الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انحياز نقابة الصحفيين للدولة لايعني زواجاً كاثوليكياً بالحكومة!

محمد القصبي

2019 / 3 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


مبروك لأعضاء مجلس نقابة الصحفيين الجديد..
مبروك لرئيس الهيئة العامة للاستعلامات د. ضياء رشوان على فوزه بمنصب النقيب .
والآن ..أخشى أن يكون الناجحون قد هجعوا إلى أَسِرة الراحة،ظناً منهم أن الهدف قد تحقق ، لمسة أخرى تضاف إلى ديكورهم الاجتماعي..ولاشيء آخر !!
في خضم الحملات الانتخابية الشرسة ، نشرت مقالاً في الحوار المتمدن - الجريدة الأليكترونية للمثقفين العرب على مستوى العالم - حول " سيفون" و"مبولة" في الطابق الأول بمبنى النقابة ، صوت هدير مياههما المهدرة في شبكة المجاري تاه وسط صياح المرشحين الذين ما ترشحوا إلا من أجل استعادة هيبة النقابة ، وهيبة مصر، وغايات نبيلة تصب في صالح الدولة المصرية "هذا ما فهمته من لافتاتهم وصياحهم فوق المنصات وتجمعاتهم الانتخابية" .
هؤلاء المرشحون ، جميعهم ، يستعملون يومياً ولمرات عديدة "حمامات" النقابة ، ولاأحد يبالي بهدير المياه - ثروة مصر الأثمن - في المجاري ، لأكثر من 20 يوماً ،بل وربما يغيب عنهم الإدراك التام أن ثمة مشكلة أصلاً !! " هذا مالاحظته ، وأنا ألهث داخل أروقة النقابة بين مكاتب الموظفين والسكرتير العام والنقيب وتجمعات المرشحين " ، بعضهم تظاهر بالتعاطف مع قضيتي ، قضية السيفون،وبعض أحالوني إلى آخرين باعتبار أن تلك مسئوليتهم ، وبعض اكتفى بحشد عينيه بنظرات الشفقة ليغمرني بها ، وأنا أملأ المكان بصياح غضبي!
أمثل هؤلاء يمكن أن يكونوا أمناء مع قضايا الأمة ، وإحداها هذا المأزق التاريخي الذي يهدد الصحافة المصرية بالانهيار التام ؟
عقب انتهاءالانتخابات اختفى معظم المرشحين د ، دون أي اهتمام بإزالة مخلفات حملتهم الانتخابية ، من فوق جدران النقابة الخارجية والداخلية ، ورغم الجهد المضني الذي بذله العاملون بالنقابة لإزالة هذه اللافتات ، إلا أن أوجه عوار كثيرة خلفتها اللافتات على الجدران الرخامية ..الأمر الذي سيكبد خزينة النقابة ربما عشرات الآلاف من الجنيهات لإعادة الواجهات الداخلية والخارجية إلى وجاهتها السابقة..
وأظنه مقترحاً جيداً يمكن العمل به مستقبلاً ، هذا الذي جاء على لسان مدير عام النقابة سعيد حسني خلال حواري وبعض الزملاء معه حول آثار الانتخابات ،أن يكون أحد شروط الترشح إيداع المرشح مبلغ ألف جنيه في خزينة النقابة تحت حساب إزالة اللافتات ووتنظيف النقابة من آثار الحملات الانتخابية.
***
على أية حال انتهت الانتخابات ،ونحن أمام مجلس ونقيب جديد ، ولامفر من أن يخوضوا ونخوض معهم الحرب المقدسة من أجل إنقاذ الصحافة ، أحد ركائز الدولة المصرية.
فما هي المخاطر التي تهدد صحافتنا ؟
كثيرة ..لكن أظن أن أم المشاكل تتمثل في رياح التكنولوجية العاصفة ، والتي تهدد بانقراض الصحافة الورقية خلال بضع سنوات ،وهو تحول ثوري محمود ، بل وحتمي .
ومع ذلك مازالت قياداتنا الصحفية تراهن على النشر الورقي ..لتبدو كصاحب مقهى لم يسمع بعد عن تكنولوجيا الراديو والتليفزيون وشاشات العرض ،ويستعين بالشاعر أبو ربابة ، ليحكي لرواد المقهى عن بطولات عنترة وأبو زيد الهلالي.
