الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بولا أخطأت، لم تخطئ؟

فؤاد سلامة

2019 / 3 / 7
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


من يهمهم إثبات أن ممثلة المجتمع المدني وقوى التغيير قد أخطأت في كلامها عن "السنيورة" ليسوا بمعظمهم من حسني النوايا ومن التغييريين. أستطيع القول بكل راحة ضمير ان معظمهم من جماعة "زعيمي أحسن من زعيمك"..
طبعا هناك اليساريون الممانعون منهم والراديكاليون، لهم موقف قابل للنقاش ولا يمكن اتهامهم بسوء النية دوماً، وإن كان البعض منهم يُسلِّم ضمنيا ومن دون وجه حقٍ، بأن "حيتان المال" من جماعة ١٤ آذار أكثر فسادا من حيتان مال جماعة ٨ آذار.
في النهاية يغلب على الموقف النقدي الميل "العفوي" للعودة إلى خطوط الانقسامات الطائفية واللعب على أوتارها، بتقصّد او من دون قصد.

قد تكون بولا أخطأت بطريقة إيصال فكرتها او وقعت في فخ إعلامي، وكما علم الكثيرون هي اعترفت بعدم تمكنها من شرح فكرتها بشكل مُفصَّلٍ، ما وضعها في موقف بدا ظاهرياً وكأنه دفاع عن السنيورة. هناك بولا الإعلامية التي ارتبط صعودها الإعلامي بتيار الحريرية السياسي، وبقنوات إعلام التيار، وكصحفية قد تكون استفادت مهنيا من دعم قُدِّم لها من آل الحريري. وبولا بقيت مربوطة جزئياً حتى زمن قريب ربما، بحبل الوفاء السرّي الذي تسرع الكثير من الحريريين لاتهامها بأنها قطعته بالكامل وأكلت من الصحن وبصقت فيه. كل هذا كان إلى أن قررت بولا خوض معترك العمل السياسي من بوابة "المجتمع المدني" والمعارضة، وليس من بوابة الحريرية السياسية. كان صعباً ولا شك قطع الوشائج القديمة، والتموضع السياسي الجديد لم يحصل إلا بالتدرج وعبر صدمات.

ما يأخذه يساريون ويمينيون وجماعة ١٤ و ٨ الآذاريون وجماعة السلطة والطائفيون، على بولا، يأخذون عليها أنها تنكرت للسيستام (المنظومة) الذي اشتغلت ماضيا من داخله واستفادت مهنياً منه إلى حدٍ ما. البعض يطلب منها استمرار الوفاء لذاك السيستام، والبعض الآخر ينتقدها لعدم ر جذرية قطعها مع حبال السيستام.
أعتقد أنه ينبغي اليوم احتضان نائب المجتمع المدني والاستفادة من حصانته في خطة مُنَسَّقة لمواجهة السيستام بكل نواقصه وعيوبه وإغراءاته. هذا يُترجم عملياً ولوجستياً بتقديم النصح والدعم من خلال قنوات وآليات ووسائل عمل جماعية مدروسة، وذاك بدلا من الانضمام لجوقة المُطبِّلين والنافخين في العصبيات المذهبية والراغبين دوماً بخوض معاركهم على خطوط الانقسامات الأهلية القديمة.

ليس السنيورة رجل دولة من الطراز الذي يمكن الترفع عن انتقاده، بل هو وكل الطاقم الحريري القديم والجديد كانوا في صلب منظومة الفساد والمحاصصة، التي كان البعض يُغض الطرف ماضياً عن آثامها بسبب الحاجة لترميمٍ عاجلٍ لاقتصاد وبنية دولة ما بعد الحرب. كما غض البعض نظرهم عنها سابقاً بسبب موقف الحريري الأب من مسألة إخراج البلد من وصاية النظام الأسدي الدكتاتوري.
والجميع يعرف أن الحريري الأب وقادة ١٤ آذار دفعوا حياتهم ثمن فك أسر الوطن من الوصاية السورية، رغم أن اغتيال جميع هؤلاء لم يؤدي إلا لإحلال وصاية محل أخرى، وصاية قرر معظم اللبنانيين عدم تحدّيها اليوم مباشرة تجنباً للعودة إلى متاريس الحرب الأهلية.
النقد الموجه للسنيورة ولغيره من مسؤولي التيار الحريري لا يجب ان ينسينا توجيه نقدٍ لا يقلّ قساوة لخصومهم وحلفائهم السابقين والحاليين. فالجزء الشيعي والماروني والدرزي من تلك المنظومة لم يترفع عن الفساد والهدر ونهب المال العام بنفس الجشع والضراوة، والبعض يقول ربما فعل أكثر أو غطّى، أو أمعن بدوره في تحويل المرافئ والمطار والحدود وأملاك الدولة، إلى أبواب نهبٍ مشرّعة على رياح الفساد المتوازن "طائفياً".

وهذا يضع قوى التغيير اليوم أمام مسؤولية مزدوجة، حماية السلم الأهلي ورفض العودة إلى لغة التخوين والشحن المذهبي من جهة، وعدم التخلي او المساومة على مواجهة منظومة الفساد والمحاصصة بشكل شمولي، ومن دون انحيازات مسبقة لخطوطٍ حمراء غير خط الوطن والمواطن، من جهة أخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الإشكال الأهم في لبنان
فؤاد النمري ( 2019 / 3 / 7 - 15:51 )
باعتباري راقيا للشأن اللبناني أسمح لنفسي الإدعاء أن الإشكال الحالي في لبنان وهو أهم الإشكالات هو استكلاب سعد الحريري على منصب رئيس الوزراء وهو يدعي التنازل من أجل مصلحة لبنان وهذا كذب وافتراء فتنازلاته المستنكرة حتى من جماعته لا تمت بصلة لصالح لبنان والشعب اللبناني بل ستودي بهما إلى الهاوية إلى حضن حزب الله الكتيبة الظلائعية للحرس الثوري الإيراني فاستخدام حزب الله لصواريخه على اسرائيل بأمر من الولي الفقية سيؤدي بالتأكيد إلى تدمير لبنان بالكامل وربما باستخدام الأسلحة النووية

استكلاب سعد الحريري على منصب رئيس الوزراء جعله يخضع لأمر حزب الله الذي حدده حسن نصرالله دون حياء أوخجل ميشيل عون رئيساً للجمهورية ونبيه بري رئيسا لمجلس النواب وسيقبل حينئذ أن يون سعد الحريري رئيساً للوزراء وهو ما كان
تخاذل سعد الحريري جعل عون رئيسا للجمهورية الأمر الذي اعطى تياره القوة الغالبة وجعل باسيل من يشكل الوزارة ورجع تيار المستقبل إلى المؤخرة بعد أن فرض باسيل الوزير الدرزي الثالث ضد جنبلاط وفرض حزب الله الوزير السني حسن مراد ضد سعد

أما باولا فظهر مثلها في الأردن (توجان فيصل) وسقطت لخفتها فيالحوار والحديث

اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا