الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الصداقة هيَ -الشُعْلَة- التي تنير حياتنا
طارق ناجح
(Tarek Nageh)
2019 / 3 / 31
الادب والفن
الحب أنواع ، ولكن لايمكن لحُبِّ أن يُغنِي عن آخر أو يكون بديلاً له . فلكل حُبِّ طعم و مذاق رائع تزداد روعته بإكتمال الأنواع الأُخرى .. و كلما نقص منهم واحداً نحاول أن نعوِّضٓهُ بالأنواع الأخرى حَتَّى تستمر الحياة و لا تقف عند رحيل حبيب مِنْ الأحباب . فحُبُّ الأم أعظمها ، يليه حُبُّ الأب الذي يزداد قوَّة إذا كان الأب صديقاً لأبناءه ، مَثالاً و قدوة لهم . و على الرغم مِنْ أننا عندما نحاول تأكيد قوة علاقتنا بشخص ما نقول عنه أنه "أخو" ، فإن أول جريمة قتل كانت بين أول أخوين على وجه الُكرة الأرضية ، مما يَدُّل على أَنَّه غالبا ما تشوب هذه العلاقة بعض الشوائب التي تُعَكِّر صفوَها و نقائِها ، قد يكون منها الغيرة أو الحقد أو صراع على مكانة لدى الوالدين أو صراع على مال أو ميراث .. و لكن لأنه كما نقول أحياناً ( عُمرْ الدَّم ما يبقى مَيَّه ) فأحياناً كثيرة يستطيع الإخوَّة التغَلُّب على هذه الصراعات و الإنتصار لعلاقة الدَّم . و لأن الأمثال هي عُصارة خبرات حياتيَّه ، فهناك المَثل القائل ( رُبَّ أخٌ لم تَلِدهُ لَكْ أُمَّكْ ) . فالصَدِيق و الأخ هما وجهان لعُملةٍ واحدة قوامُها الحُبَّ و التَضحِيَّة من أجل إسعاد الآخر . و لأن السينما و الدراما هي تعبير حقيقي عن العلاقات الإنسانيَّة ، فإن كُلَّ جيلي في مِصر مازال يذكُر الفيلم الهندي الشهير " الشُعْلَّة" الذي كُنَّا ننتَظِر عرضه كل عام في عيد الأضحى المبارك في أواخر الثمانينات و أوائل التسعينيات من القرن الماضي . الفيلم بطولة نجمي السينما الهندية " داهَّارمندار" و الأسطورة "أميتاب بإتشان" .. و هو يُجَسِّد مدى قوّة علاقة الصداقة بين شخصين غير عاديين في ظروف غير عاديَّة . فهما مُجرمين ، حياتهما مَليئَة بالمخاطر و الأهوال ، و لكِنَّهُما أقسْمَا على أنَّهُ لن يُفَرِّق بينهما إلا الموت . و قد يندهش المشاهد و يقول كيف لعلاقة بمِثل هذا الُنبْل و الطهارة أن تنشأ بين هذين المجرمين .. و لكن لعل هذه العلاقة هي التي كانت تنير لهما حياتهما و تجعل لها قيمة و معنى .. قيمة الحياة مِن أجل الآخر ، و معنى الحُبِّ فى أبهى صوَرِه . و قد كان لهذه العلاقة تأثيراً إيجايباً على حياتهما ، فلم يكونا مُجَرّد لِصَيِّن مُجرميِن بلا إحساس أو رَحمَه بدليل أنهما ضْحَيَّا بِحُريَّتِهما من أجل إنقاذ حياة الضابط . هكذا هو الحُبُّ يُطَهِّر القلوب و يُنَقيها لتصير أبيض مِن الثلج ، حَتَّى عندما إحتال جاي " أميتاب " على صديقه فيرو " داهَّار " و خدعه ، كان من أجل إنقاذ حياة صديقه و التضحيَّة بحياته هو . مَنْ مِنَّا لم تسيل الدموع على خَدِّيه رغماً عنه في هذا المشهد المؤَثِّر الذي لخَّص كل معاني الحُبِّ و الصداقة . " صديقك هو أنت .. غير أنَّهُ شخص آخر " جُملة قرأتها مُنذ ما يقرب من ربع قرن ، و مِنْ وقتِها مازلت أبحث عن هذا الشخص الآخر ..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه
.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما
.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة
.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير
.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع