الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأثيل المقدس 4: السعي للدين،سعي للسلطة

احمد زكرد

2019 / 4 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إمتلاك السلطة إمتلاك الأشياء، إمتلاك القدرة على تأويل التاريخ و الثرات ليخدم مصالح من يمتلكها ؛ بمعنى السيطرة على الماضي من أجل إحكام القبضة على الحاضر  وتوجيهه.  وذلك يتأتى عندما يغيب التفكير الحر و تلغى الأسئلة يصبح من السهل  القبول بالسلطة و الخضوع المطلق لها وتقديس رموزها ،  هذا يدفعنا لتقصى ما السلطة واين تكمن في مجالنا التداولي الاسلامي ؟
 لن ندهب بعيدا في لحظة التقصي هاته بل سنقف عن اقرب لحظة مفصلية شكلت حاضرنا ، حيث حبك التاريخ والثرات وهي لحظة تشكل السلطة الدينية ؛ لحظة الوحي ( صدر الاسلام )  من المعلوم أن فترة الوحي تنقسم الى قسمين ، الاولى في المكة و الثانية بالمدينة . لكن هناك اختلاف كبير جدا  من حيت الكم والكيف  ؛ فالاولى  فترة التسامح والتراحم والتعايش  ونشر القيم الاخلاقية  وكان الدين الاسلامي دين اختياري ( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ( لا اكراه في الدين ) ...  الى اخره  . لكن الفترة الثانية  بعد الهجرة الى المدينة ، تتغير لغة الخطاب ؛  حيث تميزت هذه الفترة ببسط السلطة وفرض الاسلام بالقوة والقتل و الغزو  حيث اصبحت كل الوسائل مشروعة ( الغاية تبرر الوسيلة )  من أجل الغاية التي كانت تتوارى خلف  نشر الاسلام والتي هي قيام دولة سياسية غايتها السلطة  والجاه ...  و برر ذلك باسم الدين  : ( كتب عليكم القتال ) ( قاتلو الذين لا يؤمنون ) ( فإذا لقيتم الذين كفرو فاضربوا الرقاب ) .... الى اخره هناك الكثير من هذه الايات القاسية التي تحت على القتل و الارهاب .  هكذا فيبدو لنا ان الاسلام انتقل بين طرفي نقيض، من تقديم رسالة روحية الى تقديم منظومة قتالية .
منذ ذلك الحين و نحن نعيش نفس المشهد ؛ نعيش سلطة النص الديني ونعايش تأويله بغية الهيمنة على الطبقة المحكومة ( الرعية / العبيد )  . إذن هنا السلطة الدينية اصبحت في خدمة السلطة السياسية او بالاحرى انتقلنا من الديني الى  الدنيوي ؛  فمنذ البداية كان الدين مجرد وسيلة لبسط السلطة ( فما الذي يمنع حكامنا من استعماله اليوم من اجل اغراضهم السياسية ؛ كإيديولوجيا ما تفتأ تغيب حتى يأتي من يجددها  كأفيون لتنويم العقول ) هكذا فالتوحيد بين سلطة النص الديني وسلطة الفعل السياسي امر خطير في انتاج المعارف ،او بالأحرى  فالعقل العربي لم يعد عقلا منتجا  بل فقط عقلا تبريريا ؛ اي البحث عن نص او خلق نص ديني لتبرير موقف سياسي او معارضته  ( تجار الدين) ،  حيث يصبح رجال الدين متواطئين و تبريرين لرجال السياسة ؛ اي انهم اداة في يد جهاز الدولة لقمع المخالفين في الرأي بإسم الدين .
لا ريب ان الشر موجود في طبيعة الانسان ، لكن لا يوجد شر وطغيان أكثر من انكار حرية البشر في التفكير و الاعتقاد ، و قتل كل مخالف ضاربا لكل المبادئ الانسانية عرض الحائط .
فلا مفر من هدم هذا المورث الذي يستوعبنا من اجل تحرير العقل من سلطة النص الديني واطلاقه حرا يتجادل مع الطبيعة والواقع الاجتماعي والانساني ، وكذلك مع الميتافيزيقا بكل حرية وبدون خوف . سأختم بعبارة لتشارلز كالب كولتون يقول :( الانسان يجادل في الدين: يكتب عنه: يقتل من أجله, ويموت لأجله: يفعل كل شئ ماعدا
أن – يعيش من أجله).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية: نرحب بأي قوة عربية أو إسلامية في غزة لتقديم المساعدة ل


.. تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل




.. العقيدة النووية الإيرانية… فتوى خامنئي تفصل بين التحريم والت


.. العالم الليلة | ليست نيتساح يهودا وحدها.. عقوبات أميركية تلا




.. شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