الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شارع الحرية 14

هيثم بن محمد شطورو

2019 / 4 / 8
الادب والفن


ـ تراها هل يسعـدها تـفكير شخص ما فيها كحالة شيزوفرنيا؟ حالة من الشقاق؟ حالة من البلاهة؟ أريد ان أعرف هل من الممكن ان تصل الى كوني من الممكن ان أراها فتاة بلهاء؟
ضحكت منية وهي تبعد بأنامل اصابعها البيضاء خصلات من شعرها عن عينيها. قالت:
ـ فعلا. لا أتصور انها تـفكر على هذا النحو. انها صديقـتي وأعرفها. انها تـدعي ان لها كوابح من العقل قوية. ترى فيما تسميه شيزوفرنيا حالة إيجابـية من ضغط المشاعر وحكم العقل بوأدها. انها ضحية التربـية الدينية. الدين يا حبـيـبي يخلق حالات مرضية فظيعة. تكمن فظاعتها في الإعتـقاد الجازم بالصحة، وبالتالي الحسم في إمكانية عدم النظر الى النفاق كأمر سلبي معيب. بل العيب في العقلية الدينية ان لا تكون مزدوجا ومكبوتا ومنافـقا وخائـفا.
قال احمد:
ـ المسيحية مرض عضال أصاب اوربا. هكذا قال "نيتـشه". الوعي الديني هو الوعي الشقي عند "هيغل". لكن لا أتصور ان المشكلة في الوعي الديني هنا. أعتـقد انها حالة من الكبرياء عظيم. انها معتـدة بنـفسها الى أبعد الحدود في شخصية انطوائية خجولة. هذا الإعتداد بالنفس بعقل يخاف العالم ولذلك يواجهه بالنفي المطلق. هذا النفي المطلق يستـدعي بديلا مطلـقا. قد يكون هذا البديل الدين او أي أيديولوجيا، ولكن الذي تطلبه هذه النفس المرعوبة من العالم هو بديل مطلق لنفي مطلق للواقع.. لكنها لا تعي أنها بذلك تُحكم دائرة الوهم والعيش الواهم لنفسها. ذاك ان الحياة مغامرة في المجهول..
صفـقـت منية بابتـسامة عريضة وهي تـقول:
ـ برافو.. فعلا.. انا أعرف سبب تصرف سلمى معك بهذا الشكل في الكلية. انت لا تعلم أنى اول مرة حين نزلت من عندك كانت هي واقـفة عند باب شقـتـنا. طبعا إعتـقـدت ان شيئا حدث بينـنا..
ابتسم وقال:
ـ بل أشياء حدثت بينـنا..
ضحكت.. قالت:
ـ أشياء رائعة.. اليس كذلك؟
ـ بل مذهلة.. اوه.. اذن حين تعرف السبب يـبطل العجب.. الآن أصبحت الرؤية واضحة، برغم أنى توقعت شيئا من هذا.
ـ لم ألتـقي بها من ساعتها. الحقيقة أنى اشتـقت اليها.
قال:
ـ من المفـترض ان تبادري انت بالذهاب اليها.
ـ لماذا؟
ـ لتهشمي جدرانها البلورية..
ضحكت وقالت:
ـ أنت تـقصد لأسهل عليك المأمورية..هه.. مثلما سهلت عليك مأمورية تجدد غادة وتـقـدمها الى الامام في الإنـفـتاح على العالم..
نظرها بابتسامة ملؤها الحب، ومسك خدها بإبهامه وسبابته ثم بسط كـفه على خدها وداعبها بلمسات خفيفة قصيرة، أرفـقها بالقول:
ـ ليس من أجلي. يعني أنا لا أفكر فيها. لا أريدها. بصورة أدق أني لا أفكر بهذه الطريقة. طريقة الغازي او الصائد مع الجميع. لا يمكـنـني ان أفكر بهذه الطريقة. أنا فقط أفكر بمنطق الرغبة في التعارف والرغبة في علاقة إنسانية لأن ثراء الوجود هو في تعارف الأرواح بعضها على بعض. ثراء الوجود في انفتاح الذوات الإنسانية على بعضها. هذه هي الثـقافة والحضارة.
ضغطت على كفه بيدها وهي تجره الى خارج المقهى.
***
وماهي إلا لحظات من التـفكير، بعد مغادرة منية، حتى أدرك انه واقع لا محالة في تلك الحالة غير المفهومة. ذاك الانجذاب الذي كأنه الى بئر عميق ولكنه في اتجاه السماء وليس في اتجاه أعماق القـشرة الأرضية. ماء السماء من الحالة النورانية المبهرة التي كأنها الوجه الآخر لماء الأرض. وما ان تـداعت خواطره الذهنية حيث لازال واقـفا هناك بلا كراس ولا قـلم، حتى تلاشى كل شيء امامه. فعلا فكل شيء قد تلاشى. بالفعل. كأن كل شيء مجرد وهم. ما هي الحقيقة وسط كل ذاك الضجيج من الأوهام؟ انه لا جسد هو كذلك. يكاد لا يحس بنـفسه جسدا. انه أنـا مخطوف اليها. عينيها. يا لعينيها. يا لبريق عينيها. يا لجمال عينيها. عيناها تسحبانه بجاذبـية كبرى بل تهزه هزا لتخطفه من وقع الجاذبية الأرضية. يا لها من تؤدة شيئا فشيئا ثم من هزة عنيفة ثم كأنه زلزال رهيب ثم تـتـداعى كل الأفكار والتمثلات. لا شيء تماما. لا شيء بالمرة. لا شيء. الا هي بانخطاف عذب مبهر نحو قلب الجمال. نحو ما وراء العالم. نحو الانشداد الى ما هو ليس بالمرة ابدا يمكن ان نطلق عليه أي تسمية كانت. انه المجهول الأكبر. لكنه فقط.. جاذبـية ساحرة عظيمة...
ربما هي كذلك لم تكن تعي بما تـفعل. ربما بكل بساطة تصرفت بمثل ما يعتمل في وجدانها بنـفـس ذاك الإحساس من الروح الثـقيل الهابط فجأة والذي يصعب تحمله، فلم تـقدر على مبادلة الابتسام بالابتسامة، واستـدارت وكأنها تهرب من لفحة النار.
وقد كان قبلا مع آلهته يعتبر نفسه لازال ناقصا في التجارب والفكر ليتمكن من وعي نفسه وبالتالي العيش للحالة بتملك لذاته وبالتالي النجاح في الوصال. طيب. الآن. بعد كل هذه التجارب. بعد التحرر الجنسي. بعد اكتساب الثـقة في النـفـس. الآن والأحداث لازالت جارية في التجاوز بما هو الضحك خجلا من سلم بدأ الصعود اليه بكائن أخلاقي خجول. بعد كل ذلك، ينخطف بسرعة البرق ويجد نفسه في نفس الدائرة من الانسحاق الذاتي..
إنـتـبه الى هذه الفكرة.. اوه. فعلا. الحب الحقيقي هو محو للذات. محو للأنا. ذوبان في الآخر.. اوه. لا. ليس ذوبان في الآخر. تلاشي في عذوبة عظيمة..لا. تلاشي وسفر في الأعماق الغائرة في.. في ماذا؟ لماذا تحضر الآن كلمة "الله"؟ ...
لماذا يترافق هذا الإحساس بالتسامي؟ لماذا تحضر في حضرته كل رموز التسامي؟ لماذا ينبثـق به ومعه التعالي نحو الكلي والشمولي والذوبان بغبطة في الكوني؟
ألا يعني ذلك ان هذا الشعور في النهاية هو انسحاق للفرداني في الكلي؟
ألأجل هذا نـتـنـسمه كأمر روحي جليل عظيم؟ هل الروحي أعظم عذوبة بما لا يُقاس بالمتعة الجسدية برغم كونها تلاحما للأرواح في تلاحم الأجساد؟
***
ومساءا حين عودته الى الشقة في حدود السابعة وجد غادة. ما من قراءة أكثر لغزية للحركة الصاخبة في زمن قصير قادرة على فك شفرات الوجود الواقعي العيني على مستوى النفس التي كأنها بحر بأمواج متلاطمة. لكن، يا للروعة. تـنـقاد نفسه الآن كليا الى جسر لندن او ساعة "البيغ بنغ"، مثلما خيل له انه انـتـقـل فجأة من الصحراء عابرا البحر الشذي بعطره الابدي الساحر. يدرك جيدا انها مجرد تـشبيهات لا علاقة لها بالحقيقة الموضوعية. الحقيقة ان الانسان كائن شقي بوعيه ووجدانه.
مع غادة يكون مع الوجود المحدد بالمربعات والأشكال الهندسية الواضحة. هذا مكمن سحر غادة.
وكانت أكثر تألقا وسحرا ورائحة عطرة وجسد متعاري وعينان تـتـقدان. اغتسل هو الآخر، بعد ان نزل لتأثيث سهرة تـليق بالعودة المتجاوزة. لاحظ انها تخلصت من كتلة من الكبرياء كانت تحتـفظ بها. لاحظ كذلك انها انـشـقت على نصفين بين مهاترات تـنم عن الثرثرة وأحاديث جدية.
قالت:
ـ أنا مغرمة هذه الفترة بنضالات السود أو الأفارقة.
ـ خاصة في جنوب افريقيا وتولي "نلسن مانديلا" الرئاسة.
ـ نعم. بعد سبع وعشرين سنة من السجن يخرج ليتولى الحكم.
ـ بعد استعمار استيطاني عنصري أراد اقـتلاع الناس من أرضهم بكل وحشية وعنجهية اوربـية حمقاء ومجنونة ومجرمة. إرادة الشعوب لا تُـقهر.
كان الحديث مؤثـثا بكأسين يتلونان بالأبيض الناري المتـدفق كسيل حارق يلهب الوجدان ويُـبخر النفس. قالت:
ـ الزعماء هم فعلا حلم شعب مجسد في ملامح وجه وكلمات ومواقـف تعبر عن مكنونات الشعب الغائبة عن نفسه الواعية. لذلك فالشعب المحظوظ هو الذي يأتيه زعيم حقيقي عظيم..
شربت كأسها من مادة "الدجين" الحارقة في جرعة واحدة. أردفت قائـلة:
ـ لكن المصيـبة ان هذا الحلم يصر ان يحول نفسه الى كابوس في نهاية المطاف.
ـ لا أتصور ذلك مع "مانديلا". أي سقوط جدار برلين وثورات اوربا الشرقية حددت ملامح العالم في مطلب الحرية السياسية ضد الاستبداد. مقولة السلطة تـتهشم وتـفـقد هالتها وقدسيتها.
قالت:
ـ على كل. كل إناء بما فيه يرشح. وإننا حين نكون قد بلغنا فعلا عتبات الجنون فانه يستحسن بنا ان ندخل العالم من أبوابه الواسعة.. الحرية.. هي الكلمة الساحرة.
شربت كأسا أخرى. على غير عادتها. نسق متسارع في الشرب. تـقوم من مقعدها وتـقـف وتـقول:
ـ الحرية. ما أعظم الحرية..
وتـنـزع روبها البرتـقالي اللون وتجلس ثانية على مقعدها وهي عارية بالكامل. جسدها الرشيق الممشوق القوام عاري بالكامل. وبفعل الشامبو كان يلتمع.
ـ اليس هكذا أفضل؟
رأى غنجا في تعبيرات الوجه وطريقة نطق الكلام. رأى كذلك اعترافا كاملا بجسدها أمام نفسها وأمامه.
ـ ربما. يعني.
رأى شفافيتها القصوى معه، ورأى انه غدا كأنها هي ما بينها وما بين نفسها.
أشعل سيجارة ثم قال:
ـ هكذا أفضل..
إلا أنه لم يستطع مجاراتها في الأمر. لم يستطع تعرية نفسه. الحرية مرهقة. لكن من جهة أخرى فدلالة الشفافية مع الآخر ليست وحدها طرف المعادلة. الجمال والتـناسق العظيم في خطوط الجسد والمتعة الحقيقية في التعري. لا يجد الرجل متعة في التعري بل بالعكس. جسد الرجل يكتمل باللباس بمثل ما يكتمل ظهور المرأة بالتعري. المرأة والرجل كالليل والنهار.
كأسا أخرى وكأسا وتحت وطأة التعرجات الرهيـبة لمقالات الشفافية المتوارية تـتحرك. ترقص حينا وتجلس حينا.
من بين ما قالت في تلك السهرة:
ـ اعرف تماما ما يشدني اليك. انت وعالمك بمجمله والى غاية الآن تمثل البنية التحتية والفوقية التي تجعلني أعبر عن نفسي أكثر فأكثر وبالتالي أكـتـشف نـفـسي أكثر فأكثر. هذا رائع جدا. انت شاب غريب. استـثـنائي. انت مزيج غريب جدا. فكل ما تـقوله وما تـقوم به يقـنعني. تـظهر ان عاطفـتك جافة ولكن بالعكس. لك عاطفة فياضة ولكنها معقلنة وتخضعها للمعقولية والمعرفة فـتـبـدو جافا من الناحية العاطفية. انت لا تريد ان تعيش بلا فهم وبلا منطق. هذا ما يشدني اليك.
رد عليها قائلا:
ـ تعجبك هذه الصفات لأنك انت كذلك تحملينها. تـتـكلمين عني وكأني أتكلم عنك. فعلا. أنت جعلتـني أعبر عن نـفسي بطريقة أفضل وأخرج مكامنها الى ضوء النهار..
ضحكت وقالت:
ـ الطيور على أشكالها تـقع.
لكنه كان ممزقا. ربما أحست هي به غير متلهف عليها كعادته. أرجعت السبب الى عريها الكامل، فالإغراء يتطلب اللباس المغري المتماوج بين الكشف والحجب. فكرت بدل ارتداء قطعة ثياب المضي أكثر فأكثر في مشهدية التعري الكامل. أحست بمتعة عظيمة في تعريها ذاك، وتركت نـفـسها تـقودها الى المزيد. ماذا تريد؟
قالت:
ـ تعرف ماذا أريد؟
ـ المص وابتلاع مائي..
ضحكت وقالت:
ـ الآن أريدك أن تضربني على مؤخرتي بحزامك.
رمقها بنظرة ملؤها الدهشة، الا انه سرعان ما تذكر مقولة "المازوشية" التي تكلم عنها "فرويد". قال:
ـ يعني تـشتهين الألم؟
ـ الألم العذب.
ـ ولكنك تعلمين أني لا أحب العنف ولا الضرب.
ـ لا تحبه بعـقـلك ولكن أكيد تحبه بشهوتـك..
ـ لا يا عزيزتي. لا أتصور ذلك. أنت تعلمين أني لا أسكر.
ـ لنجرب. أنا أريد ضربي على مؤخرتي.. أنا متأكدة أن ذلك سيشعلك كذلك.
قامت مباشرة من مقعدها بسرعة ووضعت كفها على فمه لكي لا يضيف كلمة أخرى. ثم نـزعت حزامه من سرواله وناولت نفسها ضربة قوية على مؤخرتها، وقالت:
ـ اوه. أريدك ان تشعلها ضربا.. هيا.
وناولته الحزام وفي نفس الوقت تـنهضه من مقعده الذي بدا أنه مشدود اليه. وقام بـتـثاقـل، وتبعها الى الفراش، ومدت جسدها على الفراش منبطحة على أمامها بوجه مائل الى جهة اليمين.
وقـف ينظر اليها ببلاهة. بعدم رغبة وبعدم تـقبل للموقف. قالت:
ـ هيا عزيزي إضرب.
وهوى بضربة أصابت فخذيها. قالت:
ـ هذه لمسة وليست ضربة. اريد على المؤخرة.
هوى بضربة أصابت المؤخرة، الا أنها اشتكت قائلة:
ـ ما هذا؟ إضرب بقوة.
كانت الضربة الموالية أقوى بحيث أحدثت صوتا، فقالت:
ـ أقوى.. هيا..
"إنها ليست غادة التي أعرفها". يا لجسدها المغري. وهوى بضربة قوية انـتـفضت لوقعها مصدرة آهة قوية. لم يعاود بضربة أخرى حتى قالت:
ـ اضرب. أقوى وأقوى..
تملكته رعشة خفيفة ناتجة عن تصاعد الدماء بكثافة الى الدماغ نـتـيجة اتـقاد الشهوة بفعل تمثل متعة الضرب لهذه البشرة اللينة والقوام الممشوق. هوى بضربة قوية وألحقها بأخرى وأخرى، وهي تصيح وتطلب المزيد، ثم كأنه تذكر نفسه فتوقـف. اشمئـز من نفسه ومن تمتعه بضربها. توقـف. قالت:
ـ أكمل.
كان سيطلب التوقف عما كان سيطلق عليه بالمهزلة، ولكن دقات خفيفة على الباب منعته من الكلام. غطت نفسها، وهي تـتساءل عن الزائر في الحادية عشر مساء. قال:
ـ انها دقات منية.
رفعت عنها الغطاء، وقالت:
ـ أتت في وقـتها.
دخلت منية. كانت تسمع تأوهات غادة. فرحت حين وجدت ما توقعته. قالت موجهة كلامها لأحمد:
ـ لم أتصور أنك انسان عنيف.
قالت غادة:
ـ فعلا انه ليس عنيفا. انا طلبت منه ذلك.
ضحكت منية وقالت:
ـ سأعزف سمفونية ملتهبة على مؤخرتك.. هذا الحزام ضربته خفيفة وضجيجها أكبر من وقعها.
وتوغلت في ارجاء الشقة تبحث عن عصى، فلم تجد غير عصى المكنسة التي فصلتها عنها، وكسرتها في منـتصفها..
ثم طلبت من غادة قائلة:
ـ الآن سألهبك. لا تطلبي مني التوقف ولا تصيحي فنحن في عمارة.
وانهالت عليها بالضرب المبرح العنيف على مؤخرتها التي كانت تـزداد حمرة شيئا فشيئا..
أما أحمد، فانه عاد الى مقعده وأشعل سيجارة وصب له كأسا، وتحت وقع الضربات الملتهبة والكلمات الشهوانية التي لا يريد سماعها، اتجه الى البلكونة ليستـنـشق الهواء. شارع الحرية هادئ نسبيا. وتمثلت سلمى أمامه. تمثلت سلمى الملاك البريء. تمثلت سلمى الجمال النوراني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع


.. سر اختفاء صلاح السعدني عن الوسط الفني قبل رحيله.. ووصيته الأ




.. ابن عم الفنان الراحل صلاح السعدني يروي كواليس حياة السعدني ف


.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على




.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا