الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة الداعشية: ماكينة لتفريخ الإرهاب

رفقة رعد

2019 / 3 / 20
الارهاب, الحرب والسلام


الى اين تريد ان تصل المرأة الداعشية؟ هو أحد الاسئلة التي يجب ان نطرحها قبل ان نحلل ونفسر ما نراه في الظاهر، متناسين ان العالم يملك وجوه عدة تجعلنا قريبين أكثر من الحقيقة إذا ما تأملناها جيداً.
عندما يلتجئ الانسان الى المؤسسة الدينية ككيان يحفظ وجوده ويشركه بالمجتمع لسببين، اما ان يكون انعكاس طبيعي جدا للبيئة الدينية والمحيط الذي يعيش به، او ان يكون باحث عن انتماء معين فيجد ضالته في المؤسسة الدينية. والنوع الثاني من الناس هو ما أحب التركيز عليه هنا، لان المرأة الإرهابية كائن ذكي لا يمكن ان يكون ارتداد عادي جدا للواقع بل هي كائن متمرد يسعى الى شيء ما دائما والا ما اختارت الإرهاب كوسيلة.
تشير الدراسات الى أن النساء يشكلن 13 في المئة من 41 ألفا و490 أجنبيا انتموا إلى داعش، وقد سافر أكثر من 145 امرأة و50 قاصرا كانوا بين 850 شخصا الى بريطانيا لأجل الالتحاق بالتنظيم المتطرف في كل من سوريا والعراق. ولا يمكن تصور ان هذا العدد من النساء سوف يكف عن كونه إرهابي فقط لأنه خسر الأرض، بل ان التركيبة النفسية للمؤسسة الارهابية تستحدث نفسها بشكل جديد في كل مرة تظهر فيها. ليس لان فكرتهم عن الموت والقتال مختلفة عن فكرتنا او انهم يمتلكون مبدأ يؤمنون به أكثر منا فقط بل أيضا حاجتهم للاستمرار كجسد واحد هي الدافع لتجد المرأة وخصوصا المرأة ما كانت تبحث عنه. يقول أريك هوفر مؤلف كتاب المؤمن الصادق ان " لكي تهيئ شخص ما للتضحية بالنفس فلابد من سلخه عن هويته الذاتية وعن تميزه. أي يجب ان يكف عن الشعور انه خلية بشرية مستقل لها وجود يحده المولد والوفاة. وأكثر الطرق فاعلية في الوصول الى هذا الهدف هو صهر الفرد كلية في الجسم الجماعي. ان الفرد المنصهر في الجماعة لا يعد نفسه ولا الاخرين كائنات بشرية فعلية".
من هذا الباب الأول تجد المرأة ضالتها في هذا الانصهار الذي كانت قبله كعنصر منبوذ في المجتمع، لتتحول الى عضو من أعضاء الجسد الحيوية حتى انها المحرك او الروح فيه. ان الامكانية التي تقدمها المرأة للمؤسسة الإرهابية تكاد تعلو على إمكانية الرجل فيها، رغم ما تعكسه الصورة الظاهرة من غلبة الرجل، لكن لكلا له دوره الحقيقي والذي يكاد يكون أحدهم أخطر من الثاني، عندما نعلم ان الاعداد والتهيئة والتصنيع بيد المرأة، أي انها قادرة على ان تكون لوحدها مؤسسة إرهابية من دون الحاجة الى رقيب او دليل، فقط إذا ما توفرت العوامل.
وهذا ما يساهم بشكل سريع وكبير في إعادة مركزة العالم، أي تحديد مركز المرأة ضمن الخارطة الاجتماعية، بتحييد السلطة الى جانبها بعد ان كانت الى جانب الرجل، وان إدراك المرأة لهذا الدور في الإرهاب له نتيجة أخطر من التنظيم ذاته بأيديولوجياته لأنها تؤسس لأيديولوجية جديدة بعيدة جدا عن هدف التنظيم نفسه.
لذلك لا يمكن حصر دور النساء في الحسبة او القتل او النكاح الجهادي، بل هو يأخذ بهدف انتاجي وليس فقط وظيفي، فهي كماكنة لتفريخ الإرهابيين والإرهاب نفسه، تعمل في مختلف الأماكن والازمان، على ارض محايدة او وسط مجتمع سلمي لا يدرك ما يجري خلف الأبواب. وأوضح تقرير صدر مؤخراً من المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي في جامعة لندن، ان الخطر لا يقع على النساء المتواجدات ضمن التنظيم فقط بل من يعشن في قلب البلد الاوربي، وواحدة من هؤلاء فتاة تبلغ من العمر 18 عام، كانت قد رتبت في مطلع العام الجاري لهجوم بقنبلة وسلاح على متحف بريطاني، إثر منعها من مغادرة البلاد لأجل الالتحاق بزوجها في سوريا، وعقب ذلك، نشطت في أول خلية إرهابية بالبلد الأوروبي تضم النساء فقط.
المرأة الإرهابية، هي الجيل الجديد من الارهاب، هي اللبوات المنفردة، التي تزج بأشبالها الى الموت، بتربية افكارها الدوغمائية لأولادها، وتنشئتهم تنشئة راديكالية، ثم تهبهم للعالم كمطالبين للحقوق والباحثين عن الجنة، فتكون النار تحت اقدام الأمهات.
بالتالي هي لا تسرح بعيدا عن القطيع بل هي من يقود القطيع في الاصل، وهي من يخطط للصيد والافتراس، وهذا الدور الرئيسي لا يمكن ان يغفل على المرأة منقوصة السلطة، التي ما زال المجتمع الى اليوم يعتبر أعظم انجاز لها هي طبخة طيبة المذاق، ذلك ليس دفاعا عن وجودها او تبرير لأفعالها، بل هو استقراء طبيعي للواقع، ونتيجة حتمية للكبت، وسعي نحو الوجود بأي طريقة كانت، بعد مرض العدم الذي يضرب كل مفاصل المجتمع الانثوية.
فكيف سننقذ ما اوقعنا أنفسنا فيه؟ وكيف سنحمي الأمهات من ان يتحولن الى معمل لتفريخ القتلة والقتل؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - امرأة ارهابية
ماجدة منصور ( 2019 / 3 / 22 - 12:48 )
وراء كل إرهابي إمرأة إرهابية0
شكرا أستاذة

اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة