الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرية لغسان الفاضل !حول اعتقال صاحب مقهى من قبل بلطجية السلطة الاسلامية الطائفية بسبب ارائه

عصام شكري

2019 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


الحرية لغسان الفاضل !
حول اعتقال صاحب مقهى من قبل بلطجية السلطة الاسلامية الطائفية بسبب ارائه



تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صور شاب عراقي حليق الرأس ومهان بملابس السجن يدعى غسان الفاضل. هذا الشاب هو صاحب محل مقهى تعرض محله الى المداهمة والتخريب من قبل قوات امنية بينما تم اعتقاله هو وتعرض للاهانة والضرب على ايدي الجلاوزة بسبب ما قيل انه سخرية من احد أئمة الدين الاسلامي. كما تناقلت الاخبار ايضا ان الشاب اتهم بانتمائه لتنظيم داعش الارهابي تمهيدا لتصفيته وانه الان معتقل ويتم ممارسة الاهانة والتعذيب ضده. حياته الان في خطر داهم بسبب ذلك.

بمعظم دول العالم العلمانية لا يمارس القمع وتكتيم الافواه واهانة البشر بسبب ارائهم الا في الدول التي تعاني وتأن من وطأة حكم الاسلام السياسي. في الدول العلمانية تعد حرية التعبير والنقد مكفولة (بدرجة او باخرى ولكن بحدود دنيا) حتى لاكثر الشخصيات قدسية لدى السلطات الحاكمة. من اوربا وامريكا حتى استراليا وافريقيا وكندا بل وحتى في دولة اسرائيل العنصرية، بامكان اي كاتب او مخرج او ممثل او اديب او صحفي او شاعر او اي مواطن او مواطنة عادية ان ينتقد عيسى او موسى واتباعهم، ان ينتقدوهم ويكشفوا عيوبهم، او يسخروا من قدسيتهم او خرافاتهم الخارقة للطبيعة كالمشي على الماء او حمل دون مضاجعة او شق موسى للبحر الميت بعصا خشبية بائسة. لا احد يفعلها الا في العراق والدول التي ترزح تحت حكم الحركة البربرية المسماة الاسلام السياسي.

في العراق تعيش الجماهير حالة دائمة من الرعب والهلع من اي نقد او تمتع بحد ادنى من حرية التعبير لنقد رموز الاسلام السياسي الطائفي. سبب هذا الرعب هو ان القوى الحاكمة لا ترى فاصلا بين سلطتها الرأسمالية وبين ايديولوجية سلطتها هذه (اي الاسلام بما فيه شخوصه ورموزه). وفي هذه الحالة فان الامر يتعلق بنقد الجذر الفكري لحركة الاسلام السياسي الشيعي اكثر مما يتعلق الامر بنقد شخوص الاسلام الواقفة ببلاهة خارج نطاق النقد. يجب ان نعي هذه النقطة. اعتقال هذا الشاب هو قمع سياسي.

ان نقد الائمة الشيعة او السنة اذن يجب ان تفهم ضمن الاطار السياسي لكونهم ركائز ايديولوجية لحركة سياسية رأسمالية فاشية تستولي على السلطة بالقمع والارهاب وهذه الممارسة هي جزء من البلطجة الاسلامية. ليس لان تلك الشخصيات معصومة او خارج النقد او تقف فوق البشر. اي شخص ينتقد تلك الشخصيات يعامل بوحشية اكبر ممن يقال انه يأتي "الكبائر او الموبقات" كما يسميه الملالي والمشايخ المتخلفين عقليا كشرب الكحول او ممارسة العلاقات الجنسية والعاطفية حسب رضى الطرفين او السرقة او البلطجة وتهديد الاخرين بالسلاح او انشاء العصابات الدينية على شاكلة عصابات السلطة الحالية الشيعية والسنية والقومية.

كل ائمة ومشايخ الاسلام بمعصومهم وغير معصومهم؛ بحججهم و آيات اللههم ، بملاليهم وشيوخهم ومشايخهم، بمدارسهم المشبوهة والممولة من الخارج، وبكل مراكز ومدارس الفرز الايديولوجي الطائفي الاسلامي السامة هم بشر عادي جدا (ان لم اقل انه ادنى قدرات عقلية من البشر العادي). افراد او شخصيات ليس لها اي قدسية. لا في وقتها ولا الان. تماما كما ان اي مفكر او كاتب او عالم او شخصية سياسية لم يكن مقدسا في عصره وليس مقدسا اليوم (الا اذا وضعته السلطة مقدسا لا يمس بسبب طائفيتها الدينية).

ان قدس اقداس الاسلام محمد لم يوصف بانه شخص خارق او له سمات لا بشرية او الهية بل وصف بانه شخص عادي جدا (أنما انا بشر مثلكم...). فان كان محمد بشر عادي. لم اذن احد تلاميذه المخلصين غير عادي ويقف خارج النقد او فوق البشر؟ لماذا؟.

ان التأريخ يعلمنا انه على مدى تطور البشرية لم يتحرك المجتمع قدما الا من خلال دحض والسخرية من النظريات والشخصيات التي تعتبر مقدسة. على مدى التأريخ؛ من سقراط الى كاليليو، من كوبرنيكوس الى موليير ومن جان دارك الى كارل ماركس. هذا هو مسار التأريخ وجوهر تقدمه. الصراع بين الحرية وبين القمع. بين حرية النقد وبين قمع هذا النقد لاجل ادامة الاوضاع كما هي. لمصلحة الحكام والطبقات المستفيدة.

ان القمع الذي يمارس ضد هذا الشاب الذي يسميه المثقفين في العراق وبعض الافاقين المعتذرين للسلطة بانه انسان جاهل او تافه يستحق ما يفعل به لانه "تجاوز" هو ايضا اعتذارية واضحة للسلطة الميليشياتية وتسليم بدروسها البليغة في اثارة الرعب الاجتماعي. المجتمع كله يعرف كيف ان هذه الميليشيات هي نفسها تضحك بملئ شدقيها عندما يتم اهانة وسب شخصيات اسلامية اخرى او مسيحية او يزيدية او بهائية او صابئية ولكن تبدأ بوضع المحرمات وتمارس القمع عندما يتعلق الامر برموز حركة الاسلام السياسي الشيعية تحديدا.

نحن في منظمة الدفاع عن العلمانية والحقوق المدنية في العراق ندين بشدة هذا الارهاب الارهاب الاسلامي التي تمارسه السلطة وميليشياتها بحق هذا المواطن الشاب الذي نزعت عنه انسانيته لانه عبر عن رأيه. وان كان هذا الشاب قد سخر او انتقد احد رموزهم الدينية فلهم ان يعرفوا اننا ندعو الى حرية النقد والسخرية والطعن باي شخصية او فكرة او نظرية او ثقافة دون اي اعتبار لمكانتها سواء لدى السلطة او لدى المعارضة او لدى ما يسمى "الشعب". معيارنا الوحيد هو حرية النقد غير المشروطة. لا شئ خارج حدود النقد ولا شي يحدد حرية النقد. حرية النقد والتعبير يجب ان تكون حرية متاحة للجميع والنقد متاح ضد الجميع بما فيه من يقوم بالنقد نفسه (اكتب ضدي واسخر مني ولي الحق ان اكتب بدوري ضدك واسخر منك). لا شئ مقدس؛ لا على الارض ولا في السماء. الحرية دون قيود او شروط.

اطالب باسمي ونيابة عن منظمة الدفاع عن العلمانية والحقوق المدنية في العراق باطلاق سراح الشاب المعتقل والاعتذار له وفضح من اعتقله من الميليشيات او القوات التابعة للميليشيات الدينية الطائفية الحاكمة. واعد بان المنظمة ستعمل على فضح من يمارس البلطجة داخل العراق وفي المحافل الاقليمية والدولية لممارستها تكميم الافواه والتشهير وتعذيب واهانة البشر لارائهم. نطالب بانزال العقوبة بمن يقوم بهذه البلطجة الرسمية ونطالب بصورهم لنشرها على وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي والانترنيت. لن يمر اهانة البشر بسبب ارائهم او ميولهم الفكرية او معتقداتهم بسهولة.

الحرية لغسان الفاضل فورا!
نعم لحرية التعبير غير المقيد ولا المشروط!
لا لتكميم الافواه من قبل سلطة الميليشيات الطائفية!
نطالب بدولة علمانية لا دينية ولا قومية!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف