الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصاصات سيلوسية29: الصراع الأبدي بين الأديان3

سيلوس العراقي

2019 / 3 / 21
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الامبراطور قسطنطين : ليس من مشتركات بين المسيحيين واليهود
من شخصيات القرن الرابع الميلادي التي لا يمكننا أن نتجاوزها هو الامبراطور قسطنطين، الذي أرسل في عام 325 م رسالة الى الأساقفة الذين لم يتمكنوا حضورمجمع نيقية لاعلامهم بموعد الاحتفال بعيد الفصح المسيحي. يأتي في جملة في رسالته محتواها هو:"اننا لا ينبغي أن يكون لنا أي مشتركٍ مع اليهود"، تكفي هذه العبارة لتلخيص الأفكار الرئيسية التي كانت وراء القرارات التي قد تم تقريرها ومن تشريعات لاحقة ضد اليهود. فكل الأمور والأشياء التي كانت معروفة بأنها كانت يهودية تعتبر غير متوافقة مع المسيحية. وانكشف الكثير منها مع مرور الزمن، في عقود وقرون لاحقة، عن طريق اليهود الذي اعتنقوا أو أجبروا على اعتناق المسيحية وكان المطلوب منهم القيام بها أو التخلي عنها منذ لحظة معموديتهم. (المرجع: اسرائيل والكنيسة ، رونالد ديبروز، آوثينتك ميديا، 2000 ، ص 87).
وسيكون لنا في قصاصات لاحقة عودة لأحاديث حول قسطنطين وتأثيره في المسيحية.
ومن اللاهوتيين المهمين والبارزين من القرن الرابع الميلادي من الذين أغنَوا "لاهوت الاستبدال" وهم من جملة آباء الكنيسة: القديس امبروسيوس أسقف ميلانو والقديس يوحنا فم الذهب والقديس أوغسطين، وسنختار مقتطفات مهمة من كتاباتهم تخدم موضوعة "لاهوت الاستبدال".

الأسقف امبروسيوس : هل يستطيع اليهودي أن يغيّر جلده؟
من المعروف ان القديس امبروسيوس اسقف ميلانو كان معلمًا للاهوتيّ الشهير اوغسطين القرطاجني الأصل، وقام بتعميده بنفسه في عيد الفصح، وفي موعظته في عيد الفصح 387 سلّم اسقف ميلانو كتابه الذي يحوي خطابات وفي خطابه التاسع يطبق الاسقف سؤال النبي ارميا على روح الشعب اليهودي "هل يستطيع الأثيوبي أن يغير جلده أو يغير النمر بقع جلده؟" .
وبقوله هذا اعتبر اليهود منحرفين بشكلٍ لا رجعة فيه وهم شعبٌ غير قادر على أي تفكير جيد. وهذا يرتبط بمفهومه بقوله : ان اليهود كانوا نوعًا من الكفّار غير المؤمنين.

الأسقف امبروسيوس : السيناغوغ هو بيت النجاسة والحماقة
حدث أن قام اسقف كالينيكوم (الرقا) في سوريا في عام 388 م باصدارِ الأوامر الى المسيحيين في مدينته بحرق سيناغوغ يهودي محلي، وقام هو بنفسه بالاشتراك معهم في حرقه.
وبعد أن وصل الخبر والاعتراضات من جهات متعددة الى الامبراطور، أصدر أمرًا بأن يتم إعادة بناء السيناغوغ على نفقة أسقف كالينيكوم الخاصة.
وصل الخبر الى امبروسيوس أسقف ميلانو فأمر الامبراطورَ في رسالة وجهها اليه لتغيير رأيه قائلا : بأن حرق معبد يهودي ليس بالجريمة، وان السيناغوغ هو بيت النجاسة والحماقة، وإن الله بنفسه قد أدانه.
ويقال بأنه في يوم الأحد التالي وخلال موعظته لم يحرّض امبروسيوس الكنيسة ضد الكنيس ـ السيناغوغ ـ في خطبته فحسب، بل أمر الامبراطور علنًا بالغاء الحكم الصادر ضد اسقف كالينيوم. ورفض امبروسيوس الاستمرار في الاحتفال بقداسه الالهي إلا بعد ان أعطاه الامبراطور ثيودوسيوس كلمته بالغاء كلمته وبالغاء الحكم. (المرجع: اسرائيل والكنيسة ، رونالد ديبروز، آوثينتك ميديا، 2000 ، ص 88ـ 89 ).
والى القصاصة السيلوسية التالية : تحية وسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل