الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصطلح العلمانية: رؤية نقدية جديدة تفضح الإسلام السياسي 1 -3

شوقي إبراهيم عثمان
(Shawgi Ibrahim Osman)

2019 / 3 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في عام 1992م، أو عام 1993م لا أذكر بالضبط، قرأت مقالة للعلامة القانوني الضليع والمفكر السوري محمد معروف الدواليبي، بصحيفة الشرق الأوسط السعودية، خلاصتها أن الفيلسوف والعالم العربي المسلم فرحان أبو زيد هو معلم الفلاسفة الفرنسيين، ومن ضمنهم جان جاك روسو، وخلص إلى أن: الإسلام علماني. أحتفظت بالصحيفة لأهمية المقالة، ولكن الصحيفة مع الأسف ضاعت مني، وبحثت عن المقالة في الأنترنيت دون جدوى، ولكني أصطدمت بإرهاصات ما توصل إليه الراحل المفكر الدواليبي، ستجدونها في مقالتي الثانية حول هذا الموضوع. لعل ورثة الراحل الدواليبي، الحريصين على إنتاجه الفكري أن يبرزوا هذه المقالة الهامة وينشروها.

ماذا كتب الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو عن معلمه العالم والفيلسوف العربي المسلم فرحان أبو زيد؟

(لا!! إن هذا القرن الذي يعتبر قرن الفلاسفة، لن يمر دون أن يقدم لنا فيلسوفاً بمعنى الكلمة، وإني لأعرف واحداً فقط من هذا النوع، وإنه لمن حسن الحظ أنه في بلدي، وأنه لا يزال حياً! وهل يتعين علي أن أفصح عن اسمه..؟ وهو الذي عاش شهرة عظيمة دون أن يُعرِّف باسمه..! إنه حقاً عالم متواضع.. إنه «أبو زيد». الذي ألتمس من شخصه أن يغفر لي زلة قلبي، وأنا أفصح عن اسمه، إنني لا أريد فقط أن أعرف بشخصكم في هذا القرن الذي لا يليق بمقامكم..! بل أريد أن تُشرِّف مدينة جنيف بشخصكم! أريد لسكان جنيف أن يتشرفوا بشخصكم... لقد عشتم مثل سقراط.. غير أنه قتل بأيدي مواطنين من بني جلدته.. وأنتم حظيتم بتقدير سكان جنيف...).

لا نحتاج أن نقول أن جان جاك روسو هو مؤلف الكتاب “العقد الاجتماعي”، فهو معروف للكافة، ويعتبر كتابه هذا قرآن الثورة الفرنسية 1789م. ماذا تقول خلاصة هذا الكتاب؟ العقد؟ تقول: أن شرعية الحاكم تُستَمَد من بيعة الشعب وليس من قِبَل بابا الكنيسة الظل الإلهي على الأرض. بيعة الشعب تعني الإنتخابات عبر الصناديق. وإلى ما قبل الثورة الفرنسية يعتبر المك أو القيصر في أوروبا إن لم يحظ برضى البابا، وبشكل دقيق، إن لم يضع البابا التاج على رأس الملك أو القيصر بيديه العاريتين في إحتفال ضخم، تعتبر شرعية هذا الملك أو القيصر نافية.

بهذا المعنى الأخير، نحن أمام موقفين: بيعة دنيوية secular selection´-or-election كما ينص “العقد الاجتماعي” لروسو، مقابل بيعة إلهية divine election التي يدير طقوسها البابا تحت سقف الكنيسة.

الآن يمكنك أن تستنتج أن الفيلسوف فرحان أبو زيد، العربي المسلم، هو من علم التلميذ الفيلسوف جان جاك روسو ماذا تعني بيعة الشعب أو إنتخاب الشعب لحاكمه. لقد فتح المعلم لتلميذه رؤية سياسية إجتماعية لم تك مطروقة في أوروبا، التي كانت لا تعرف سوى الأسرة أو العائلة الحاكمة بالوراثة، وطبقة النبلاء أو الإرستوقراط والحاشية المقربين، ومن ثم طبقة الرعاع – أي الدهماء عامة الشعب وسوادهم الفقراء المعدمين. والأخيرين لا حقوق لهم، لا سياسية ولا اجتماعية، ناهيك أن يختاروا حاكمهم. لا يزيدون عن طبقة السخرة والعبيد إلا قليلا.

ما قبل حراك الثورة الفرنسية، ساهم الفيلسوف العربي المسلم فرحان أبو زيد، والتلميذ جان جاك روسو الذي تشرب من معلمه الكثير من الأفكار الفلسفية والاجتماعية، وجد روسو نفسه معارضا للنظام الإجتماعي القائم، فكتب الكثير من المقالات والكتب، مثل “حوار حول عدم المساواة الاجتماعية”، “العقد الاجتماعي” الخ. وكان نشاطه الفكري والأدبي هو الملهم للثورة الفرنسية، مما أكتسب عداء طبقة النبلاء والأثرياء.

ومع حراك الثورة الفرنسية الثقافي، وفرحان أبو زيد في الخلف، وتلميذه جان جاك روسو، وبقية الفلاسفة الفرنسيين نشأت مصطلحات سياسية وإجتماعية جديدة، منها ال secularism وتم ترجمتها في العالم العربي في القرن الماضي إلى العلمانية. عند هذه النقطة نتوقف.

إذن secularism لا تعني في بيئتها سوى “البيعة”، أي بمعنى “الإنتخاب” كمدلول إصطلاحي، أي شرعية الحاكم لا تستمد إلا من بيعة الشعب، كمقابل موضوعي للمتقابلة إلهي divine التي يمثلها ويجسدها بابا الكنيسة الفاتيكانية، الذي يدعي أنه ظل الرب أو وكيله.

إذن لفظة secularism كمصطلح في بيئتها الفرنسية ولاحقا في بيئتها الأوروبية لا تعني سوى الإنتخاب. المعركة الثقافية التي شملت الثورة الفرنسية كانت حصرا صراعا سياسيا حول الحاكمية الشرعية، هل هي للشعب أم للكنيسة. إذن كيف ترجموا في بلادنا دلالة مصطلح العلمانية secularism؟ ونقصد أي مدلول أعطوه لمصطلح العلمانية؟ هذه هي النقطة الأهم التي تستحق التوقف عندها والبحث من قِبَل كافة المثقفين والمفكرين في المشرق العربي.

عند هذه النقطة، يمكن القول بضمير مستريح، إن الإسلام علماني. ففي الأدب الإسلامي رأينا كيف أن الإمام علي عليه السلام سخر من الخوارج حين رفعوا شعارهم، وقالوا: لا حكم إلا لله، قال علي عليه السلام: كلمة حق أريد بها باطل.

وسنرى في النص التالي، وسنفهم، أن كل المنادين بـ “الدولة إسلامية” و “دستور إسلامي” هم خوارج في التفكير والمنبت (خالدون: هم في أصلاب الرجال وقرارات النساء، كلما نَجَمَ لهم قرن قُطِع، ويكون آخرهم لصوصا سلابين!). فخوارج العصر الحديث هم الوهابيين والإخوان المسلمين والسروريين ومن لف لفهم. يأخذون النصوص على ظاهرها، ففي قولهم (لا حكم إلا لله!) لا يختلف في جوهره عن دعاوى خوارج العصر حين يطالبون بدستور إسلامي وبدولة إسلامية بشكل فوقي على المجتمع عندما تنخره عوامل الإنحطاط. وفي ظنهم هذا يكفي لإصلاح الحال. فخوارج العصر الحديث النهروان بطلبون المستحيل، كما طلبه بالأمس سلفهم، إما أن ينزل الله تعالى بنفسه ليحكم، أو أن يتوفر رجل “بدري” خارق أو شبيه نبي يمتلك العصمة والكمال. ولم ير سلف الخوارج الكمال الإنساني في أمير المؤمنين عليه السلام فكفروه.

عن عبد الله بن عباس، قال:

(لما خرجت الحرورية اعتزلوا في دار، وكانوا ستة آلاف فقلت لعلي: يا أمير المؤمنين أبرد بالصلاة، لعلي أكلم هؤلاء القوم. قال: إني أخافهم عليك قلت: كلا، فلبست، وترجلت، ودخلت عليهم في دار نصف النهار، وهم يأكلون فقالوا: مرحبا بك يا ابن عباس، فما جاء بك؟ قلت لهم: أتيتكم من عند أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المهاجرين، والأنصار، ومن عند ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وصهره، وعليهم نزل القرآن، فهم أعلم بتأويله منكم، وليس فيكم منهم أحد، لأبلغكم ما يقولون، وأبلغهم ما تقولون، فانتحى لي نفر منهم قلت: هاتوا ما نقمتم على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمه قالوا: ثلاث قلت: ما هن؟ قال: أما إحداهن، فإنه حَكَّم الرجال في أمر الله وقال الله: {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ} [الأنعام: 57] ما شأن الرجال والحكم؟ قلت: هذه واحدة. قالوا: وأما الثانية، فإنه قاتل، ولم يسب، ولم يغنم، إن كانوا كفارًا لقد حل سباهم، ولئن كانوا مؤمنين ما حل سباهم ولا قتالهم، قلت: هذه ثنتان، فما الثالثة؟ وذكر كلمة معناها قالوا: محى نفسه من أمير المؤمنين، فإن لم يكن أمير المؤمنين، فهو أمير الكافرين. قلت: هل عندكم شيء غير هذا؟ قالوا: حسبنا هذا. قلت لهم: أرأيتكم إن قرأت عليكم من كتاب الله جل ثناؤه، وسنة نبيه ما يرد قولكم أترجعون؟ قالوا: نعم قلت: أما قولكم: حَكَّم الرجال في أمر الله، فإني أقرأ عليكم في كتاب الله أن قد صير الله حكمه إلى الرجال في ثمن ربع درهم، فأمر الله تبارك وتعالى أن يحكموا فيه أرأيت قول الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ} [المائدة: 95] وكان من حكم الله أنه صيره إلى الرجال يحكمون فيه، ولو شاء لحكم فيه، فجاز من حكم الرجال، أنشدكم بالله أحكم الرجال في صلاح ذات البين، وحقن دمائهم أفضل أو في أرنب؟ قالوا: بلى، هذا أفضل وفي المرأة وزوجها: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا} [النساء: 35] فنشدتكم بالله حكم الرجال في صلاح ذات بينهم، وحقن دمائهم أفضل من حكمهم في بضع امرأة؟ خرجت من هذه؟ قالوا: نعم. قلت: وأما قولكم: قاتل ولم يَسْبِ، ولم يغنم. أفتسبون أمكم عائشة، تستحلون منها ما تستحلون من غيرها وهي أمكم؟ فإن قلتم: إنا نستحل منها ما نستحل من غيرها فقد كفرتم، وإن قلتم: ليست بأمنا فقد كفرتم: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ } [الأحزاب: 6] فأنتم بين ضلالتين، فأتوا منها بمخرج، أفخرجت من هذه؟ قالوا: نعم، وأما محي نفسه من أمير المؤمنين، فأنا آتيكم بما ترضون. إن نبي الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية صالح المشركين فقال لعلي: اكتب يا علي: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله. قالوا: لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: امح يا علي اللهم إنك تعلم أني رسول الله، امح يا علي، واكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله والله لرسول الله صلى الله عليه وسلم خير من علي، وقد محى نفسه، ولم يكن محوه نفسه ذلك محاه من النبوة، أخرجت من هذه؟ قالوا: نعم، فرجع منهم ألفان، وخرج سائرهم، فقُتِلوا على ضلالتهم، فقتلهم المهاجرون والأنصار) النسائي والحاكم والبيهقي وصححه (شيخ الخوارج المعاصرين) ابن تيمية في منهاج السنة، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.

أنتهى النص السابق هنا.

ولننتقل لشرح نقطتين قبل أن نختم: أولا: كيف ومتى ومن شوه وزيف مدلول مصطلح العلمانية secularism من “البيعة” و“الإنتخاب الشعبي” إلى “فصل الدين عن الدولة” وإلى “الإلحاد”؟ ولماذا، أي ما الهدف من التزييف؟ وثانيا: ما هي مفاعيل هذا التزييف؟

النقطة الأولى:
في تقديري ظهر مصطلح العلمانية كمفردة عربية مزيفة بمعنى الإلحاد (دون وضع مقابلها secularism للقاريء)، بدايات القرن العشرين المنصرم كمقابل موضوعي مضاد لإرهاصات الثورة البلشفية اللينينة الماركسية، التي نسبت إلى نفسها وأيديولوجيتها مصطلح العلمية (دون وضع المقابل scientific للقاريء). بالرغم من إختلاف المصطلحين الحقيقيين إلا أن هنالك خيط رفيع يربطهما، خاصة أن أعمال ماركس وأنجلز حاولت أن ترُجِع منشأ الحياة إلى الطبيعة) (شارلس داروين في نظريته النشؤء والإرتقاء لم يقل قط أن الإنسان طفرة عليا من القرود). وفي فترة ما أولى، أختلط الحابل بالنابل، فهم المثقفون العرب أن لفظة العلمانية هي مترادفة للفظة العلمية. ولكن حدث الفصل بينهما كلا على حدة وتبلور المفهومان تدريجيا عبر الترويج زالمراهقة السياسية للإسلام السياسي في الساحة السياسية العربية.

وعندما أشتد وطيس الصراع السياسي في الساحة العربية بدءا من الخمسينيات، نزل حكام السعودية ودول الخليج بثقلهم، بأموالهم ومخابراتهم وطابورهم الخامس بشراسة دفاعا عن عروشهم، وإنتقالهم على يد الملك فيصل من مرحلة دفاعية إلى مرحلة هجومية تكتيكيا، وبالترويج للمذهب الوهابي والسيطرة على الفضاء الإعلامي العربي إستراتيجيا، ولم تكتف دول الخليج الرجعية العربية بتزييف مدلول مصطلح العلمانية إلى الإلحادية فحسب، بل أيضا زادوا في القصيد بيتا إذ صارت العلمانية على أيديهم أيضا تتضمن المقولة البلهاء “فصل الدين عن الدولة”. بل أيضا أنتقلت الرجعية العربية إلى نقلة نوعية هجومية أخطر بترويج المقولة “إن لم تك معنا فأنت علماني!!“. وهكذا نشأت المتقابلة antithesis “إسلامي/علماني” التي تقسم وتُشطِّر الهويات الوطنية والاجتماعية في المجتمعات العربية أو الإسلامية غير العربية إلى نصفين متقابلين متناحرين. وسنشرح هذا التشطير في النقطة الثانية.

النقطة الثانية:
في شرعة المستعمرين، يُعتبر تقسيم الهوية الوطنية الإجتماعية والثقافية عبر المتقابلات antithesis اكثر نجاعة ولا يقل ضررا عن تقسيم الجغرافيا، بل قد يفوقها. فمن المعلوم أن هنالك علاقة عضوية ما بين الجغرافيا والتاريخ، وإذا فقد شعب ما الجغرافية يفقد أيضا التاريخ. وهذا ما برعت فيه بريطانيا الكولونيانية، خلافا للكولونيالية الفرنسية، بإستخدام الشوكة والسكين في تمزيق جغرافيا الدول المستعمرة. والمثال الحي فلسطين، فكلما يفقد الفلسطينيون المزيد من جغرافيتهم، يفقدون معها شيئا فشيئا مفردات التاريخ وصناعته.

بينما تمزيق الهوية الوطنية الاجتماعية والثقافية بإستخدام المتقابلات antithesis، هو المثال التكتيكي الآخر البريطاني لتقسيم وتفتيت قوة المجتمع وإنهاكها. إستخدام المتقابلات antithesis لتحطيم خصمك، هو بعينه المقولة البريطانية الشهيرة فرق تسد divide and rule.
“فرق تسد”، وبرغم شهرة هذه العبارة أو المقولة في العالم العربي، بَيَد أن آلياتها لم تُفهَم بشكل صحيح. “فرق تسد” في ذهنية “العربي” لا تعدو التصور الساذج لممارسة الفتنة ما يشبه “الوشاية” أو “النميمة”، كأن تُعبيء فئة اجتماعية ضد أخرى. “فرق تسد”، ليست بالضرورة أن تجلس وتصب في إذن فريق ما ما يثير حفيظته ضد فريق آخر. فإستخدام آلية المتقابلات antithesis هو أشد تمزيقا وفرقة وشمولا. إحدى هذه المتقابلات وأخطرها، وأكثرها فتكا وفرقة في المجتمعات العربية، وأيضا في الدول الاسلامية غير العربية، هي المتقابلة علماني/إسلامي.

هنالك العديد من المتقابلات التي تجري في الإعلام العربي وعلى ألسنة الناس مجرى الدم، ولكنا نفضل أن نركز على المتقابلة علماني/إسلامي، وفيها علماني = إلحادي، بعد تزييف مدلول المصطلح، وكما قلنا سابقا، مدلول علماني secular لا يعني سوى البيعة أو الإنتخاب، كي لا ننسى. وسنرى في المثال التالي كيف فعلت المتقابلة علماني/إسلامي فعلها في الفلسطينيين. ومثالنا حركة حماس.

لقد شجعت إسرائيل خط الإسلام السياسي كمقابل لمنظمة التحرير (الوطنية) الفلسطينية، ومكنت إسرائيل من نشؤ ظاهرة حركة حماس الإخوانية بدءا من1987/1986م، ولكن إبتداءً عملت إسرائيل على إستخدام هذا التضاد تكتيكيا منذ السبعينيات. ومع منتصف الثمانينيات فعلته بشكل فعلي وتطبيقي. وهنا، في 30 مارس 2013م، يسأل الخبير المصري في الشأن الإسرائيلي د. طارق فهمي هذا السؤال بمقالة: “المعلومات.. إسرائيل أنشأت حـــــــــــماس؟”. ماذا قال؟

(منذ أكثر من 25 عاما التقيت بعشرات من قادة فتح وحماس بحكم تخصصى فى الصراع العربى الإسرائيلى وثمّنت مواقف قادة فلسطينيين من أمثال كمال عدوان ويوسف النجار والرنتيسى وأحمد ياسين وعياش وأبو الهول، وغيرهم عشرات، ربما لأننى أدركت منذ سنوات من هو القائد بحق والقائد الممثل وشتان بين الاثنين، ففتح قادت المقاومة الفلسطينية منذ عام 1965 وهى كيان دولة، وحماس بدأت المقاومة عام 1987 وشتان بين البدايتين مع اختلاف القيادات من هنا وهناك لشعب أصبح شعبين وحكومتين وقيادتين وسلام على القضية الفلسطينية بكل مرجعياتها، حيث لم يعد يبدو فى الأفق مسار أو برنامج أو مشروع تسوية وهو ما برز بوضوح برغم مساعى وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى فى المنطقة.

حركة فتح هى جزء رئيسى من الطيف السياسى الفلسطينى وأكبر فصائل منظمة التحرير (الوطنية) الفلسطينية وتعد من أولى حركات النضال الفلسطينى ضد الاحتلال الإسرائيلى، وتعتبر فتح إحدى أبرز حركات الشعب الفلسطينى فى الوطن والشتات، حيث لعبت دوراً رئيسيا فى أحداث أيلول الأسود.والبدايات معروفة ولا خلاف على النشأة، أما حركة حماس فقد تشكلت عبر جمعيات متعددة فى الأراضى الفلسطينية والتى كان امتدادها من حركة الإخوان المسلمين فى مصر.

وقد أعطى الإسرائيليون الضوء الأخضر لتأسيس ودعم الجمعيات الإسلامية بطريق غير مباشر من أجل إضعاف منظمة التحرير (الوطنية) الفلسطينية. وتقول المحللة الاستراتيجية فى وكالة المخابرات الأمريكية السيدة مارثا كيسلر Martha Kessler: “شاهدنا إسرائيل تساند الحركات الإسلامية فى مواجهة الحركة الوطنية، وهذه الحركات التى تساندها إسرائيل من السبعينيات وحتى بداية الثمانينيات تحولت إلى الكابوس الأكبر لإسرائيل فى مطلع التسعينيات وحتى هذه الأيام. وكان من أول خطوات إسرائيل بعد انتصارها فى الحرب عام67 إطلاق سراح العديد من نشطاء الإخوان المسلمين من داخل السجون، بمن فيهم المؤسس الروحى لحركة حماس الشيخ ياسين”.

هناك الكثير من الأدلة أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وخصوصا الشين بيت والعديد من المؤسسات العسكرية ساعدت على تنامى دور ونشاط حركة حماس فى الأراضى الفلسطينية، ووفقا لتصريحات سفير الولايات المتحدة الأسبق لدى السعودية شارلز فريمان فإن جهاز الأمن الداخلى الإسرائيلى الشين بيت كان وراء إنشاء حماس، ويقول إن إسرائيل أنشأت حماس، لقد كان مشروعا للشين بيت فى مسعى لزحزحة منظمة التحرير (الوطنية) الفلسطينية عن الساحة والتواجد فى الشارع الفلسطينى.

وتروى قيادات فى المخابرات المركزية الأمريكية أن دعم إسرائيل الزائف للأنشطة الإسلامية كان محاولة مباشرة لتقسيم وتخفيف الدعم عن منظمة التحرير وذلك باستخدام بديل دينى منافس. وكان رئيس الوزراء الروسى الأسبق، يفجينى بريماكوف قد قال: “إن المخابرات الإسرائيلية الموساد هى من صنعت حماس، وهى الآن تجنى حصاد ما زرعت”.

ونشر الكاتب الإسرائيلى الموغ بوكر فى صحيفة هآرتس الإسرائيلية تحقيقا صحفيا بعنوان: “هكذا أقمنا حماس” تناول خلاله ما أسماه بالدور الإسرائيلى فى تسهيل إقامة حركة حماس وكيفية منحها الترخيص اللازم للعمل من خلال المجمع الإسلامى الذى افتتح رسميا عام 1979م وتحذير قائد الشئون الدينية فى الإدارة المدنية من مثل هذه الخطوة التى اعتبرها “كمن يربى غولا فى حديقة منزله”، وهذا نص التحقيق: “قرر قائد الشئون الدينية أفنير كوهين عام 1979م عدم المشاركة فى الحفل الذى منح فيه قائد مدينة غزة رخصة إقامة المجمع الإسلامى، حيث أدرك أن إسرائيل تربى غولا لن تستطيع السيطرة عليه وذلك خلافا لما اعتقده الجميع آنذاك، وحصلت الحركة الجديدة على ختم العمل الرسمى”.

وكان كوهين الذى عمل فى الواقع وزيرا للأديان فى قطاع غزة من عام 1974-1994م يراقب من بيته الذى يبعد عشرة كيلومترات عن قطاع غزة ويسأل نفسه: هل كان يستطيع فعل شىء أكثر للتحذير من إقامة المنظمة التى أصبحت حركة حماس وقد فعل غير قليل حيث تنبأ تنبؤاً دقيقا بما يحدث اليوم فى القطاع وحذّر من ذلك فى رسائل أرسلها إلى كل الجهات ذات الصلة.

وجاء فى وثيقة نقلها كوهين إلى رئيس “الشباك”، وإلى المستشار القانونى للحكومة، وإلى رئيس الإدارة المدنية 1984م ما يلى: “يتخذ نشطاء المجمع أسلوبا خمينيا عنيفا فهم يستعملون وسائل مضايقة وتخويف، مع ذياع صيتهم بين السكان المحليين، فى حين يملكون ميزانيات غير محدودة إن استمرارنا فى غض الطرف عنهم أو توجهنا المتسامح من المجمع قد يكون فى غير مصلحتنا فى المستقبل يجب العمل على إبعاد هذا المارد قبل أن يصفعنا الواقع على وجوهنا”.

وقال كوهين: “أظهر وزير الدفاع آنذاك عيزر وايزمن حماسا كبيرا للشريك الجديد وفعل كل شىء لتنفيذ الإجراء، كان لياسين طلب واحد فقط: تمكين الرابطة التى أقامها، المجمع الإسلامى، من أن تُسجَّل كجمعية عثمانية”. أدرك كوهين، الذى بواسطته سيطرت الدولة على المؤسسة الدينية فى القطاع، أدرك سريعا جدا إلى أين تهب الريح: “قرأت دستور الرابطة وكان الأمر فى ظاهره يبدو مثل تحقق الحلم الصهيونى، لكن بين السطور، وعلى حسب سلوك أعضاء الرابطة فى الميدان، أدركت أن هذه أزمة كبيرة”.

وبرغم كل ذلك قادت حماس المقاومة بإخلاص وأمانة على يد قياداتها وخاصة الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبدالعزيز الرنتيسى وتوالى ظهور عشرات التنظيمات الأخرى على يمينها وعلى يسارها من الذين رفعوا لواء المواجهة، وقد ظهرت العديد من الحركات السلفية الداعية لإقامة الإمارة الإسلامية، وشهدت صعوداً متزايداً لها، بصورة قد تشكل قلقاً لحماس، ومنها جيش الإسلام- كتائب التوحيد والجهاد، وأعلن موالاته لتنظيم القاعدة، وجيش الأمة- أهل السنة والجماعة، و”جلجلت” الاسم الشائع والدارج فى أوساط الغزيين، لمجموعات من الشباب المتدين، التى بدأت تنشط فى غزة منذ سيطرة حماس على غزة .2007م.

كما ظهرت باسم جماعة “كتائب سيوف الحق-جيش القاعدة”، ويتزعمها “أبوصهيب المقدسى”، وتنظيم باسم “جند الله”، و”الجبهة الإسلامية لتحرير فلسطين”، وجماعات أخرى ، كــ “جحافل التوحيد والجهاد، جيش القدس الإسلامى، قاعدة جهاد ولاية فلسطين الإسلامية، فتح الإسلام، عصبة الأنصار، سيوف الحق”، ودعا القيادى الأبرز “أبومحمد المقدسى” تشكيلات السلفية الجهادية بجميع أنواعها بالتوحد تحت قيادة واحدة باسم جماعة “كتائب التوحيد والجهاد” وسط هذا كله وغياب المقاومة الحقة التى تبديها قيادات هشة تضيع القضية الفلسطينية رويدا رويدا ولا أمل فى مقاومة مشتتة وقيادات ضعيفة من كل المنظمات الفلسطينية ومجتمع دولى عازف عن حل التسوية العصية فى ظل الخلل الهيكلى بين العرب وإسرائيل. ...أنتهى المقال هنا. ونبذة عن مارثا كيسلر … (يمكنك وضع اسمها مع + حماس + فلسطين في القوقل)

http://www1.udel.edu/globalagenda/2003/speakers/kessler.html
ولنا ملاحظات على مقالة د. طارق فهمي الهامة.

