 / 5
المجتمع المدني


العراقيون والعرب بصورة عامة حرموا على أنفسهم ذكر حسنات مآثر الناس وهم إحياء تماشيا مع مقوله وضعوها (لاتمدح من يمشي على اثنين فربما تحتاج يوما ذمه ) و تركوها لتذكر في تأبينه او رثائه عند الموت تتمسكا بالمؤرث من اقوالهم (اذكروا محاسن موتاكم )ولكني ساتمرد وأذكر وامجد بكل عملا حسن يقوم به إنسان بعد ان شاهدت مجموعة من الاطباء تقوم بتخفيض أجور الكشف الطبي في عياداتهم الخاصه تطوعالعجز المؤسسات الطبيه الحكوميه عن القيام بواجبها في مكافحة الأمراض ومعالجة الناس من الأمراض التي حلت ضيفا غير مرغوب فيه على بيوتهم وأكثر هذه الامراض لم يكن يعرفها العراقيون بل جلبوها من غزوا العراق في حربين كونيين واستخدامهم قنابل واعتده ملوثه للبيئه محمله باليورانيوم المنضب او الغازات السامه وهؤلاء الأطباء هم طبيب الاختصاص نزارجواد محمد الجلبي اختصاصي الباطنيه والقلبيه والصدريه وجمال مولود المشهداني دكتوراه بورد باطنيه وقلبيه وصدريه وعدنان هاشم اختصاص انف واذن وحنجرة وآخرين سمعت عنهم وقد راجعت الدكتور نزار جواد محمد في عيادته في مدينة الكاظميه منطقة الانباريين وهي عبارة عن بيت من البيوت البغداديه رتبت بشكل جيد كعيادتين واحدة له والثانيه لأخيه طبيب الأسنان..وردا وقد علمت أن الدكتور نزار تخرج عام 1984 من كلية الطب وعمل في عدة مستشفيات واستقر أخيرا في مدينة الإمامين الكاظميين الطبيه قسم الباطنيه والقلبيه وفي غرفة الإنتظار سمعت الناس يتحدثون عن إنسانية هذا الطبيب وتعامله الحسن وطيبة قلبه وسعت معرفته في مجال اختصاصه وقلة المبلغ الذي يتقاضاه عن الكشف الطبي الذي يجريه فهو لايزيد على3 الاف دينار عراقي ومجانا لمن لا يستطيع الدفع في الوقت الذي يتقاضى اقرانه من الاطباء في نفس اختصاصه مبلغا قدره 25 الف دينار وقد يزيد عند البعض منهم حتى يصل إلى 50 الف دينار عدا مايفرضه من فحوصات قد تفرغ محفظة ممتلئة .وعندما دخلت عليه وشاهدت ترحيبه وابتسامته شعرت أن ما قيل عنه في الخارج اقل مما فيه كثيرا فهو الرحمة على المريض وبعد ان سألني بكل اهتمام عن تاريخي المرضي وأن كنت قد راجعت طبيبا والعلاج الذي اتناوله طلب مني مراجعة المستشفى الذي يعمل به لأ جراء الفحوصات الطبيه وهو اعتاد على أن يرسل مراجعيه إلى المستشفى لقلة كلفة الفحوصات ..
وعند مراجعتي المستشفى ومشاهدة الأعداد الهائله من المرضى المراجعين أحسست بمدى الإهمال الذي تعاني منه المؤسسات الصحيه في العراق فلو ان هناك مستشفيات كافيه لما راجع هذا المستشفى هذا العدد الكبير.. وبمراجعه بسيطه لعدد المستشفيات الموجوده في بغداد التي تقول وزارة الصحه انها 45 مستشفى بعد ان جزأت مستشفى مدينة الطب الى 8 مستشفى فعدت دائرة التمريض والحروق والكبد والمستشفيات الاخرى وأضافت إليها المستشفيات التخصصيه في الولادة والأطفال وابن البيطار وابن النفيس وابن الهيثم ورضيتا بهذا العدد وقسمنا عليها نفوس بغداد البالغة 7666800 ملايين وهذا الرقم حسب الإحصاء الحكومي لوجدنا أن حصة كل مستشفى من بينها المستشفيات الخصوصيه 200 الف مراجع وهذا الرقم يعجز حتى الروبوتات الفاحصه .. فلا أستغرب أن أجد اجهزة المختبر الخاصه بفحص الدم عاطله عند مراجعتي إياهم والأعداد الهائله الواقفين تنتظر على باب غرفة تخطيط القلب او الايكو او المواعيد الخيالية التي تعطى لمن يحتاج المفراس او الرنين والتي تتجاوز الشهرين او أكثر ان عجز الحكومه في توفير الخدمات الاساسيه كالصحه والتعليم والبنى التحتيه الأخرى سببه الفساد المالي والاداري وليس مايشاع من أن الموارد الماليه تذهب للمجهود العسكري لمكافحة الارهاب الذي ادخل إلى العراق بمعونه داخليه من الذين تضررت مصالحهم وخارجيه من الذين يريدون أن يجعلوا العراق حديقه خلفيه لنزهتهم وسوقا لتصريف بضائعهم ودليلي ان رجال الحشد الشعبي الذين كسروا وهزموا الارهاب لم يتلقوا دعما مباشرا من اموال ميزانيات الحكومه الانفجاريه التي كانت تذهب لجيوب البرلمانيين والوزراء وحواشيهم..فمنذ 30سنه لم يبنى مستشفى واحد في بغداد فصدام كان يتذرع بالحصار ولكنه كان يصرف الاموال التي تأتي من النفط المهرب والواردات الأخرى في بناء المساجد التي لم يصلي بها أحد وعلى القصور التي التهمت كل منطقه جميله على ضفاف الأنهار في بغداد كالاعظميه وابي نؤاس ومحافظات الوسط والجنوب وفي ظل الحكومات الديمقراطية كانت الاموال تذهب في حسابات وجيوب
الفاسدين بدعوى المجهود الحربي كما قلت .ان يام الدكتور نزار جواد في عملهم التطوعي هو جهود يشكرون عليها لتخفيف الحمل عن كاهل المرضى وردع جشع بعض الاطباء الفاسدين ودفعهم الاطباء الآخرين لأن يحذوا حذوهم فألف شكر وتقدير لهؤلاء النخبة من الاطباء ..وأنا هنا لا اتهم الكادر الطبي بكل مستوياته والاداريين المساعدين في تقديم الخدمات للمرضى المراجعين تقصيرهم لأن المثل يقول ( العين بصريه والاي قصيره)فقلت الاجهزه في موسساتتا الكبيه وكثرة عددها هومن يجعل هذه المعانات تكبر يوما بعظ يوم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج الأغذية العالمي يحذر من خطر حدوث مجاعة شاملة في غزة


.. احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا




.. عائلة فلسطينية تقطن في حمام مدرسة تؤوي النازحين


.. الفايننشال تايمز: الأمم المتحدة رفضت أي تنسيق مع إسرائيل لإج




.. رئيس مجلس النواب الأمريكي: هناك تنام لمشاعر معاداة السامية ب