الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة انسان وليست وظيفة جنسية

مالوم ابو رغيف

2019 / 3 / 7
ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2019 - دور وتأثير المنظمات والاتحادات النسوية في إصلاح وتحسين أوضاع المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين


المهمة الاساسية للانسان وفق الدين الاسلامي هي العبادة والتي تعني الى جانب الطقوس اليومية، ضرورة التقيد بالقيم والاخلاق الدينية. والخروج عن عرف هذه القيم يعني خروج على ما هو مقدس واجتماعي بل وحتى قانوني اذا ما كان القانون يتم تشريعه وفق الشريعة الاسلامية.
جاء بالدستور العراقي ما ينص على ان لا يجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت أحكام الإسلام.
فما هي ثوابت احكام الاسلام بما يخص المرأة؟
ان الثابت الاساسي في اي تشريع اسلامي بما يخص المرأة يعتمد على قاعدة اساسية لا يسمح بالخروج عنها ولا مخالفتها في التشريع او في سن القوانين. ان هذه القاعدة نصت عليها الاية القرآنية التي تقول:
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ.
وهذه الآية تشمل على جزئين
قوامة الرجل على المرأة
وافضليته عليها.
ومهما حاول الاسلاميون(اللبرالييون) الاجتهاد في الوصول الى اعطاء معنى اخر لقوامة الرجل على المرأة الا ان تفنيد الشطر الثاني من الآية والتي تقول بان الله فضل الرجال على النساء، بقى عصيا على التبرير.
هذه الافضلية تقسم الشعب الى مواطنين من الدرجة الاولى وهم الذكور حيث لهم الاولية في كل شيء، في الحقوق وفي العمل وفي التعليم وفي العبادات ومواطنين من الدرجة الثانية وهن الاناث حيث مكانهن الهامش دائما.
هذا التقسيم الى مواطنين درجة اولى ومواطنين درجة ثانية لا تجده متجسدا في التشريعات القانونية فقط، انما تجده متغللا في التفكير والممارسات الاجتماعية ونمطا مألوفا في كل انواع النشاط الاجتماعي.
ان القاعدة الاسلامية بافضلية الرجال على النساء ادت الى نشوء تفكير مشوه اصبح قاعدة للتعامل اليومي مع المرأة حيث ان هاجس الذكر دائما هو الشرف والعرض الذي يكون الحفاظ عليه احد المهمات الاساسية للمرأة منذ ولادتها حتى يوم موتها فاصبح الخوف عند المراة ملازما لها يعيق احساسها بالامان والاطمئنان حتى وهي في البيت، انها مثل مواطن مذعور يعرف ان اجهزة الامن تتعقبه وتترصد اخطاءه لالقاء القبض عليه باي ذريعة كانت.
بينما تنحصر مهمة الذكور في مراقبة التزام الاناث بالقواعد الاساسية التي وضعها المجتمع وفق النظرة الدينية القاصرة ووفق اعراف العشائر التي تلغي اسم المراة وتستعيض عنه بـ (ام فلان) او (كريمة فلان) او (عقيلة فلان).
ان هذا التفكير الجمعي يبقى هو السائد في النظرة العامة للمراة بغض النظر عن منصبها الوظيفي ودرجتها الاكاديمية. لقد ادت المهمة المناطة بالرجل، اي مراقبة سلوك المراة، الى نشوء نوع من عدم الثقة بها اكان من الناحية الاجتماعية او الوظيفية او التربوية او حتى السياسية. لقد كان هذا التصور موجودا عند كتابة الدستور حيث فرض الامريكيون على العراقيين الكوتا النسائية والتي هي 25%.
لا عجب ان بقيت المجتمعات الاسلامية متخلفة على كافة الاصعدة ذلك انها تقسم المواطنين حسب الوظيقة الجنسية. ان الدين لا ينظر الى المراة كأنسانة لها شعور واحاسيس ورغبات ومتطلبات وطموح، انه يسلبها انسانيتها ويكرس فيها الجانب الجنسي الوظيفي كـ
موضوع للمتعة
ورحم لانجاب الذكور للمحافظة على النوع.
ولعل احد اسباب زيادة السكان هي رغبة الرجل الدائمة في ان يكون له ذكر يحمل اسمه، فلا يجب ان تتوقف المراة عن الولادة حتى تلد الذكر.
ومن هنا كان الزواج في الاسلام لا يتحدد وفق العمر بل وفق هذين الشرطين، المتعة والانجاب.
ولأن المراة هي الينبوع الذي يهب الحب والحنان والرحمة والتربية والاحساس بالانتماء الى الانسانية هي التي تهب الحياة. فكم سيكون المجتمع مشوه اذا كان نصفه يعتقد ان نصفه الآخر لا يستحق سوى التبعية ويفرض عليه البقاء في الهامش الاجتماعي وفق معتقدات الدين واعراف العشائر!!
ان هذه النظرة لا يمكن ان تتغير الا بتشريع قوانين تؤسس لثقافة مدنية علمانية تعيد للمراة كيانها ومكانتها الانسانية وتلغي النظرة الدينية-العشائرية القاصرة التي تصنفها حسب الوظيفة الجنسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المرأة هي أكبر عدو للمرأة
بارباروسا آكيم ( 2019 / 3 / 7 - 21:10 )
و الله يا أُستاذي العزيز
فأن أَكبر عدو للمرأة في هذا الشرق التعيس هي المرأة نفسها

