الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ندوات تثقيفية

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2019 / 3 / 11
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


على الرغم من كل ما فعله نظام السيسي خلال ثمانية سنوات هي عمر الثورة المصرية للالتفاف على تطلعات الشعب المصري التي خرج للمطالبة بها في يوم 25 يناير 2011 والتي كانت كلها تطلعات مشروعة "عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية" الا أنه مازال للان غير مطمئن على مكانه ومكانته، وكلما حاول أن يبدو مطمئنا بأن يطل علينا منتفخ الأوداج بين حشود من العساكر الذين يتعمد الجلوس أمامهم ليظهر في الصورة وكأن القوات المسلحة بالكامل تدعمه في مواجهة الشعب لا يزيد ذلك صورته الا اهتزازا وضعفا!
فلقد اعتمد السيسي القوة والقوة وحدها سبيلا للحكم ولتثبيت سلطته، هو باختصار يفعل ما يشاء وينكل بكل من يعارضه ولو بالاشارة تنكيلا لا يخطر على بال أحد ولا مانع في فضح مخرج مشهور بعلاقاته الشخصية ونشرها على العامة حتى لو كان ذلك ضد القانون وحتى ولو كانت الاتهامات التي وجهت الى المخرج لا يمكن أن تدينه قانونا وهو ينكل بفنان مصري عالمي شاب بالحكم عليه بثمانية سنوات سجن لمجرد معارضته السلمية لتعديل الدستور.
وهو يبطش بأي أحد ويترك الحبل على الغارب لعناصره لانتهاك خصوصية اي انسان وفعل ما شاء لهم بطول البلاد وعرضها طالما دعموا وجوده.
وكلما زاد الغضب الشعبي واوشك الشارع على الانفجار يقوم السيسي بعقد ندوة ثقافية جديدة يقول فيها عبارات غير مترابطة لا تقنع أحد ويقسم بأغلظ الأيمان على أمور لا يصدقها أحد ويغير من وقائع حدثت منذ سنوات قليلة وهي مسجلة بالصوت والصورة لمن أراد التحقق منها حيث لا يكفي انكارها أو تكذيبها شفهيا لتغيير قناعة الشعب الذي عايشها بشأنها.
ان السبل التي ينتهجها نظام السيسي لقمع واسكات المعارضة وتغييب الشعب واشغاله فيما لا يفيد لا تخطر على بال أكثر العقول جنونا ومرضا فقد يوجه عليك مجموعة من المخبرين التي تلاحقك على مدار الساعة لمضايقتك والتضييق عليك وعزلك حتى لا يستمع أحد الى ما لديك وهو ما يوقن بصدقه وبأنك قادر على اقناع اي انسان به لأنه ببساطة تحليل واقعي لما يعيشه الناس كل يوم في هذا البلد المنكوب بمتلازمة عسكر – اخوان التي لا يمكن لأي بلد أن تنهض أو تستعيد رشدها عندما تصاب بها.
يتحدث السيسي عن حروب الجيل الرابع، والحقيقة أن هذا تحديدا ما تمارسه أجهزته يوميا على الشعب المصري، فهم من ينشر الشائعات وهم من يفرق بين الناس من مختلف التيارات وهم من يضرب ثقة هذا الشعب بنفسه وبقدراته في كل يوم وكل لحظة حتى أن السيسي يكررها في كافة المحافل الدولية "لا يمكن تطبيق معايير حقوق الانسان الغربية على المواطن المصري" .
ان النظام الذي ليس لديه من حلول سياسية الا استخدام القوة والبطش والتنكيل واخراس كل ناقد وكل معارض وليس لديه من حلول اقتصادية الا البيع والاستدانة وفرض الضرائب وليس لديه حلول لمشكلة الارهاب أو انهيار التعليم او المرافق أو الرعاية الصحية الا الوعود الكاذبة والمبادرات الفاشلة هو نظام يحمل في طياته بذور فناءه وهو غير قابل للاستمرار مهما بطش ونكل واطلق لسان ويد عصاباته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا حققت إسرائيل وحماس؟


.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: لم نتهم حزب الله بشأن مقتل باسكا




.. قطر: لا مبرر لإنهاء وجود مكتب حماس | #نيوز_بلس


.. بكين ترفض اتهامات ألمانية بالتجسس وتتهم برلين بمحاولة -تشويه




.. أطفال في غزة يستخدمون خط كهرباء معطل كأرجوحة