الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأغلبية لن تنتظر الانتخابات القادمة

بشير الحامدي

2019 / 3 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


الأغلبية لن تنتظر الانتخابات القادمة
الواهمون والمصطفون فقط يعتقدون أن تغييرا ما يمكن أن تأتي به انتخابات يدبّرها وينظمها ويخوضها لصوص الانتقال الديمقراطي.
أن يكون المجرم أو الأقل أجراما العميل أو العميل الآخر الفاسد أو الأقل فسادا المرتبط السمسار لهذه الجهة أو للجهة الأخرى في البرلمان أو في الرئاسة ماذا يمكن أن يغيّر ذلك؟
لا شيء.
لن يكون هذا أو ذاك إلا أداة بيد طغمة المال السلاح والاعلام لتمرير مزيد من الجوع والتفقير والبطالة والقمع باسم الديمقراطية والقانون.
لعبة الانتخابات ولأنها منذ بدايتها كانت أشبه ما يكون بالمسخرة لاستبدال ديكتاتورية "التجمع الأول" بديكتاتورية ورثته ها هي تتجلى في طورها الجديد مسخرة مضاعفة ومهزلة.
مسخرة لشعب انتفض ولكنه لم يستمر فعاد إليه جلادوه من جديد ليحكموه ويجوعوه ويلجموه ويقمعوه.
مهزلة أن يتصدر المشهد الفاسدون والمجرمون والجلادون والانتهازيون والمصطفون والمنقلبون والمرتبطون والزاحفون على بطونهم و أن تسود الأوهام وتغطي على كل شيء.
لذلك مازلنا نصر على أن المعركة على البرلمان أو على الرئاسة معركة مضللة لطبيعة الصراع و أن معركة الأغلبية عنوانها: يسقط النظام وتسقط كل مؤسساته وأجهزته وعلى رأسها المسمّاة برلمان ورئاسة و أن لا معركة تتقدّم على المعركة ضد رأس المال و دولة رأس المال وممثلي رأس المال : البيروقراطيات الحزبية والنقابية والجمعياتية ورموزها.
الخدامة و الشباب والمعطلين و الفقراء نساء ورجالا المنقلب على مسارهم وعلى حقوقهم لا أراهم معنيين لا من بعيد ولا من قريب بالترتيب لبرلمان التهريج والنباح ولا بالتدبير لتجهيز كرسي لقرطاج.
اليوم وانطلاقا من قناعتنا بأن لا ديمقراطية سياسية حقيقية في غياب سيادة الأغلبية على الموارد والثروات ووسائل الإنتاج وعلى القرار وبعد أن وقفت الجماهير وبالتجربة على زيف شعارات الانتقال الديمقراطي وزيف سياسات قواه الحزبية والنقابية مطلوب منها أن لا تنخدع مرة أخرى بمشروع الإنقلاب فمصلحتها تدفعها لمقاطعته وتعطيله والتوحد حول مشروع لإسقاطه و إسقاط قواه.
المليون بطال لا يحتاجون انتخابات برلمانية وانتخابات رئاسية بقدر ما يحتاجون للشغل ولكل الأسباب التي توفر لهم كل الحقوق لحياة كريمة.
ملايين الخدامة لا يحتاجون لانتخاب ممثلين عنهم باسمهم سيشرعون لمزيد استغلالهم وتفقيرهم وقمعهم.
ملايين الشباب التلمذي والطلابي لا يحتاجون لانتخابات برلمانية ورئاسية لتمرير مشاريع تحويلهم لمعطلين بشهائد جامعية مقصيون ومبعدون بقدر حاجتهم لسياسات تؤمن لهم حاضرهم ومستقبلهم.
ملايين المزارعين الفقراء لا حاجة لهم بانتخابات عبرها ستتواصل سياسة تفقيرهم ورهنهم للبنوك بقدر حاجتهم لسياسات هم من يقررها تحررهم من الاستغلال وتجعلهم أسيادا على قرارهم.
وعموما الأغلبية لا تحتاج انتخابات يتبارى فيها اللصوص والمهربون والمحتكرون والمرتبطون بالمخابرات وأجندات البنوك الدولية والطغم المالية المهيمنة إقليميا ودوليا بقدر حاجتهم للاستقلال عن كل هذا الفوق الفاسد ومسك مصيرهم بأيديهم.
الأغلبية لها استحقاقات أخرى:
مشروع للمقاومة قاعدته الاستقلالية التنظيمية والسياسية عن أجهزة النظام وبيروقراطياته.
الأغلبية طريقها تغيير جذري يطيح بالطبقة الفاسدة ويحاكمها على نهبها للبلاد وعمالتها وجرائمها على امتداد أكثر من سبع عشريات وليس التباري معها في انتخابات.
الأغلبية لن تنتظر الانتخابات القادمة .
ـــــــ
بشير الحامدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص