الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ماسوشية وسادية
وليد حسن الحلبي
2019 / 4 / 7كتابات ساخرة
لم يصدق الرئيس ما تسمعه أذناه، وقد أحاط به مستشاروه وقادة جيشه، لم يصدق عندما قال له مندوب الشعب بلهجة حازمة، ملؤها العزم والإصرار:
- سيدي الرئيس، لقد أرسلني شعبكم الوفي إليكم، راجياً منكم التلطف بتلبية رغبته وأمنيته.
- وأنا هنا رهن إشارة الشعب،،، ماذا يريد مني شعبي العزيز؟
- سيدي: بما أنه قد مضى علينا - نحن الشعب – حوالي النصف القرن من الزمن ورقابنا تحت نعالكم، فقد تولدت لدينا عقدة نفسية هي (الماسوشية)، والتي تعني الاستمتاع بالتعذيب لدرجة الموت، وكما أصيبت نفوس شعبكم الوفي بتلك العقدة، فقد أصابتكم أنتم عقدة نفسية تدعى (السادية) والتي تعني التلذذ بتعذيب الآخرين، ولو حتى الموت، لذا، ومن منطلق الوفاء لزعامتكم التاريخية، واعتماداً على وعودكم بأن تكونوا مخلصين لشعبكم الوفي، فأنا هنا الآن لكي أطلب منكم، باسم الشعب، أن تبادروا إلى تخليصه وتخليص أنفسكم من تلكما العقدتين، لذا نرجو أن تبيدونا كي نتخلص من عقدتنا، وبذلك تتخلصون من عقدتكم كذلك.
نظر الزعيم في وجوه قادة جيشه، فوجدها وقد ارتسمت عليها علامات الترحيب والإعجاب بما قاله مندوب الشعب، إلى درجة أن بعضهم لم يملك نفسه من التصفيق، بل وصل الأمر ببعضهم إلى تحية هذا المطلب الجماهيري العادل بالهتاف بتحية عبقرية شعبهم. ولما تساءل الرئيس عن كيفية تنفيذ هذا المطلب الشعبي، ذكّره مندوب الشعب بأن شعبه قد أنفق من قوت يومه وعرق جبينه على قواته المسلحة، التي يعتمد عليها في أن تكون خادمة لما يطلبه شعبها منها، فازداد حماس القادة العسكريين، وانفرجت أسارير الرئيس، وأوعز إلى قادته أن يكونوا وجنودهم جاهزين لتنفيذ رغبة الشعب.
في الأيام التالية لهذا اللقاء التاريخي الفريد من نوعه، بدأ القادة وجنودهم بتنفيذ مجازر قتل فيها المئات من الشعب المخلص، فطلب نائب الشعب أن يقابل الرئيس مرة ثانية، وقدم إليه التماساً عاجلاً من الشعب لزيادة وتيرة القتل، ولما تذرع الرئيس بأن بعض القادة والجنود يمتنعون عن تنفيذ الأوامر، هون عليه المندوب الأمر، فاقترح على الرئيس أن يرسل بعض عناصر استخباراته باللباس المدني لكي تطلق النار على الضباط والجنود، وبذلك يستفزونهم للانخراط في المعركة التي هدفها النبيل تخليص الشعب من عقدته النفسية، وكذلك عقدة الرئيس وحاشيته.
وبالفعل تم تنفيذ هذه الخطة بنجاح منقطع النظير، فبعد شهر أو نحوه، لم يبق من الشعب أي فرد على قيد الحياة، وبذلك نجح الرئيس في علاج نفسه وشعبه، فأقيم نصب تذكاري لـ (الشعب المجهول) وقام الرئيس وقادة جيشه البواسل بوضع إكليل من الزهور على النصب، وعليه شريط أسود كتب عليه بخط أبيض:(هنا يرقد الشعب المجهول، الذي ضحى بنفسه من أجل علاج نفسه وعلاج رئيسه ونظامه).ومنذ ذلك اليوم والرئيس وحاشيته يعيشون بسعادة تامة، كيف لا وقد ضحوا بسمعتهم وشرفهم من أجل تحقيق مطلب شعبهم العظيم.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. هذا ما قالته الممثلة مي سحاب عن سبب عدم لعبها أدواراً رئيسية
.. -مساء العربية- يفتح صندوق أسرار النجم سعيد العويران.. وقصة ح
.. بيع -الباب الطافي- الذي حدد نهاية فيلم تيتانيك بسعر خيالي
.. الفنان #محمد_عطية ضيف #قبل_وبعد Podcast مع الاعلامي دومينيك
.. الفنان عبد الرحمان معمري من فرقة Raïm ضيف مونت كارلو الدولية