أولا أن كاتبها د. طارق فهمي يكتب في مجلة روز اليوسف، ومن المدهش أن مؤسسة روز اليوسف “بذريعة” عمل صفحة إسفيرية جديدة مسحت أرشيف مقالات د. طارق فهمي، والشيء الغريب فقط وفقط تمكنا من نزع هذه المقالة عبر google cache بينما ليس في الإمكان الحصول على بقية مقالاته.

ثانيا، د. طارق فهمي في طرحه حول حماس لم يكن مدركا لآلية المتقابلات antithesis، أاي لم يقدم تحليلا علميا حول الظاهرة، مندفعا من وجهة سياسية بحتة، توصيفية لا تخلو من التشهير السلبي. ما فات د. طارق فهمي أن فكر الإسلام السياسي بطبيعته التكوينية إقصائي، يتمحور هذا الفكر حول كونه “إسلامي” بينما الآخر “علماني” ملحد. وهذه هي النقطة المحورية التي راهنت عليها إسرائيل لتشطير الهوية الوطنية الفلسطينية. وهذا هو السبب في فشل أية مقاربة ما بين حماس وفتح، ومن ثم منظمة التحرير (الوطنية) الفلسطينية. وعلى إنقسام “القيادة” الفلسطينية طبقا للمتقابلة علماني/إسلامي أنقسم الشعب الفلسطيني، قطيع يؤيد العلمانيين (الملحدين) وفريق آخر يؤيد الإسلاميين المؤمنين (البدريين!!). وهكذا نصف المجتمع يتناحر من النصف الآخر إلى ما لا نهاية.

ثالثا، إسرائيل التي صنعت ظاهرة حماس، وبالرغم من التحذيرات من قبل أفنير كوهين، والموغ بوكر، لم يلتفت الشاباك لهذه التحذيرات لأنه كان يعلم ماذا يفعل. فضلا أن العين الإسرائيلية كانت تراقب ظاهرة حماس بعين الصقر، صفت الصقور أمثال الشيخ ياسين، عبد العزيز الرنتيسي، إبراهيم المقادمة، إسماعيل أبو شنب، صلاح شهادة، جمال منصور، جمال سليم، محمد ضيف، صلاح دروزة، نزار ريان، سعيد صيام، محمود المبحوح الخ ومن القسام حدث ولا حرج محمد أبو شمالة، رائد العطار، محمد برهوم، إبراهيم بني عوده، أحمد الجعبري الخ غيض من فيض، وتركت الرخويات أمثال مشعل، وهنية، والمرزوقي لهدف إستراتيجي لكونها فئة قابلة للمساومة، وستكشف صفقة القرن خيانة حماس وخيانة تنظيم الإخوان المسلمين للقضية الوطنية الفلسطينة.

رابعا، بهذه اللعبة التكتيكية الإسرائيلية بصنع ظاهرة حماس، لم يك في ذهن الإستراتيجيين الإسرائيليين ومطلوبهم سوى “حماس” كظاهرة صوتية، حزبية، سياسية وإجتماعية بدون أسنان، لتفعيل وتحقيق المتقابلة علماني/إسلامي، التي عليها سوف تنشطر الهوية الفلسطينية والشعب الفلسطيني. لقد فهمت الجمهورية الإيرانية الإسلامية، والقيادة السورية وأيضا حزب الله اللعبة الإسرائيلية. فسارعوا إلى تركيب “أسنان” لحماس، فكان القسام. فأنتقل النضال الفلسطيني من قذف جنود الإحتلال بالحجارة إلى قذف إسرائيل بالصواريخ. وكلما تخلع إسرائيل سنا لحماس، يسارع خط المقاومة بتركيب سن لحماس ودواليك، إلى أن وصلنا عام 2011م وهو عام خيانة الجناح السياسي لحماس لسورية ولخط المقاومة، طعنا في الظهر.

خامسا، في 11 مايو 2013م تعرض الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحماس، والأب لشهيدين من أبنائه، للضرب والإعتداء الشديدين من قبل مجهولين،

http://www.allofjo.net/image.php?token=68157d7d31b69810042fa3714f5dd135&size=

ويقال لإعتراضه زيارة القرضاوي لغزة يوم 8 مايو 2013م، بينما أعتبرت مصادر فلسطينية عليمة أن الإعتداء على محمود الزهار كان تحذيرا له لإعتراضه زيارة القرضاوي، ولتأييده العلني لدمشق وطهران والكثير من المسائل الخلافية في المكتب السياسي لحماس، وحسب المصدر، كان يُعتبر آخر عقبة تقف في وجه إسماعيل هنية وخالد مشعل في سبيل تصفية القضية الفلسطينية بوساطة قطرية. وبالفعل، خدع القرضاوي الجميع إذ فور وصوله غزة صرح: ”كلنا نعمل من اجل فلسطين ومن اجل تحرير فلسطين ووحدة فلسطين ونتعهد بالعمل على تحرير كل شبر من فلسطين“ معبرا بذلك عن مساندته لحماس التي ترفض الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود. وبعد خمسة وعشرين يوما، أي في 3 يوليو 2013م، سقط محمد مرسي ونظامه وتحطم السيناريو القطري لتصفية القضية الفلسطينية إلى هشيم. عندها انتقمت إسرائيل مجددا من الزهار للمرة الثانية بقصف بيته جوا بالصواريخ يوم 16 يوليو 2014م، وكانت المحاولة الأولى بصواريخ أف/16 في 10 سبتمبر 2003م بغارة محدودة أستهدفت منزله بشكل أساسي، وكذلك أغتالت إسرائيل أحمد الجعبري بصاروخ جو-أرض استهدف سيارته في 14 نوفمبر 2012م. وكما قلنا سابقا، إسرائيل تصطاد “الصقور” من حماس، بينما لا تتعرض “الرخويات” هنية أو مشعل أو المرزوقي لأي سوء من قبل إسرائيل أو جواسيسها في غزة.

ما الحل؟ كيف يمكن توحيد القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني؟ كيف يمكن إلغاء المتقابلة علماني/إسلامي ثنائية البعد المتضاد؟ وكيف الخروج بالقضية الفلسطينية من مأزق التصفية؟ ماذا بعد إعتراف ترامب القدس عاصمة لإسرائيل؟ ماذا بعد ضم الجولان لإسرائيل؟

إبتداءً وضعت فتح ومنظمة التحرير (الوطنية) الفلسطينية نفسها في مطب.. هو نتاج فخ أوسلو 13 سبتمبر 1993م!! قاده ونفذه "ياسر غرفات" منفردا.. وأعني ياسر عرفات القدوة...وعليه الكثير من الظلال والشكوك. لقد أخطأ الشعب الفلسطيني الذي منذ 1967م لم يفطن أن ياسر عرفات يهودي مغربي زرعته إسرائيل!! وظيفته "تشتيت الكرة"..هذه أولا... أما الثانية...!! فظاهرة حماس.. أيضا صنعتها إسرائيل، ودعمتها أيضا حين رفعت يدها عن أموال الأوقاف الفلسطينية، فنمت حماس الإخوانية التي نراها اليوم تحت مراقبة العين الإسرائيلية، فأصطادت إسرائيل صقور حماس وتركت "الرخويات" ..هنية، المرزوقي، مشعل الخ ليوم معلوم.. ورأينا المسرحية الآمريكية الإخوانية الفاشلة بصعود مرسي وسقوطه، وطعن سورية في الظهر. لم صنعت إسرائيل ظاهرة ..حماس؟؟؟

لكونها "إخوانية" ..فالأيديولوجية الإخوانية أو الإسلام السياسي عامة... يرى في نفسه "المسلمين" بينما الأغيار غير الإخوان هم "علمانيين"...كفار ملحدين. فبهذه الحيلة الصغيرة قسمت إسرائيل "الهوية الوطنية الفلسطينية" إلى شطرين متضادين على المتقابلة إسلامي/علماني تشطر أي مجتمع إلى نصفين متحاربين.. وهكذا أنقسم الشعب الفلسطيني نفسه إلى نصفين متضادين متقابلين فهذا يؤيد فتح ومحمود عباس وآخر يؤيد هنية وحماس...لنتذكر قبل أن يقسموا جنوب السودان.. استخدموا المتقابلة شمال/جنوب بشكل مكثف... وتمت قسمة السودان بموافقة وتنفيذ عمر البشير شخصيا.. بطلب من باراك أوباما!! ووفي الأبله بوعده. خالد مشعل.. صنعته المخابرات الإسرائيلية والأردنية..تذكروا حين كنتم تناضلون بالحجارة!! لا تنسوا...!! إيران سورية وحزب الله، يفهمون اللعبة الإسرائيلية.. فحين صنعت إسرائيل ظاهرة حماس كل ما طمحت فيه.. صنع "فزاعة" سياسية لقسمة الهوية الوطنية الفلسطينية ولكن أيران وسوريا وحزب الله..ركبوا لهذه الفزاعة "أسنان"... وكلما خلعت إسرائيل ضرسا ركبوا (ايران حماس حزب الله) لحماس أضراس. نعني بالأضراس ..التسليح وتقنية الصواريخ... صرتم تصنعونها في غزة,,,!!

منذ عام 1998م تعطي الجمهورية الإسلامية الإيرانية حماس 23 مليون دولار شهريا، وحتى عام 2011م ولكن حين خانت قيادة حماس خط المقاومة وهرولوا خلف اردوغان ومحمد مرسي.. وجد الحمساويون أنفسهم يلعبون البنج بونج في الدوحة، ومطلوبا منهم رمي السلاح...الخ وقاوم جناح القسام العسكري هذا الإتجاه.. رفض رمي أو تسليم سلاحه لهنية ومشعل.. ودخلت قيادة القسام في خصومة مع الجناح السياسي .. تذكروا حين أعتدوا على الدكتور محمود الزهار الذي كان يرفض خطوات الجناح السياسي!! إلى أن فهم الحمساويون الخدعة القطرية التركية، وتراجعوا، وقطعا ليس بدون شروط من قبل إيران وسورية وحزب الله... أهمها على الإطلاق التخلص من خالد مشعل وطاقمه العميل....!!! وكان.

وتمخض عن إسلامي/علماني شطر الجغرافيا في خطين متوازيين.. الضفة لا تلتقي غزة.. والإسرائيلي عمق القسمة الجغرافية...بالخواجز والحوائط..الخ.. ما الحل؟ الحل بسيط ... إلغاء أوسلو.. هذا من جانب فتح والمنظمة... ومن جانب حماس عليها أن ـتخلع النظارة الملونة التي تضعها على عيونها: أي شطب عقلية إسلامي/علماني. مجموعة أوسلو لن توافق على إلغاء أوسلو... لماذا؟ لأنهم في البوكس أي الصندوق.. ستتم تصفيتهم أو إغتيالهم فورا.. وهو الفخ الذي وضعكم فيه ياسر عرفات.. وضعتم كل النضال الفلسطيني في القفص الإسرائيلي!!

وساهمت الدول الخليجية في المؤامرة حين قطعت الأموال تدريجيا عن المنظمة طوال الثمانينيات وبداية التسعينيات.. كذلك ساهمت تسيبي ليفني في "المعركة" مع الإعتذار لصائب عريقات وآخرون. كيف نحل هذه العقدة؟ كيف يتوحد الفلسطيونيون قيادة وشعبا؟

الحل في يد حماس.. الكرة في ملعب حماس!! 1) شطب حماس للمتقابلة إسلامي/علماني، 2) رفع يد حماس عن غزة، 3) قطع حماس الصلة بالمكتب الدولي للأخوان المسلمين، خاصة تركيا وقطر والقرضاوي، 4) دمج حماس لنشاطها ونفسها قياديا وشعبيا في التيار الفلسطيني العام، 5) عمل انتخابات عامة برلمانية وتشكيل حكومة وطنية، 6) أن تتصرف حماس كمنظومة نضالية وترك التفكير في كونها دولة وحكومة، 6) مصادرة أموال 800 مليونير حمساوي أثروا عبر الأنفاق، 7) الإنخراط داخل المنظمة الفلسطينية كفصيل من الفصائل ..وترك الغرور والصراع حول المناصب وأضواء الإعلام، أنزعوا تلك الريشة من غرور القوة التي صنعتها لكم إيران وسورية وحزب الله (مغنية رحمه الله!! تذكروا أن حرس مشعل هو من أوقع بمغنية!! تذكروا أنكم قاتلتم مع الدواعش في سورية وعلمتوهم تقنية الأنفاق!!) تواضعوا، وكفروا عن أخطائكم.. القاتلة.

تطبيق الخطوة 4 أعلاه.. عبر العمل الديمقراطي والشعبوي الهاديء كفيل بكنس آثار أوسلو.. وشخصياتها، الهدف: وحدة القيادة الفلسطينية...وإلغاء الإنقسام ..إلغاء إسلامي/علماني!! اجلسوا في المنظمة ولو مع "العملاء" .. أمثال محمد دحلان!! كل شيء سيتغير، لا تستعجلوا النتائج!! تعلموا من السوريين. السوريون (حافظ الأسد) صابروا على الجولان.. وكما قال الرجل الذي لم يوقع (شاهد 12 حلقة من حلقات الرجل الذي لم يوقع، في قناة الميادين). قال الراحل حافظ الأسد: لو لم نستطع تحريرها الآن، الجيل القادم سيحررها.!! مشكلتكم.. منهجية. فليس هو الخيار ما بين إما أن تتحرر فلسطين فورا، أو لا شيء. أجعلوا الهدف الكبير تحرير كل فلسطين كهدف استراتيجي طويل النفس، ولكن ينقصكم شيء هام لحد الفشل، إن لم تستطع الآن تحريرها، افعلوا كل شيء (اي كل سلوك) يعزز هذا الهدف الكبير، أي الإكثار من معززات السلوك enhancement behaviors والخطوات التالية ربما تدخل في معززات السلوك:

a. توحيد الشعب الفلسطيني - ربط من هم بالداخل بالخارج... سياسيا وثقافيا واقتصاديا
b. بالتقريب في عام 1998م استطعت دخول الخط الساخن لقناة الحوار اللندنية.. وكان الضيف نبيل شعث، وسألته ..كيف يمكن الإنتصار لقضيتكم وأنتم تستعملون عملة "الشيكل"..؟؟ وكان السؤال بالتقريب بعد 6 سنوات من اتفاقية أوسلو..!! الرجل غمغم .. نسيت ماذا قال.. عموما، عمل عملة محلية.. مهم جدا جدا جدا جدا.. يضرب المحتل في مقتل.. فهو يمسكم من "ديلكم“!! كما يقول المثل لأهل دارفور "الفار بيمسكوهو من ذيله!!"، حتى ولو تعملون fiat money i.e. Token، لا دولة، ولا قرار مستقل، بدون عملة وطنية وبنك مركزي!! لا توهمون أنفسكم أن لديكم دولة بدون عملة وطنية. وبالإمكان أيضا عمل نظام مقايضة barter system في مجموعات نسبيا كبيرة، وبعمل (حاسوب مركزي وشبكة من الأعضاء يعملون في كافة المجالات) مثلا .. تقيموا evaluate عمل زيارة الطبيب كم نقطة يستحق، والسباك كم نقطة، ومبيض الحائط كم نقطة، والمحامي كم نقطة مقابل وحدة زمنية: الساعة. زرت أنا الطبيب X تنخصم من نقاطي قل 5 نقاط لصالح الطبيب، الطبيب أحتاج لسباك، أو كيلو لحم، يفقد من نقاطه لصالح هؤلاء ودواليك..!! بهذا الإقتراح أو السيستم تلغون نسبة العطالة من العمل، تسيرون حياتكم دون المرور عبر عملات، وتتجاوزون عملة الشيكل الخ...
c. إن لم تعمل حماس بهذه الإقتراحات، لا مندوحة من شطب الجناح السياسي لحماس، لإلغاء الثنائية القاتلة علماني/إسلامي، وتمكين “الجهاد الإسلامي” كرأس الرمح، ثم دعم كافة الحركات المسلحة الفلسطينية من قبل إيران دون إعتماد المقولة الزائفة علماني مقابل إسلامي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س