الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلورا تريستان المناضلة التي دعت الى الاشتراكية الانسانية.

حازم كويي

2019 / 3 / 7
ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2019 - دور وتأثير المنظمات والاتحادات النسوية في إصلاح وتحسين أوضاع المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين


بمناسبة يوم المرأة العالمي

فلورا تريستان
المناضلة التي دعت الى الاشتراكية الانسانية.

ولدت فلورا تريستان عام 1803 في باريس من ام فرنسية وأب من بيرو .
كتبت في احدى رسائلها الاولى ،المليئة بالحلم رغم الاخطاء الاملائية ، بضرورة اتحاد الطبقة العاملة ، ناضلت هذه المرأة الشجاعة رغم الصعوبات التي واجهتها والمعروفة بمواقفها المعارضة ،التي حولتها الى طاقة من القوة وهي في مقتبل العمر،حيث أشارت الى حقوق المرأة ومنها حق الطلاق ،التي اعترفت بها الثورة الفرنسية آنذاك لفترة قصيرة ،سرعان ما ألغيت لارجاعها مرة اخرى كملكية خاصة للرجل. وقد عانت شخصياً من مطاردة زوجها ،اضطرها للسفر الى الخارج ،زارت فيها بين عامي 1826 و1839 انكلترة اربع مرات وعاشت فيها لتراقب حياة الفقر لاقسام واسعة من المجتمع الانكليزي ، وبنظرتها السسيولوجية رسمت الوضع بوضوح كلوحة مليئة بالمرارة رغم التقدم الصناعي آنذاك،والذي جسدها الاديب المشهور تشارلس ديكنز في روايته (أوليفر تويست) ،التي حركت مشاعر ووجدان لندن ،المدينة التي كانت أغنى وأثرى مدن العالم ،عَكَسَ فيها كيف انها تعيش كمدينة اشباح من خلال علاقات يلفها الصدأ .
وبذكاء علمي درست شناعات وسوء الاحوال الاجتماعية ،حيث زارت السجون ومستشفيات الامراض العقلية ،عمالة الاطفال وأماكن البغاء ،ورأت بام عينها هول وفزاعة فقدان المرأة الانكليزية لحقوقها .
وقد كتبت الكثير من التقارير عن رحلاتها هذه ،صدر لها كتاب جامع عام 1840 ،الذي بِيعَ بأعداد مضاعفة و تضمن في مقدمة الطبعة الثالثة نداءها :(ايها العمال رجالاً ونساءاً ، اهدي لكم جميعاً كتابي أصِف فيها اوضاعكم واحوالكم التي تخصكم انتم بالذات).
ولم تقتصر اشارات تريستان الغاضبة لوضع العمال في انكلترة فقط ،بل عمال العالم أينما كانوا.
عام 1843 صدر كتابها الاخير (أتحاد العمال) والذي يعتبر نداءاً نارياً للبروليتاريا ،بسبب أنعدام حقوقهم العادلة حيث كتبت (ايها العمال ،هناك وسيلة واحدة لانقاذ انفسكم بدعوتي لكم بالاتحاد ،لانني اعلم ،اي قوة ستجدونها واية نجاحات ستتحقق عندما تكونوا متحدين لاجل الاهداف التي تخدم مصالحكم وبعيون متفتحة)
رسالة تريستان واضحة وهي وجوب خروج العمال من دائرة الانعزال والتحدث بصوت واحد لتقرير مصيرهم بأنفسهم وبضروة تشكيل قيادة ذاتية من خلال لجنة تحول فيها المقترحات من مستوى اليوتوبيا الى ثوابت.
واقترحت على جمهرة العمال في فرنسا والبالغ عددهم آنذاك 8 ملايين بتوديع مبلغ (2 فرنك) سنوياً ليصبح مجموعها بحدود 15 مليون فرنك ،كرأسمالٍ لمساعدة الاطفال للذهاب الى المدارس والعناية بكبار السن،أضافة لخدمة ممثلي البروليتاريا للدخول الى البرلمان .
وترى تريستان ان المخرج من هذا الوضع الاجتماعي المُزري لايعتمد على النضال الطبقي لوحده بل المساهمة من خلال التعليم والتحرر ،فالاشتراكية الانسانية التي نادت بها تريستان لم يكن يفصله سوى اربع سنوات عن البيان الشيوعي الذي ظهر فيما بعد على يد ماركس وانجلز ، بالهدف الذي رسمته بأتحاد البروليتاريا رغم الاختلاف المبدئي،واضافت (من خلال غريزتي احتج ضد كل شئ يتعلق بالعنف الفظ ولا أريد مجتمعاً يعاني من الهمجية المسلطة عليها).
وتعلَم تريستان جيداً ما تعاني منه العوائل من الضغوط الاستغلالية والمستمرة جيلاً بعد جيل،لهذا تعتقد بان المخرج هو تقوية المرأة من هذا البؤس الاجتماعي واعطائهن الفرصة لاظهار وتطويرقابلياتهن وأن الخلاص من هذا الوضع المزري للعمال المرتبط بالفاقه والعوز وعدم المعرفة ، يُحتم البدء بتعليم المرأة كونها تتحمل مسؤولية تربية الاطفال.
لقد حملت فلورا تريستان مطالب التحرر بكل معنى الكلمة بالتزامها الواضح وتحليلاتها على مستوى السوسيولوجيا الاجتماعية والنضال لمجتمع عادل وتطوير الشخصية الانسانية.
توفيت فلورا تريستان بعد رحلة سفرمضنية استغرقت سبعة أشهر عام 1844 ولاصابتها بمرض التيفوئيد في مدينة بوردوالفرنسية وهي في عمر الشباب والعطاء .
ترجمة :حازم كويي
عن مقالة ل:كلاوديا كلاين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نواب في الحزب الحاكم في بريطانيا يطالبون بتصنيف الحرس الثوري


.. التصعيد الإقليمي.. العلاقات الأميركية الإيرانية | #التاسعة




.. هل تكون الحرب المقبلة بين موسكو وواشنطن بيولوجية؟ | #التاسعة


.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة علما الشعب جنوبي لبنان




.. المتحدث باسم البنتاغون: لا نريد التصعيد ونبقي تركيزنا على حم