الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل صحافةٍ نظيفةٍ ديمقراطيةٍ

عبدالقادربشيربيرداود

2019 / 4 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


اليوم يقف عالمنا المضطرب على حافة الهاوية، بسبب الصراعات المستمرة، والمستعرة على مدار السنة، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بدفع من صُناع الأحداث وبإدارة خبيثة وماكرة ومباشرة من الشيطان الأكبر (أمريكا) تلك الحكومة المارقة التي تحولت إلى شركة أمنية مشبوهة لمن يدفع الأكثر. نعم أمريكا صاحبة المقالب السياسية السخيفة، والفبارك المفتعلة لنسف البنية التحتية للمنظومة الأمنية والاجتماعية والسياسية والقيمية ؛ من خلال إمبراطورية إعلامية قلّ نظيرها في عصرنا الحاضر، لأن الحروب الإعلامية اليوم لا تقل خطورة عن الحروب بالأسلحة الفتاكة، عِبر ترويج أكاذيب إعلامية صانعة للأحداث المؤثرة. ذلك التأثير الواسع على الصعيدين الإقليمي والدولي، لأن وظيفة الإعلام من وجهة نظرهم هي الترويجُ والإثارة، ومزيدٌ من الاكتساح والانتشار، فمزيدٌ من الكسب في أسواق الشهرة، وفيضٌ من الأرباح المالية، ولتذهب الأخلاق والقيم ومصالح الناس إلى جهنم التي ستؤويهم بإذن الله تعالى.
هذه التسويقات الإعلامية الضارة الوسخة، من تدليس وتضليل للرأي العام، بطرق احتيالية عجيبة؛ أثرت تأثيراً سلبياً على المسيرة الإعلامية في منطقتنا، فبرزت قيم وصفات وسلوكيات إعلامية ضارة؛ كالعشوائية، الانتقائية والانفلات بكل صفحاته، حتى انحسرت سياستنا الإعلامية في النفخ الإعلامي، الشحن الطائفي والتحريض على خطاب الكراهية، وإثارة الفتن والفوضى والبلبلة، وتزييف الحقائق، ونقل النقاشات العقيمة بين ساستنا، وخلافاتهم واتهاماتهم بعضهم لبعضهم الآخر، والتعمد في تضخيم الخلافات السياسية بين الكتل السياسية والحزبية وبين الحكومة؛ على وتيرة تسقط من هيبة الدولة لتأجيج الوضع داخلياً، وافتعال أزمات، وربطها - بالتالي - بالإرهاب والطائفية بانتقائية عالية الدقة؛ لتغدو في القادم من الأيام فايروساً ينخر في جسد الوطن، ضاربةً عرض الحائط آثار وحجم تلك النتائج، ويعلم الجميع أن لا شيء ينتقل أسرع من الصوت سوى الأخبار السيئة، والمفبركة بحنكة، تحت عنوان (السبق الصحفي) لأن الاقلام الهابطة والمأجورة - التي تخلى أصحابها عن الضمير الإنساني مقابل حفنات من الدولارات النجسة - حاضرة لإثارة قضايا خلافية عقيمة تضر بأمن وسلامة الوطن.
أضف إلى ذلك - وبحسب رأيي المتواضع - أن سبب تلك النكسات في عملنا الإعلامي، وظهور أقلام هابطة وألقاب فضفاضة؛ هو إفرازات المرحلة التي مرّ ويمرّ بها العراق وعموم المنطقة من منطلق (لا قيمة لكلمة لا تمتلك حصانة) في وجه فاسد أو محتل؛ لأن دور الإعلام هو نقل الحقائق إلى الرأي العام؛ بشفافية عالية وبكل حرفية؛ وتبصير الشعب بمجريات الأحداث، ومواكبتها، وتحدي الصعاب من أجلها، وتحويلها إلى إنجازات تضيء سماء الوطن، وتحصّن حدوده، والانتقال إلى إجراءات تصحيحية تقودنا باتجاه عقلنة الخطاب الإعلامي، مع التأكيد على حرية الإعلام. ولكن بشكل لا يسيء إلى المنظومة القيمية والاخلاقية للمجتمع العراقي، والتي لا تليق بتاريخ العراق الذي أنعم الله عليه بنعمة وثروة عظيمة؛ هي أبناء شعبه بكل قومياته وأطيافه وطوائفه؛ من الذين توارثوا - جيلاً بعد جيل - قيم التفاني، ومحبة الوطن، والتلاحم من أجل تطوره وازدهاره بلا هوادة.
على مراكز صنع القرار، وأصحاب الشأن تفعيل القوانين والتشريعات الخاصة بحرية التعبير، على ان لا تتجاوز حقوق وكرامة الآخرين، بحجة الحرية الشخصية لتأليب الرأي العام، واختراقه واحتوائه كما يجري الآن دون متابعة أو مراقبة أو محاسبة؛ لحساب جهات بعينها أو لمتنفذين يعملون في الخفاء كخفافيش الليل... وللحديث بقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله اللبناني يوسع عملياته داخل إسرائيل ويستهدف قواعد عس


.. حزب الله يعلن استهداف -مقر قيادة لواء غولاني- الإسرائيلي شما




.. تونس.. شبان ضحايا لوعود وهمية للعمل في السوق الأوروبية


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية.. وطلاب معهد




.. #الأوروبيون يستفزون #بوتين.. فكيف سيرد وأين قد يدور النزال ا