الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نضالات الاساتذة ضد حالة التعاقد.. دروس مهمة للحركة الطلابية وللحركة الجماهيرية عامة

مصطفى بن صالح

2019 / 3 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


نضالات الأساتذة ضد حالة التعاقد..
درس مهم للحركة الطلابية وللحركة الجماهيرية عامة
وقد لا يتناطح عنزان حول هذه الحقيقة، وحول أهمية ودور النضال الجماهيري الوحدوي، ممّا يستوجب تقوية جهود التنسيق بين عموم مكونات الحركة الديمقراطية والتقدمية خلال مختلف مراحل النضال الديمقراطي التحرري بالمغرب وبكافة البلدان والأوطان.. لذا ارتأينا أن نذكـّر الجميع بهذه الحقيقة التي ما زال يتجاهلها البعض، وبأن نهمس في آذان جميع مكونات الصّف الديمقراطي التقدمي الطلابي لكي يتخلصوا من حالة النشاز التي تعيشها الحركة الطلابية، التي فقدت عمليا اتحادها وضيّعت العديد من مكتسباتها وحقوقها، مجبرة حينا وباختيارها حينا آخر عبر نهجها لخط وأسلوب الإقصاء والاستئصال والانفراد بالتسيير، والتـّخلي بالتالي عن مبادئ الاتحاد المرتبطة جدليا بين بعضها، كما هو معروف لدى جميع المناضلين.
فالفهم العملي والسليم لمبادئ من قيمة الديمقراطية والتقدمية والجماهيرية والاستقلالية، لا يتحقق إلاّ على أرضية الممارسة الميدانية. ونضال الحركة الطلابية لن يستقيم ولن يعطي بالتالي أكله ويصل لأهدافه في تحقيق المطالب المادية والمعنوية لجماهير الطلاب، وصيانة الحريات الديمقراطية بالجامعة والمجتمع، عبر الدفاع المستميت عن حرمة الجامعة، وعبر المطالبة بإسقاط المتابعات عن المناضلات والمناضلين، وعبر المطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين لأسباب نضالية.. فلن تتقدم الحركة الطلابية في إنجاز مهام من هذا الحجم سوى عبر وحدتها النضالية، وعبر استرجاع اتحادها التاريخي إوطم.. هذا التقدم الذي لا يمكنه التحقق إلاّ بعد القطع مع جميع المسلكيات السلبية، المعرقلة والكابحة للمسار الوحدوي للحركة، وهي مسلكيات مرضية انتشرت كالوباء داخل الساحة الطلابية وأضحت ورما سرطانيا يصعب استئصاله من الجسم الطلابي، بحيث أصبحت جميع الفصائل، أو أغلبها، لا تعترف ببعضها البعض، بل وتتهمها بالتخابر والعمالة والوشاية..الخ
في حين يستمر استفراد أهم فصيل طلابي بالساحة، ويمنع ويقمع الفصائل الأخرى، ويسحب عنها صفة الانتماء للاتحاد الطلابي إوطم بدعوى انحرافها عن الخط الثوري اللازم، أو بسبب تزييفها للمبادئ الماركسية اللينينية، أو بسبب عزوفها عن العمل الثوري، واكتفائها بالنضال الإصلاحي لتغيير الأوضاع والوصول للاشتراكية المنشودة..الخ وهي انتقادات صحيحة في بعض جوانبها، لكنها لا تقلل في شيء من نضالية هذه الفصائل، ولا تمنعها بالتالي من الانتماء لاتحاد الطلبة إوطم، بل لا يمكن اعتبار هذه الانتقادات حواجز يشترط التخلي عنها ضمانا للانتماء للاتحاد، وهي شروط لا تليق في الحقيقة بمنظمة جماهيرية طلابية مفتوحة في وجه عموم الطلبة على أساس مبادئ الاتحاد الواضحة وقانونه الأساسي البيّن.
فالمناسبة التي فرضت علينا الإدلاء بهاته الملاحظات القيّمة والتأكيد على جدواها، هي المعركة الوحدوية الحالية التي انخرط فيها الأساتذة المتعاقدون إكراها وسيف البطالة يهدّدهم بالجوع والتشرد، وهي معركة أعادت التوهج للساحة النضالية والاحتجاجية، ونجحت بالتالي في توحيد الأساتذة المعنيين في معركتهم، وصلـّبت عود حركتهم ضد جميع حملات القمع والضرب والرفس وتكسير الجماجم والعظام من طرف أجهزة القمع وزبانيتها العدوانية والبلطجية.. وهو الشيء الذي دفع بجميع مكونات الحركة الديمقراطية والتقدمية، الجمعوية والنقابية والسياسية، لدعم الحركة ومساندتها والانخراط عمليا في نضالاتها ومسيراتها وإضراباتها، الشيء الذي يلزمنا كحركة طلابية بالاستفادة من دروس هذه المعركة.
فمطالب هذه الحركة واضحة ومشروعة، والدفاع عن مطالبها من طرف عموم الحركة الديمقراطية التقدمية لازم من الناحية المبدئية، والمشاركة في نضالاتها ودعم كل خطواتها، لازم كذلك، تجسيدا لهاته المبدئية.. وهو نفس التصور الذي يجب الاقتداء به والذي يجب أن يحكمنا ويوجـّه ممارستنا النضالية كتقدميين، داخل جميع مجالات النضال الجماهيري، بما فيه المجال الطلابي أن يلتحق بالركب لكي تسوده هذه النظرة الوحدوية لاستنهاض جميع قواه، وإخراجه بالتالي من أزمته وقوقعته.
لقد حان الوقت صراحة لوضع جميع الخلافات الفكرية والسياسية بين الفصائل التقدمية جانبا، واستئناف المسيرة النضالية لتحسين أوضاع الطلبة وتحقيق مطالبهم المادية والمعنوية والديمقراطية، بناءا على خطة طريق نضالية تحضر فيها الثقة والاعتراف بالآخر، ويحضر فيها الجانب التنظيمي والمطلبي، المرحلي والإستراتيجي، سواء بسواء، ويتم فيها الاعتراف بجميع الفصائل الطلابية المناضلة، دون تنقيص أو إقصاء.. على أن الخلافات والتمايزات بين الفصائل التقدمية المناضلة، هي خلافات طبيعية ومشروعة لها ما يجبرها على الاستمرار، حيث يجب تدبيرها بشكل رفاقي وديمقراطي عبر اللجوء7 لوسائل النقاش والإقناع دون عنف أو قدح أو تشويه.. إذ لا بد من استعمال جميع الطرق والوسائل الديمقراطية المعمول بها داخل الإطارات الجماهيرية، بما فيها قوانين التجمعات العامة وقوانين الأغلبية والتصويت واحترام آراء الأقلية دون إقصاء، لكي لا يتم عزل الحركة وإبعادها عن مكانها الطبيعي وسط الحركة الديمقراطية التقدمية المناضلة.
وفي الأخير أتوجه بتضامني المطلق مع نضالات هذه الفئة من الأساتذة، وأحيّي صمودهم وقتاليتهم الميدانية، وأتمنى ربحهم المعركة وكسبها بكل استحقاق لما فيه من مصلحة لجماهير الحركة وللحركة الديمقراطية والتقدمية ونضالها دفاعا عن المدرسة العمومية وعن مجانية التعليم.
مصطفى بن صالح
26 مارس 2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف