الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نشعر بالأمان؟

باقر العراقي

2019 / 3 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


هل نشعر بالأمان؟
باقر العراقي
فقدان الأمان هاجس يومي يلازم الفرد العراقي منذ سنوات وعقود وربما قرون، مصدره الحروب المتعاقبة وضغط الحكومات المتوالية وفسادها، وعدم القناعة بالواقع الحالي والخوف من المستقبل المجهول، وقد تحول عند البعض إلى "فوبيا" تلازمه كظله طيلة حياته، فهل نحن من أصحاب الفوبيا؟ أم نشعر بالأمان؟
الامن والشعور بالأمان هو المستوى الثاني من خمس مستويات في هرم "ماسلو" للاحتياجات الانسانية، فالمستوى الاول هو الاحتياجات الفسيولوحية الاساسية للعيش كالغذاء والنوم والتنفس والسكن، وقد ناضلت المجتمعات في سبيل الحصول على هذه الاحتياحات منذ فجر الإنسانية، فمنهم من نال مراده، ومنهم لا زال يناضل في سبيلها كالمجتمع العراقي إلى يومنا هذا.
الفرد العراقي ليس خاملا ولا كسولا، بدليل كثرة المبدعين العراقيين في الخارج، فنرى تخطيهم هذه الاحتياجات الفيسيولوجية والأمن الوظيفي والنفسي والجسدي والاحتياجات الاجتماعية كالصداقة والعلاقات العاطفية والاسرية، ووصولهم بسهولة الى المستوى الرابع أو تقدير الذات، وهي مشكلة تعاني منها كل الشعوب العربية، بسبب سلوك الحكومات التعسفي وفقدان الحرية، مما ولد عقدة النقص المزمنة لدى الفرد والمجتمع عموما.
بعد هذه المستويات الأربعة يكون الإنسان جاهزا للابداع، ويكون مفيدا في مجتمعه، بل وقائدا ملهما لغيره، وفي هذه المرحلة يكون قد وصل إلى أعلى الهرم لتحقيق ذاته، وتحقيق أكبر قدر ممكن من الإنجازات.
تحقيق الذات والإنجاز هو مبادرة يقوم بها انسان فاعل، وقد ذكرها "فيكتور فرانكل" في كتابه "الإنسان يبحث عن معنى"، واكدها عالم الروحانيات والتنمية البشرية "ستيفن كوفي" ووضعها أولوية اولى في كتابه المشهور "العادات السبع للناس الأكثر فعالية"، ولذلك ترى بأن المنتحرين يشعرون وقت الانتحار بأن حياتهم بلا معنى.
عموما نظرية العالم الأمريكي "ماسلو" ليست مثالية للانسان، فالرجل تجاهل الاحتياجات الروحية التي لا غنى عنها، ولا يمكن تعويضها بأحتياجات أخرى، فهي محرك ودافع رئيسي لأن يكون الإنسان متزنا ومنجزا ومبادرا في مجتمعه.
للاسف مجتمعنا لازال يبحث عن احتياجاته الأساسية، وكما تفعل كل الحيوانات، "اعتذر لهذا التوصيف"، لكنها الحقيقة والواقع الماثل أمامنا يوميا، وخير مثال على ذلك، نسبة الفقر في البلد، وازدياد سكان مكبات النفايات، والعشوائيات المنتشرة على مساحة الوطن طولا وعرضا.
مجتمعات الدول المتقدمة كافحت لقرون، وقامت بثورات أنتجت حكومات فعالة، أحست بمعاناة مواطنيها وخدمتهم، وزرعت الثقة في قلوبهم، من خلال نشاطاتها الشفافة وتعاملاتها المالية والسياسية الواضحة.
لذلك فالمجتمع العراقي من أولى احتياجاته ليكون آمنا، هو التعامل الحكومي الواضح والشفاف في القضايا التي تهم المجتمع والفرد، فهي لازالت سرية ويكتنفها الغموض، لذلك فأن الخوف وعدم الامان يبقى هو المسيطر ويستمر الرعب.
فوبيا الخوف والرعب من الحاضر والمستقبل، يجبر الإنسان للعودة إلى ماضيه، مهما كان قاسيا لأنه أرحم كما يعتقد، والامان شعور داخلي تصنعه الدولة، وعلى الحكومة زرعه داخل قلوبنا كمواطنين وأبناء لها، عن طريق العمل لخدمتنا بشكل واضح وشفاف، فمتى ما لمسنا بأن الحكومة تعمل لخدمتنا، سوف تمتلئ قلوبنا بالأمن والأمان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت