الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة الثقافية في الصين

فراس حاتم

2019 / 4 / 5
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


اي تقدم في بلاد كانت ظروفها غير جيدة يجب ان نعرف ان البداية هي في تثقيف الفرد و المجتمع قبل البدء بأي تنمية شاملة لان بداية التقدم هي تنوير العقل و تثقيفه قبل البدء ببناء سكن له لان التقدم هدفه الحقيقي هو الانسان .و الصين هي واحدة من التجارب الرائدة التي احدثت تغييرشامل في جميع مجالات الحياة .فبعد الحرب العالمية الثانية التي غزت اليابان الصين و ما اعقبها من حرب اهلية فيها كانت اليد العليا لفكر الزعيم الشيوعي ماوتسي تونغ هي المسيطرة على المجتمع الصيني حيث ان الصين كانت مجتمع زراعي فقير يعيش على الانتاج الزراعي فقط و الحزب الشيوعي الصيني هو الحزب المسيطر على مفاصل الدولة بقوة بوجود الحرس الاحمر و القوات المسلحة الصينية لكن مع التغييرات التي حصلت على المستوى الاقليمي و الدولي بدات الاحتجاجات في الصين تتصاعد في 16 مايو 1966 بعد عرض مسرحي عن سطوة ملك في القرن السادس عشر و كيف يتم التخلص منه الامر الذي تم تفسيره انذاك على انه موجه لماوتسي تونغ تماما و في اعقاب اعتقال مؤلف المسرحية و اقتياده للسجن بدات مظاهرات في الصين و تعم فيها الفوضى و المشاكل الامنية فيها و مطالبة الطلاب بتغيير شامل في الحياة الصينية حيث كانت العروض المسرحية ممنوعة و الموسيقية ممنوعة و المطبوعات الخارجية ممنوعة لكن حدة الاشتباكات مع الحرس الاحمر في اوجها ازداد القمع و ازداد معها سطوة الحرس القديم في الحكم في الاعتقال و نفي اللشباب الى الريف الصيني حتى حل العام 1969 حيث المتغيرات الدولية في السياسة و الاحداث الاقليمية مثل حرب فيتنام و كمبوديا و لاوس و كذلك توتر مع الاتحاد السوفيتي بحجة ان التغير في الصين قد يحدث توتر و كاد ذللك ان يحدث حربا بين البلدين الجارين .حيث بدات هنا قوى دولية مثل فرنسا , بريطانيا و الولايات المتحدة الامريكية في استمالة الصين للوصول الى حل من اجل انهاء حرب فيتنام اولا حيث بدات من اولها في قيادة الحزب الشيوعي و صعود الرئيس الجديد دينك ساو بينك ذو الميول الاصلاحية داخل الحزب و مع اتصالات امريكية من ادارة الرئيس نيكسون و على راسهم وزير الخارجية هنري كيسنجر من اجل الوصول الى اتفاق سلام في حرب فيتنام كان لابد هنا من بدا عهد جديد في العلاقات الدولية يبدا بتغييرات سياسياة و اقتصادية و اجتماعية و ثقافية داخل الصين بدأ بامتصاص نقمة الشباب المنتفض وصولا الى مفاوضات مع الغرب من اجل استعادة هونغ كونغ و مكاو ليتم تحسين العلاقات على اساس التعاون و المصالح المشتركة و القيام بدور ايجابي في اتفاق سلام مع فيتنام حيث كانت الصين الداعم الاساسي للفيتوكونغ ضد الجيش الامريكي في فيتنام و دورها السابق في دعم كوريا الشمالية في الحرب الكورية و غيرها داخل اسيا لكن الدول الغربية تعتقد ان الحل بوجود التنين الصيني ضروري من اجل السلم العالمي .حيث انتهت حرب فيتنام بدات المفاوضات مع بريطانيا حول هونغ كونغ و مكاو و استعادتها فكان شرط بريطانيا ان الصين ليست اهلة لاستعادة هونغ كونغ بسبب الفارق الاقتصادي حيث ان هونغ كونغ كان اقتصادها حر و نفوذ دولي فيها بينما الصين كانت فقيرة فيجب ان يكون الفارق متساوي اقتصاديا و سياسيا لان لبريطانيا مصالح اقتصاديا فيجب عدم ضياعها و بعد مفاوضات صعبة مع رئيسة وزراء بريطانيا الراحلة ماركريت تاتشر تم الوصول باتفاق عودة عام 1997 حيث تكون الصين قد اكملت اصلاحتها الشاملة تماما حيث قبلها كانت المفاوضات فشلت بسبب تعنت الصين على عودة هونغ كونغ بعد سبع سنوات لكن هذا لايمكن و الصين غير مهيأة لذلك .فبدات الصين منذ ذلك الوقت كورشة عمل حيث ابتدات المصارف العملاقة تفتح و الشركات الكبرى تاخذ لها مكانا في الصين و الجامعات تنشط و العروض المسرحية و الفنية و الثقافية و الاستثمارات الكبرى تتدفق على الصين سواء كانت محلية ام عالمية و اصلاحات في قوانين العمل لجعل الايدي العاملة افضل و ارخص و قادرة على العمل اكثر من خلال زيادة الرواتب و تقليل ساعات العمل بجانب امتيازات اجتماعية مثل الصحة و النقل .غير عن ذلك عن الجامعات التي تم ربطها بسوق العمل ورفدهم بكوادر و احتضانهم في فرص عمل لائقة و مع تعزيز البحث العلمي و الابتكار و تشجيعه ليكون العمود الفقري في الاقتصاد الصين حيث ارتفع المستوى المعاشي للمواطن الصيني و اصبح مرفها بالرغم من وضع حقوق الانسان السيء الذي مازال الى اليوم و الغش في بضائعها. وغير عن توتر في التيبت بسبب الاختلاف الديني و نفي الدلايلاما الى الخارج يبقى هناك خيط من الحوار معه لاحتوء التوتر و خلق جو من التعايش معه . لكن حين اتى موعد استلام السيادة على هونغ كونغ و مكاو كانت الصين مهياءة لذلك بسبب نمو الامكانيات فيها اصبحت اقتصاديا اقوى و افضل .و اليوم نرى الصين بكل مكان حيث المنتجات الصينية في كل مكان و ما اسفرت عنه من فتح مصانع عالمية و الاعتماد على الايدي العاملة الصينية لرخصها في الصين اساسي .ليس هذا فقط بل الاحياء الصينية موجودة في اكثر مدن العالم تقدما مثل نيويورك و لوس انجلوس و شيكاغو و اخرها سيتم في فتح حي صيني في امارة دبي في دولة الامارات العربية المتحدة بعد زيارة الرئيس الصيني الى الامارات العام الماضي .و كذلك عقدت قمة عربية صينية للتعاون العام الماضي بعد احياء االصين لطريق الحرير الجديدة لاعتزاز القيادة الصينية بالعلاقات التاريخية القديمة مع الدول العربية .وايضا شهدت الصين زيارات متبادلة مع قادة الكويت السعودية و العراق و مصر و الاردن و سلطنة عمان من اجل بناء مشاريع مشتركة في مختلف المجالات في البنى التحتية و الاتصالات و النقل و السكن و الصحة و الطاقة . بعد ان مدت الصين اكبر شبكة طرق من شنغهاي الى باكستان بطول طريق سريع 1200 كيلومتر التي تعد حليف تقليدي للصين و استراتيجي لها في المنطقة و قبلها سكة حديد من هونغ كونغ الى لندن لنقل البضائع كل هذا يعطي الصين قوة تجارية لا يستهان بها .و حتى مع تايوان و بالرغم التوتر القائم معها لكن فتحت الصين معها خطوط تجارية بحرية و جوية مما عزز العلاقات بين البلدين و خفض اي توتر بينهما حيث تعتبر تايوان اقليما صينيا. و مع هذا العلاقات مع التنين العملاق و حربه التجارية مع الغرب التي شارفت على النهاية هل العلاقات مع الصين بحاجة لان تكون اقوى و اوثق من اجل نقل تلك التجربة الى بلاد اخرى كما فعلت في اقريقيا و اوربا الشرقية و امريكا الجنوبية و الوسطى و كندا ؟ نعم بحاجة التعلم من هذه التجربة الرائدة حيث اليوم الصين اصبحت من اكثر 20 اقتصاد متقدم بعد عصور من التخلف لانها فعلا تجربة تستحق التوقف عندها و الاستفادة منها اقل ما فيها هو زيارة سور الصين العظيم .
تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليار شخص ينتخبون.. معجزة تنظيمية في الهند | المسائية


.. عبد اللهيان: إيران سترد على الفور وبأقصى مستوى إذا تصرفت إسر




.. وزير الخارجية المصري: نرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم | #ع


.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام




.. وكالة الأنباء الفلسطينية: مقتل 6 فلسطينيين في مخيم نور شمس ب