الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قهوة الماوردي ونقابة المعلمين العراقيين

محمد الذهبي

2019 / 3 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


حين خرج الشرير أبو سنة ( يوسف شعبان) من السجن، اخذ يؤذي الناس ويسلبهم قوتهم ويهجرهم خارج منازلهم، وكان كبير الحارة إبراهيم الماوردي صاحب المقهى ( فريد شوقي)، لجأ الناس الى الماوردي لتخليصهم من أبي سنة، ولذا كان امتحانه عسيرا فقد شاخ وانهارت قوته وعجز حتى عن لقاء حبيبته الراقصة بعد أن قطع مسافة طويلة عاد بخفي حنين، اعتذر لها واحتج بالعمر، كيف له أن يواجه أبا سنة الشقي الشاب القوي، لكنه مع هذا تحامل على نفسه وخرج يصرخ ويطلب النزال، اكتشف أبو سنة ضعف إبراهيم الموردي وانه مغلوب على أمره فأراد أن يخرجه من هذا الموقف فاستقبله بالأحضان وبدأت الزغاريد وفرق الماوردي العصير على أهل الحارة احتفالا بالمناسبة ، مناسبة خروجه من الموقف الحرج الذي وضعه فيه الناس، وهذا ينطبق تماما باحتفال نقابة المعلمين بمكاسب عجفاء هي موجودة أصلا ومنذ ست سنوات، وليكن في علم نقابة المعلمين إننا تسلمنا في عام 2013 رقم وتاريخ من بلدية الأطراف بقطع الأرض ، لكن مجلس النواب في حينها اعتبرها دعاية انتخابية للمالكي، والترفيع حق من حقوقنا وهي استحقاقاتنا بقيت لدى الحكومة والمالية لمدة أربع سنوات خلافا لموظفي الدولة بأجمعهم، عادل عبد المهدي أو أبو سنة رحم عجز المواردي فكان أنْ حفظ له ماء وجهه بترقيعات بسيطة ، خبتم وخاب إضرابكم أيها المتخاذلون.
لم تحصدوا سوى الخيبة والخذلان، فالتعليم في العراق يحتضر ويكاد يموت وانتم المعنيون بعملية الإنعاش المرتقبة ، لتستبدلوا خطوة كانت على الطريق الصحيح ونتيجة لصحتها والعافية المرجوة منها حاربتكم الدولة وأهملت مطالبكم، لكنكم خلعتم في بداية الطريق فراح رئيس الوزراء بستر عوراتكم بأسلوب رؤساء العصابات او الخاطفين، وليس بأسلوب التعامل مع عملية خطرة راحت تلقي بظلالها على المجتمع بشكل عام من تسرب الأطفال من المدارس إلى مسخ شخصية المعلم وتجريده من أسلحته الى الغش المنتشر في الامتحانات بشكل يقصم الظهر وينهي اي بلد مهما كانت درجة تطوره العلمي، لقد استسلمتم في بداية الطريق وهذا امر كان يقوله الإمام علي عليه السلام لأهل العراق ويكرره دائما: انتم شجعان ولكن لا صبر لكم على الحرب، هذه الدائرة التي رسمتموها كدوائر الماء بعد إلقاء حجر في بركة ما هي إلا منقصة لتاريخ المعلم وطريقة لاستجداء الكذب والخديعة، ولا أظنكم ستجنون شيئا بعد هذه المذلة التي مورست بحقكم وحق المعلمين بشكل عام، لقد فشلتم وأفشلتم العملية التربوية برمتها، فالذي يطلب مثلما تطلبون لايمكن ان يستسلم لحلول ترقيعية فجة لا تغني عن جوع ولا تسمن أحدا، طالبا كان أم معلما، خبتم وخاب إضرابكم وسوف تكون القشة التي ستقصم ظهر التعليم في العراق بعد أن أضعتم التفاف المعلمين حولكم وتكاتفهم مع ما ذهبتم إليه من إصلاح العملية التربوية، سوف تحسبون والمعلم معكم على مجاميع الذين يبحثون عن الفتات بعد انقضاء الحفلة وها انتم قد أتيتم تطالبون وكسبتم حقا هو موجود في حقوقكم، ومحكمة موظفي الدولة موجودة وبإمكان أي معلم رفع دعوة على وزارة المالية أو التربية لمقاضاة المقصر في قضية الترفيعات، فالقانون واحد لكل الموظفين ولا احد يستطيع حرمان المعلم من حقه مهما طال الزمن، ولكنكم كنتم مثل إبراهيم الماوردي ففرقتم الشربات كاعتدال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيقاد شعلة دورة الألعاب الأولمبية بباريس 2024 في أولمبيا الق


.. الدوري الإنكليزي: بـ-سوبر هاتريك-.. كول بالمر يقود تشيلسي لس




.. الصين: ما الحل لمواجهة شيخوخة المجتمع؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. إسرائيل تدرس -الأهداف المحتملة- للرد على الهجمات الإيرانية




.. سلاح الجو الأردني ينفذ تحليقًا استطلاعياً في أجواء المملكة م