الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجنون هو... الزقمرة (الزمجرة)!

محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري

(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)

2019 / 3 / 15
كتابات ساخرة


الجنون هو... (٢٤): "الزقمرة" (أو الزمجرة)..
بقلم د. محمود محمد سيد عبد الله (أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية المساعد/المشارك، كلية التربية - جامعة أسيوط)

حقيقة، بحثت عنها كثيرا في أغلب المعاجم المعروفة، فلم أجدها (لفظا).. ولكنها موجودة في لهجتنا العامية - خاصة في الصعيد (وبالذات عندنا في البداري) ..تحديث: بحثت عنها مجددا، فوجدت لفظا آخر (فصيحا) مألوفا لدي (زمجرة) وهو قريب (صوتا ومعنى) من اللفظ العامي المذكور!!

وهي - حسب استخدامنا الحياتي لها - مأخوذة من الفعل (يزقمر/يزمجر)؛ وتشير إلى هذا الصوت المكتوم الذي يحدثه الشخص عند التحدث (باستمرار) مع من يجلس بجانبه (الرفيق) للتعليق على أحد (أو السخرية منه) أثناء وجوده في جمع من الناس أو عند دخوله إلى غرفة (قاعة) في المناسبات الإجتماعية (أو الإجتماعيات المهنية)..وبهذا تعد طريقة يستخدمها المرء لتفريغ شحناته الإنفعالية وطاقته (السلبية - في الغالب) المكتومة في داخله.. فكأنه يتحدث (إلى نفسه/نفسها) قبل نقل كلامه (كلامها) إلي الآخر (الرفيق الجالس بجواره).. وقد يصر على اصطحاب هذا الشخص (وأحيانا الأشخاص)، خوفا من أن يتحدث إلى نفسه، فيتهمه الناس (المحيطون) بالخبل (والهبل والجنون)!! لا سيما وإن كان (المزمجر) إستعراضيا بطبعه (غير واثق من نفسه) يعاني من نقص واضح (أو خلل في الشخصية) مقرونا بتضخم الأنا وإحساس عالي (غير مبرر) بالذات (خاصة عند الإناث)، يقوده دائما إلى إتيان سلوك (تعويضي) - كالميل على (الغلبان) الذي بجانبه حتى يخفي اضطرابه وشعوره بالدونية (والنقص) أمام الناس و(قزامته) في المناسبات الإجتماعية المختلفة..

وهي - بهذا المعنى (التهكمي) - قريبة من الوشوشة والغمز واللمز، ولكن بصوت واضح (مسموع).. ومن مفارفات القدر (عشان تبقى عارف)، أن الشخص المعنى (الضحية) قد يسمعها - ربما لقوة حاسة السمع لديه، وأحيانا بسبب هبل وعبط وتوتر (وجنون) وأفورة القائل واضطرابه - أو اضطرابها - (العاطفي) والنفسي والإنفعالي (السلوكي) الواضح ونفسيتها المتعجرفة المضطربة (المشحونة) غير المستقرة..وفي الغالب تكون متبوعة بتنهيدة (أو بزفير) عالي مميز - يشبه شهقة المحتضر عند خروج الروح - مليئ بالغل والغيظ والحقد والتوتر.. (ويمكن أن تكون طريقة بدائية حقيرة - غير ناضجة - للفت نظر وإنتباه الآخرين، خاصة عندما تكون المزمجرة أنثى - أو هكذا ترى نفسها)!!

وقد تكون ظاهرة (إجتماعية) أو عادة (سلوكية) مستهجنة (بغيضة)، خاصة عندما يزيد الأمر عن حده (بطريقة بدائية دفاعية أوفر قوي)، وبالذات عندما تتسم الشخصية بالإضطراب النفسي والسلوكي (الهيبرة أو الأفورة).. وترتبط (الزقمرة) بالغرور والتعالي والنظرة الفوقية للناس والجبن الإجتماعي ومشاعر الدونية والنقص وانعدام الأمان النفسي وسوء التكيف الإجتماعي، وكذا عدم التصالح مع الذات أو الآخرين.. حيث يتصرف الشخص (المزقمر/المزمجر) دائما بأسلوب إستعراضي (تنك) وجاف تسلطي (غير ناضج).. وحاد عالي ساخر (غير راقي وغير متحضر) (متصيد للأخطاء والهفوات - مهما صغرت) لكل من يعادي أو يكره من الحاضرين!!

وعلى المستوى الشخصي والإجتماعي، أعرف أربعة (في نطاق العمل) بيعانوا من الحكاية دي بزيادة.. تلاتة منهم ذكور (لأن خسارة يتقال عليهم رجالة)، وواحدة (فاكرة نفسها) ست.. لكنها سخيفة مستفزة (متوترة) بشكل منقطع النظير!! وأغلب الناس تكرههم - بالأخص علشان العادة (القذرة) دي.. ومعروف عنهم إنهم (إستعراضيين) ما يعرفوش يقعدوا لوحدهم (راسيين) عاقلين (طبيعيين) زي خلق الله (ولاد الناس)..لازم في كل مرة يدخلوا فيها لأي مكان، يسحبوا في إيديهم حد (مستمع جيد) - بيبقى في الغالب هادي ومطيع (أو ضعيف الشخصية) علشان يقوم بالدور (الهابط) ده، ويميلَََوا عليه (عليها) كل شوية (والناس حواليهم بتبقى فاهمة وبتضحك و"تزقمر" هي كمان مع بعض - بس زقمرة عن زقمرة تفرق طبعا - تعليقا على الخبل والهبل ده ههههههههههههههههه) .. أعتقد لو قعدوا (ساكتين) لوحدهم، ممكن يطقوا أو يموتوا.. المشكلة إن الناس دايما بتظلم (من يقوم بدور) الرفيق أو الرقيقة ده فَتكرهه بسببها.. ويقولوا ده جليس (جليسة) فلان (فلانة).. إحنا فعلا في مورستان!!! علشان كده، ابتديت (مؤخرا) أحط السماعات في ودني وأسمع حاجة (مفيدة) تغطي على الهبل والخبل ده لغاية ما الجلسة تبدأ!! مش ناقصة استفزاز وقرف من حد (مقرف أصلا)!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا