الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بضاعتكم ردت اليكم ... ايران تستخدم اسم العراق للالتفاف على العقوبات الامريكية

يعقوب يوسف
كاتب مستقل

(Yaqoob Yuosuf)

2019 / 3 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



تعتقد وكالات الانباء أن إيران ربما تمكنت من الالتفاف على العقوبات الأمريكية وتصدير شحنات من زيت الوقود إلى آسيا في الأشهر الماضية من خلال تقديم مستندات تظهر أن منشأ هذه المادة عراقي.
وبعد إجراء تحليل لبيانات تتبع السفن ومعلومات من الموانئ:
يتم تحميل الشحنات في الناقلات بموجب مستندات تظهر أن زيت الوقود عراقي. لكن تلك المستندات كانت مزورة".
مع اختفاء شخصية الفاعل، أو متى كان ذلك. ولتمويه عمليات تحميل ناقلات السفن في إيران، فأن السفن كانت تطفئ نظام التعريف الآلي لإخفاء موقعها.
ويدل ذلك على أن طهران نجحت في بيع بعض الكميات من زيت الوقود الإيراني، رغم عقوبات واشنطن المفروضة عليها، حيث تسعى الولايات المتحدة للضغط على إيران للتخلي عن برامجها النووية والصاروخية، مع العلم بأن الامريكان يقولون بأنهم سمحوا لإيران بتصدير جزء من نفطها بهدف السيطرة على سوق النفط العالمي واسعاره.
.
ما اشبه اليوم بألبارحة عندما كانت السفن تشتري زيت الوقود من مصفى المفتية في البصرة أيام الحصار الاقتصادي على العراق في التسعينات وقبل الاحتلال الأمريكي، وكانت المستندات موثقة من الجانب الإيراني مقابل 50 دولار لكل طن، أي ان الدعم الإيراني للعراق آنذاك لم يكن حبا للعراق او كرها لأمريكا وحصارها الظالم،
اذن إيران لم تخترع الفكرة فهي براءة اختراع عراقية تواطئ الاخوة الأعداء عليها كل طرف حسب مصلحته وغاياته من مبدأ المصالح الدائمة رغم ان الطرفين خرجا من أبشع حرب دموية، ولكنها في كل الاحوال ما هي إلا لعبة قطاع الطرق ولا تمارسها سوى حكومات العصابات، والغاية تبرر الوسيلة.
.
إلا ان المثير في الموضوع هو ان العراق كان يدفع عمولة رسمية بين الطرفين كونهما دولتين مستقلتين، اما اليوم فلا أحد يعرف من الذي ينظم المستندات ولا المبالغ المستلمة عنها ومتى تم ذلك وهذا واضح من عبارة (الفاعل غير معروف). لأنه ببساطة ان العراق يغط في الفساد وأن الإيرانيين يتصرفون وكأن العراق ولاية إيرانية ومسؤولييه موظفين لديها.
.
ايران اليوم تتصرف وكأنها استردت العراق الذي سلب منها منذ الغزو الإسلامي في القادسية، واذا كان الفرس قد نسوا بعض الوقت ذلك الجرح بعد سني المد والجزر في الصراعات بين العرب والفرس، جاء صدام حسين بقادسيته الجديدة ليفتح هذا الجرح ويعمقه، وما زاد الطين بله هو خروجه من المعركة وكأنه المنتصر وإن بأنتصار معنوي،
ثم تأتي أمريكا وتسحق هذا البلد وتسلمه على طبق من الماس الى من... الى ايران الفرس والساسان ... الى ايران الشيعة المضطهدين والمستضعفين، تماما كما يتم تبادل المجرمين بين بلدين، ليقوم الإيرانيون بمحاكمة هذا المجرم المعتدي ومعاقبته على جرائمه، ربما عن الأربعة عشر قرننا.
بلد تم امتصاصه كما يمتص العنكبوت ضحيته ولم يبق منه سوى عظام محطمة، وهربت أمواله الى إيران وغير إيران على السواء، ومع هذا فكلما يحاول العراقيين الانسلاخ من هذا الوضع المزرى، يخرج مسؤول او برلماني إيراني ليقول ان العراق لازال مدين لإيران بمئة مليار دولار، ولم يقل لنا كم مئة مليار دولار دخلت ايران؟ ولكن من الواضح ان تلك المئات من المليارات تعذر إدخالها في السجلات الرسمية بسبب العقوبات الامريكية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة جديدة من برنامج السودان الآن


.. أطباق شعبية جزائرية ترتبط بقصص الثورة ومقاومة الاستعمار الفر




.. الخارجية الإيرانية: أي هجوم إسرائيلي جديد سيواجه برد إيراني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي حانين وطير حرفا جنوبي لبنان




.. إسرائيل وإيران لم تنتهيا بعد. فماذا تحمل الجولة التالية؟