قل لي بربك
) إذا كانت المرأة ( الأم ) هي من تعطي السلطة لأولادها الذكور ) لكي يصبحوا جهاز رقابة و تجسس و وصاية على إخواتهم البنات داخل البيت فما هو الجيل الفاسد الفاسق الذي ستنتجه هذه المرأة ؟

كل شيء يبدأ بالمرأة - الأم -

حينما تعطي الأم لإبنتها مكانة حقيقية و قدسية داخل البيت فسيتعلم هذا القرقوز الذي يسمونه الذكر أن يحترم المرأة في كل مكان على وجه الكرة الأرضية

أما إذا كان يتعلم منذ الصغر أن المرأة عورة و ضلع أعوج و عار و هَمْ و فيها يتعلق شرف العائلة
فسينتج إنسان مسخ و مشوه يرى في المرأة مجرد كيس لتفريغ النفايات الجنسية

تحياتي و تقديري


2 - سبب الداء
كامل حرب ( 2019 / 3 / 8 - 02:44 )
شكرا استاذ مالوم ابو رغيف لكتابه هذا المقال الهام , انت فى نهايه مقالك قلت الحقيقه الخالصه الا وهى ان نصف اى امه اسلاميه هو معطل , النصف هنا هو تعداد المرأه فى اى دوله اسلاميه بائسه , نعم هذه هى كارثه الكوارث , يعنى نصف دوله مثل دوله مصر او العراق هم من النساء ,النصف هنا لاوزن له ولاقيمه ولاأعتبار او احترام , اى قيمتهم هو الصفر , من المؤكد ان تشريعات الاسلام الهمجيه هى التى قننت وسنت هذه القوانيين البدويه المتخلفه المجحفه الظالمه المحمديه , دائما نرجع الى المربع الاول الا وهو دين الاسلام الظالم الغيرعادل البدوى المعادى للانسانيه وقيم الحياه الطبيعيه , لاادرى لماذا القوم مغسولى الدماغ الى هذه الطريقه المتدينه , اود ان اركز هنا على مايسمون انفسهم ليبراليون اسلاميون , هذا تعريف التفافى وحلزونى مضحك , من المؤسف انه لايوجد شئ اسمه ليبراليه اسلاميه , هذا اكيد وهم وتدليس وضحك على الذقون , الاسلام هو الاسلام فى كل زمان ومكان , الاسلام هنا هو اسلام داعش والذى يستمد مقوماته من الرسول والقرأن فى زمن القتل والذبح والغزو وقطع الطريق والسلب والنهب والسبى والعبوديه والاجرام والصعلكه والسرقه


3 - الى الصديق العزيز بارباروسا آكيم مع التحية
مالوم ابو رغيف ( 2019 / 3 / 8 - 14:19 )
تحياتي صديقي العزيز
بارباروسا آكيم
اتفق معك بما تفضلت، لكن ما هو السبب يا ترى في وقوف المراة ضد نوعها وتوريثها كل ما تعلمته من تربية خاطئة لابنتها وتفضيل ولدها على ابنتها وتسليطه عليها؟
طبعا هذه الحالة لا تجدها الا في المجتمعات الفقيرة او المتدينة او ليس ذات نصيب ثقافي يؤهلها لفهم طبيعة الاشياء.ـ
هناك من يقول ان مثل هذا النوع من النساء يحاولن ان ينتقمن لانفسهن، ولما كانت الذكور محل حماية ورعاية الاب والمجتمع والدين والثقافة وتقاليد العشيرة، لا تجد احد تنتقم منه لنفسها غير المسكينة بنتها.ـ
لذلك ينبغي ابداع ثقافة انسانية لا فرق فيها بين الرجل وبين المرأة اذ ان كلاهما انسان، دون ثقافة مدنية علمانية فان حتى القوانين مهما كانت متطورة فانها قد تنصف المرأة قانونيا لكنها لا تغير وضعها ومكانتها في المجتمع.ـ


4 - الزميل العزيز كامل حرب مع التحية
مالوم ابو رغيف ( 2019 / 3 / 8 - 14:38 )
تحياتي زميلي العزيز
كامل حرب
هناك محاولات لتطوير الدين الاسلامي وجعله حضاريا منسجما مع التطور الحاصل في العالم
قد ينجح البعض في تهذيب وتشذيب الاسلام من بعض خشونته ودمويته وصلافته، لكن ذلك يبقى في الاطار العام للمناقشات ولم يتحول الى واقع اجتماعي او قانوني ذلك انه لم يُصاحب بثقافة علمانية اجتماعية جريئة تستبعد الدين عن الحياة وتحيله الى خيار غير مميز وغيرمفروض على المجتمع.ـ
ان الاسلام اللبرالي غالبا ما يكون مرتبطا بالاطماع السياسية، هو محاولة تسويقية تزويقية للدخول في معترك السياسة والحصول على غنيمة ما باسم الدين المحسن.ـ
والحقيقة ان المجتمعات، وبعد هذا التطور الكبير في العلوم على مختلف انواعها، لم يعد الناس بحاجة الى دين بعد ان تبين زيف كل الادعائات والمعجزات وبطلان كل التصورات الدينية عن الكون
واني هنا اقول
جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا
والحق هو العلم والحقيقة الموضوعية والباطل هو التثقيف الديني وتصورات الدين ومعجزات الانبياء.ـ


5 - الاساس يكمن في موروث ثقافة البداوة
محمد البدري ( 2019 / 4 / 21 - 19:57 )
شكرا وتحية للفاضل مالوم ابو رغيف
لا يجادل احدا في وضعية المرأة الدونية في الاسلام باعتراف نصوص قرآنه. ولان ثقافة الاسلام تضع مرتكزها الاول عي اعتبار ان ما قبل الاسلام كفر يجب التبرؤ منه
واخذوا من العنف وسيلة لثبيت ادعائهم، فخضوع المرأة سببه الخضوع العام للعقيدة.
أما السبب الرئيسي في ازاحة المرأة من الحضور اسلاميا فمرده الي ثقافة البداوة التي هي الاصل الذي استقي منه العرب منافستوا الاسلام، القرآن. فالتسلسل بعلاقة الدم ترتيبا للنسب وللترابط القبلي عبر الزمن اضافة الي كون الرجل اخذ علي عاتقة جمع الثروة بالنهب والسلب والغزو، جعل من المرأة مجرد وعاء لانتاج مقاتلين لانهم الاهم لحيازة الثروة. اهذا فزيادة عددها نسبيا يجعل الجماعة هدفا لاخرين لاخذ النساء سبايا اما لتحقيق اللذة او لانتاج مقاتلين يدعمون قوه القتل والغزو باعتبار نسبهم الجديد مصدرا لولائهم عبر الخط الابوي وليس الامومي.

اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا حققت إسرائيل وحماس؟


.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: لم نتهم حزب الله بشأن مقتل باسكا




.. قطر: لا مبرر لإنهاء وجود مكتب حماس | #نيوز_بلس


.. بكين ترفض اتهامات ألمانية بالتجسس وتتهم برلين بمحاولة -تشويه




.. أطفال في غزة يستخدمون خط كهرباء معطل كأرجوحة