وما أكثر الصحف والمجلات العالمية التي أوقفت إصداراتها الورقية وتحولت تماماً إلى بوابات أليكترونية تغمر قراءها ، ليس فقط بأحدث الأخبار ثانية بثانية ، بل بالمقالات والأبحاث،والكتب ، مثل فرانس سوار وكريستيان ساينس مونيتور وإندبندنت الأسبوعية، مئات المطبوعات استجابت لمشيئة التكنولوجيا ، وأوقفت إصداراتها الورقية .
بينما قياداتنا الصحفية في وادٍ آخر ،يستثمرون في إنشاء مصانع للورق، وتحديث المطابع، وحتى نقابة الصحفيين لاتعترف بأرباب الصحافة الإليكترونية ، وتحول بينهم وبين عضويتها!
فكما نرى ،الجميع يتجاهل أن الصحافة الورقية في دقائقها الخمس الأخيرة ، وأنها عبء مالي ضخم ، يثقل كاهل المؤسسات الصحفية بالديون،بل بعضهم يتعامل مع البوابات الأليكترونية بشكل دوني ، حتى أصبحت منفى للمغضوب عليهم من الصحفيين !!
والتحول من النشر الورقي إلى الأليكتروني ينبغي أن يتم وفق رؤية علمية ،تعكف على وضعها لجنة تضم ممثلين عن النقابة ،والمؤسسات الصحفية القومية والمستقلة والحزبية ، والهيئة الوطنية للصحافة ، وكليات الإعلام .
على أية حال هذا أمر سأعود إليه تفصيلياً في مقال لاحق.
أما مقالي هذا فيتمحور حول رؤيتي الخاصة لإصلاح أحوال بيتي.
***
عشية انتخابات نقابة الصحفيين ، اتهمتني زميلة على الفيس بوك بأنني أفتقد برنامجا محددا لإصلاح أحوال النقابة !!
ولقد فوجئت باتهامها ، فلست مرشحاً في الانتخابات لأطالب بتقديم برنامج ! ومع ذلك، وكمواطن مصري معني بالمهنة، لدورها الوطني بالغ الأهمية ، وأيضاً كصحفي مؤرق تماماً بحلم أن تكون النقابة بيتي وبيت كل الصحفيين الذي يغمرنا بالدفء والأمان ، أرى:
- نقابة الصحفيين جينة أصيلة في جينوم الدولة المصرية ، لذا ينبغي أن تتكيء استراتيجيتها على الانحياز الكامل والمطلق إلى جانب مصالح الدولة ، وتسخير كافة طاقاتها للتصدي لمؤامرات التنظيمات الإرهابية وأجهزة الاستخبارات الإقليمية والدولية الساعية لتقويض للثوابت التاريخية للدولة متمثلة في قدسية جغرافيتها ، ووحدتها الوطنية ،وتراثها التاريخي الفرعوني والقبطي والإسلامي.
- انهاء مايظنه بعض الصحفيين ، والمسئولين بزواج كاثوليكي بين النقابة والحكومة يتكيء على ديمومة تبعية الأولى للثانية ! حيث ينبغي أن ترتكز العلاقة بينهما على الحوار والتعاون ، بما يصب في مصلحة الدولة ، لا التبعية..
وفي هذا الشأن يجب التأكيد على أن أي مكاسب مادية يحصل عليها الصحفيون ،كما هو الحال مع زيادة البدل الصحفي ، لاعلاقة لها بالانتخابات ،وأن يجري حوار بين النقابة والجهات الحكومية المعنية ،بهدف عدم الربط الزمني بين أية زيادات في البدل الصحفي ومواسم انتخابات النقابة، فطبقاً لمعلوماتي أن العام يتشكل من 12 شهراً ، وبالتالي إن أرادت الحكومة أن تخصص شيئاً من ميزانيتها لدعم الصحفيين، فلتفصح عن ذلك ، عشية الإعلان عن ميزانيتها ،وليس عشية إجراء الانتخابات ، على أن يصدر- إن حدث هذا مستقبلاً- تصريح من وزير المالية ، أن الزيادة ، لاعلاقة لها بأي انتخابات تجرى في النقابة.
تقاعس الحكومة عن فعل ذلك يمنح منتقدوها مبرراً قوياً لاتهامها بأن زيادة البدل ما هي إلا رشوة تقدمها للصحفيين كي يصوتوا ل" مرشحها" .فإن نجح هذا المرشح ،فالاتهام يطفح أيضا على الصحفيين بأنهم قبلوا الرشوة !
- على النقابة أن تواكب التطورات المذهلة التي تشهدها الميديا منذ مايقرب من ربع القرن ،مع انتشار الصحافة الأليكترونية ،واحتمالية انقراض الصحافة الورقية خلال سنوات قليلة ، الأمر الذي يتطلب إعادة هيكلة قوانين النقابة ولوائحها بما يسمح بضم الصحفيين العاملين في البوابات الأليكترونية.
- إدارة شئون النقابة على أسس اقتصادية ، وبما يتواكب مع استراتيجية التنمية المستدامة 2030 ،التي أطلقتها الأمم المتحدة ، وتسعى الحكومة المصرية بدأب إلى تنفيذها،
وأحد التوجهات في هذا الشأن أن يدار العديد من الوزارات والمؤسسات على أسس اقتصادية ،وتصبح جهات مدرة للدخل ، بما يخفف من العبء الذي تمثله على ميزانية الدولة ، كوزارات التعليم والثقافة والبيئة ،وغيرها .
ويمكن لنقابة الصحفيين أن تسير على نفس النهج ، تجييش ماتملكه من طاقات لتتحول إلى جهة مدرة للدخل ، وبما يمكنها من الوفاء بالتزاماتها تجاه أعضائها من علاج ومعاش،وتدريب ، وبرامج ترفيهية ،وأمور أخرى..
وفي هذا الِشأن أقترح :
- إطلاق موقع أليكتروني للنقابة يمكنه جذب المعلنين ،خاصة لو استقلت النقابة عن الحكومة ، وتم تفعيلها كجبهة رأي تدافع عن الحريات ،وفي إطار مصالح الدولة المصرية، حينئذ سيكون صوتها مسموعاً وقراء الموقع سيصبحون بمئات الآلاف مما يجذب المعلنين.
- تنشيط دور مركز التدريب بالنقابة من خلال فتح الباب أمام تنظيم دورات تدريبية في المجالات المختلفة من قبل الوزارات والمؤسسات، بالطبع في مقابل مادي.
- تفعيل دور المركز في الارتقاء بقدرات الصحفيين ،حيث أصبح من الملاحظ خلال السنوات الأخيرة ، تردي مستوى بعض – بل كُثر- من أبناء النقابة مهنياً و لغوياً ومعرفياً، بشكل يثير التساؤلات حول كيفية حصول هؤلاء على عضوية النقابة!!
- تأسيس مركز دراسات قوي في النقابة ،مهمته إجراء دراسات وبحوث في كافة المجالات وتسويقها محلياً وعربيا.
- استغلال بعض طوابق النقابة اقتصادياً.
- السير قدماً في مشروع إنشاء مستشفى النقابة ، بحيث توظف اقتصادياً فيما يتعلق بعلاج المواطنين من الشرائح الأخرى "غير الصحفيين" ، في مقابل مادي.
***
قد تكون أفكاري متواضعة ،وربما يجانبها الصواب ، لكن يقينا أن لدى آخرين من الزملاء أفكارهم ، ومن خلال الحوار يمكن الوصول إلى رؤية أكثر عمقاً و شمولية للنهوض بالنقابة وتمكينها من أداء دورها النقابي والوطني .
وبالطبع ..دورها لاينبغي أن يظل مزنزناً داخل جدران مبنى عبد الخالق ثروت ، بل يمتد حتى إلى سراديب المؤسسات الصحفية التي تعاني من اختلالات هائلة في الإدارة مما يلحق ظلماً بيناً بجموع الصحفيين ، كتلك الطبقية المتفشية في بعض المؤسسات، حيث قيادات ينفق عليها بسخاء ملايين الجنيهات ، سيارات ، وسفريات ، وحوافز وبدلات ،وعلاج، بينما آخرون ،من بروليتاريا الصحفيين يعانون الأمرين .
و..للحديث بقية إن كان في العمر بقية !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير