الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
سدُ الموصل: لماذا التلويح المستمر بالإنهيار سواءٌ بتفريغه من خزينه الإستراتيجي أو عند أمتلاءه الى المناسيب التصميمية؟
رمضان حمزة محمد
باحث
2019 / 4 / 12
مواضيع وابحاث سياسية
كانت عملية تفريغ سد الموصل من خزينه الإستراتيجي بالتزامن مع إدعاءات الجارة تركيا بإملاء سد إليسو التركي وبنفس السعة الخزنية لسد الموصل (11) مليارم3، هذه كانت مؤشر البدء عملياً بإخراج سد الموصل من الخدمة، ولكن لم تفلح تلك الجهود لأنه أعقب ذلك مباشرة سنة مطيرة غير إعتيادية وحولت حال العراق من بلد يعاني شحة وأزمة مياه الى بلد يعاني من مياه السيول والفيضان ، فاليوم جميع السدود العراقية ومنها سدُ الموصل تقترب من الإمتلاء الى حدود المناسيب التصميمية بفعل شدة الهطول المطري والتراكم الثلجي في أعالي حوض نهر دجلة والفرات في هذه السنة الهيدرولوجية الرطبة جداً، وإذا كانت هناك مصداقية بان الشركة الإيطالية قد أدت ألتزاماتها باكمال ستارة التحشية الى الأعماق والمديات التي حٌددت من قبلها لتحسين ستارة التحشية وضمان تعدي المنسوب الذي أٌشر من قبل مجلس الخبراء العالمي وباشراف الفيلق الهندسي للجيش الأمريكي ب 319 متر ومن ثًم الى 322 متر فوق منسوب سطح البحر للوصول الى المنسوب التصميمي 330 متر فوق منسوب سطح البحر، فنحن اليوم أمام ذات النتيجة ليكون موضوع سد الموصل ومدى سلامته "البعبع" الذي يبقى حاضراً بالتزامن مع هذه الوفرة المائية وبدلاً من الحديث بنشر تباشير الخير وتشغيل مشروع ري الجزيرة وزيادة قدرة توليد الطاقة الكهروماية من السد ، هناك من يصرٍح للإعلام بان سد الموصل على وشك الإنهيار هذه الأيام بسبب أمتلاء خزان السد، وإذا أردنا أن نرجع بالذاكرة قليلاُ الى العام 2006، نرى بان أستمرار سيناريو الإنهيار كشبح يلاحق العراقيين على مدى الخمسةعشرة عاماً الماضية هو لتحقيق نفس الغاية هو ""إخراج سد الموصل من الخدمة"" لصالح تركيا بعد إكمال سد إليسو التركي بنفس السعة الخزنية لسد الموصل وهو خزن (11) مليارمترمكعب من المياه، لان تركيا زادت من إصرارها بتشيد منظومة" سد اليسو – الجزرة" معتمدة على شركاتها وميزانيتها بعد سحب الشركات الاجنبية التي عملت في إنشاء هذا السد، وهذه لم تكن مصادفة بل بعدٌ نظر تركي وبدعم أمريكي بالتلويح المستمر لما سيؤل إليه مصير سد الموصل (إنهيار أو تفريغ)، ومنذ أن تم التلويح بإنهياره العام 2006 كما أشرنا الى ذلك، نرى في كل مناسبة هناك تحرك إعلامي دولي أو أقليمي أو من بعض المحسوبين على الملف المائي في العراق بإعادة نفس الشريط (الإسطوانة) القديمة بالتصريح بعدم سلامة السد لتهيئة الأرضية بتذكير العراقيين بان سد الموصل في خطر وقابل للإنهيار في اية لحظة، وبهذه المعادلة يريدون أن يكون سد الموصل خارج الخدمة الفعلية ليفقد العراق أكبر خزان للمياه العذبة من المنظور الإستراتيجي ولإفشال مشروع ري الجزيرة الإروائي وعدم توليد طاقة كهرومائية كطاقة بديلة ومتجددة وغير ملوثة للبيئة ، وبالتالي إفشال الرافعة الإقتصادية - الزراعية للبلد ( سلة غذاء العراق) وكنتيجة العمل على إدخال الاقتصاد العراقي المدعوم زراعياً الى نفق الأزمة وفقدان العراق لأمنه الغذائي، والعمل على تحول السد ومنشآته الى أطلال وهياكل ترابية وكونكريتية ليتغنى به العراقيين يوماً كسد مآرب. إن إخراج سد الموصل من الخدمة أياً كانت الطريقة أو الوسيلة أو التوقيت لا سامح الله سيكون خللاً كبيراً ومعالجة نتائجه لا تكون بالأمر الهيًن وسيترك آثارا سلبية في جميع مناحي وفقرات هيكلية الدولة العراقية ومستقبل سكانها كون منطقة الشرق الأوسط ستكون من أكبر المناطق المتأثرة بالمظاهر المناخية المتطرفة، ومنها موجات الجفاف التي ستساعد على تفاقم أزمة المياه وعندئذ لا مندم بعد على ذلك ان كان من سوء التدبير أو الإهمال ولات حين مندم.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. غالانت: سنصل إلى أي مكان يعمل فيه حزب الله في بيروت ودمشق وأ
.. تنديد بمحاولات جر الأردن للفوضى عبر دعوات تحريضية خارجية
.. نتنياهو يوافق على استئناف المفاوضات في الدوحة والقاهرة للتوص
.. وزراء في الليكود لا يعارضون عودة سكان شمالي غزة شرط عودة الم
.. اتفاق وشيك بين السلطة الفلسطينية وواشنطن بشأن تعديلات على رو