الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أسباب تعثر ثورات الربيع العربي

محيي الدين محروس

2019 / 4 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


الخلفية التاريخية السياسية في النصف الثاني من القرن العشرين

حيث انتشر الفكر اليساري والماركسي والإشتراكي، في سوريا والعديد من البلدان العربية. خاصةً بعد العدوان الثلاثي على مصر، وتعزير الصداقات العربية - السوفياتية، وكذلك مع بقية البلدان التي تبنت بناء الإشتراكية. ولعبت الأحزاب الماركسية والوطنية دوراً هاماً من التوعية في وسط الجماهير الشعبية.
ولكن بعد انهيار الأنظمة في تلك الدول، لعوامل داخلية وخارجية ( خارج موضوع المقال)، تراجع الحراك الجماهيري للاشتراكية ولليسار بصورة عامة.

كذلك تصاعدت حركات التحرر الوطني ضد الاستعمار بشكليه: من احتلال مباشر، وسيطرة سياسية.
فانتشر الفكر القومي العربي، و شعارات الوحدة العربية والفدراليات العربية. الفكر القومي من الممكن أن يكون تقدمياً، مثل مقارعة الاحتلال الأجنبي، ومن الممكن أن يكون رجعياً عندما يخدم الطبقة الرأسمالية والإقطاع، ومن الممكن استغلاله لاستمرار النظام القائم كمثال في سوريا والعراق!
كل هذه التجارب الوحدوية باءت بالفشل الذريع، لعدم توفر الظروف الموضوعية والذاتية لقيامها، وخاصةً بأنها قامت بين الأنظمة وليس بين جماهير الشعوب العربية.
مثال: الوحدة السورية المصرية الفورية دون قيد أوشرط! أي بدون عوامل لاستمرارها لصالح الجماهير!

هذه النظرة السريعة هي للتذكير بفراغ الساحة السياسية من القوميين العرب والأحزاب اليسارية أو في أحسن الأحوال: تواجد اسمي!

بدايات القرن الواحد والعشرين

وبعد هذا الفراغ وصلنا إلى بدايات القرن الواحد والعشرين، وهبوب رياح ثورات الربيع العربي. والتي اختطفتها التنظيمات الإسلامية - السياسية، لترفع شعار „ الحل في الإسلام ! „.
وأكثر التنظيمات الإسلامية خبرةً سياسيةً هو تنظيم الإخوان المسلمين، الذي تأسس مع بدايات القرن العشرين وخاض العديد من التجارب السياسية القاسية له في مصر وسوريا.
إذاً بدايات الربيع العربي كانت الساحة شبه فارغة من القوى السياسية القومية واليسارية المنظمة على مستوى الشارع، للأسباب السابقة، وبسبب قمع الأنظمة العربية المُستبدة لها. فاستغلت كل ذلك التنظيمات الإسلامية السياسية، وخاصةً الإخوان في مصر وسوريا، لتركب موجة الحراك الجماهيري.
وهذا ما شاهدناه في مصر من حكم الإخوان بعد مبارك، وما نشاهده في تحكم الإخوان على العديد من تنظيمات „ الثورة المضادة „ بشقيها السياسي والسلاحوي في سوريا.

للأسف، في بدايات الثورة السورية تحالفت قوى الثورة الوطنية المعارضة الديمقراطية مع الإخوان ومع بقية التنظيمات السياسية الدينية تحت شعار: إسقاط النظام! دون التوافق على البديل: الدولة الوطنية.
ومع مرور الوقت ظهرت التنظيمات الإسلاموية المسلحة والممولة من قبل السعودية وقطر وتركيا وغيرها من الدول، تحت شعارات دينية للدولة الإسلامية!
بالرغم عن ذلك استمرت بعض الشخصيات الوطنية المعارضة بتحالفاتها مع الإخوان، وهذا خطأ سياسي فادح!
وابتعدت التنظيمات الوطنية وخاصةً اليسارية عن تحالفاتها مع هذه القوى التي تمثل: قوى الثورة المضادة الإسلاموية بشقيها السياسي والسلاحوي، ولكن أيضاً بشكل متأخر!
كماتوقف الكثير من دول العالم „ مجموعة أصدقاء سوريا „، والكثير من التنظيمات السياسية والمدنية عن دعم هذه „ الثورة المضادة“. ولليوم لم تظهر بعد تنظيمات سياسية ومدنية وازنة على الأرض تمثل الثورة السياسية بشكل واسع!

يُلاحظ في الفترة الأخيرة انحسار التأييد الجماهيري لهذه التنظيمات الإسلامية - السياسية وللإخوان بعد توجيه ضربة لهم في مصر، وكذلك ضربات متتالية على المستوى السياسي والسلاحوي في سوريا.
من هنا، توجد اليوم فرصة ذهبية للقوى الوطنية والديمقراطية في سوريا: من مختلف الانتماءات العربية والكُردية ومن كل القوميات، لتوحيد جهودها في التنسيق والتوافق على :
مشروع ميثاق وطني ديمقراطي، وقيادة وطنية نزيهة له، من أجل إقامة الدولة الوطنية بدون تمييز على أساس الدين أو القومية أو الجنس أو الفكر.

النصر دائماً حليف الشعوب المناضلة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل دعا نتنياهو إلى إعادة استيطان غزة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. روسيا تكثف الضغط على الجبهات الأوكرانية | #غرفة_الأخبار




.. إيران تهدد.. سنمحو إسرائيل إذا هاجمت أراضينا | #غرفة_الأخبار


.. 200 يوم من الحرب.. حربٌ استغلَّها الاحتلالِ للتصعيدِ بالضفةِ




.. الرئيس أردوغان يشارك في تشييع زعيم طائفة إسماعيل آغا بإسطنبو