الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهزلة الانقلاب العسكري في السودان، استمرار الحراك الجماهيري

منظمة البديل الشيوعي في العراق

2019 / 4 / 13
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


مهزلة الانقلاب العسكري في السودان،
استمرار الحراك الجماهيري
تحققت أولى ثمرات الحراك الجماهيري في السودان حيث أزيل من على المسرح السياسي في البلاد والمنطقة الدكتاتور عمر البشير أحد ممثلي تيارات الإسلام السياسي والقومي الملطخة أياديه بالمجازر والقمع والتنكيل والذي حكم السودان حوالي 30 سنة. غير ان تنحيته من قبل القادة العسكريين والأمنيين من ضمن قوى النظام نفسه، وكما هو معلوم، تستهدف احتواء الحركة الجماهيرية والقضاء عليها.
لقد بدء الحراك الجماهيري في البلاد، وكما هو مألوف، منذ حوالي أربعة أشهر، بالاحتجاج على رفع أسعار الخبز والوقود حيث انتشر بسرعة إلى جميع مدن السودان وبات يتحول إلى حركة جماهيرية شاملة ضد النظام القائم وضد البؤس الاقتصادي وخنق الحريات السياسية والمدنية. يبدو إن التاريخ يعيد تجربة ثورة تونس ومصر عام 2011 ولكن هذه المرة في السودان والجزائر.
تحدى اليوم الملايين من العمال والكادحين، والشباب والشابات من مختلف أوساط الجماهير، الحكام الجدد من المجلس العسكري وأوامرهم بـ "حظر التجول" و"قانون الطوارئ " وعلى أثره استقال وخلال اقل من 24 ساعة رئيس المجلس العسكري عوض بن عوف وبذلك شهد العالم ظهور تاريخ جديد وطور نوعي في مسيرة هذا الصراع الجاري في السودان. ففي الوقت الذي تواجه هذه الحركة الجماهيرية تهديدات وقمع وخُداع ومؤامرات قوى النظام من العسكريين والأمنيين والشرطة والمتنفذين والرأسماليين المرتبطين بهم وحلفائهم من القوى الدولية، تزدحم صفوف الحركة بالآفاق السياسية والسلوك السياسي لمختلف الطبقات الاجتماعية وتيارات وأحزاب هذه الطبقات المتناحرة من الأساس. ان اتفاق الجميع في أوساط الحركة الجماهيرية على أسقاط النظام والوضع القديم، لا يعني الاتفاق على الشيء الجديد وهذا هو التحدي الأكبر الذي يواجه هذه الانتفاضة الجماهيرية وبالاخص نضال العمال والكادحين والشبيبة التحررية فيها.
جماهير العمال والكادحين والشباب والشابات والنساء عموما والفئات المسحوقة والمظلومة في السودان تدرك بان التحديات التي تواجهها عديدة ومتنوعة حيث يواجهون قوى الثورة المضادة البرجوازية بمختلف تياراتها وقواها. انهم على علم بان القوى الوحيدة التي تستطيع ان تؤمن الأمان للجماهير وسد الطريق أمام تكرار سيناريوهات سوريا واليمن وليبيا في السودان وتؤمن الانتصار للحراك الجماهيري الحالي، هي الحركة الجماهيرية نفسها وتحديدا عمودها الفقري الحالي من العمال والكادحين والشبيبة التحررية ومدى اقتدارهم على تنظيم أنفسهم وتحقيق أرادتهم السياسية الموحدة.
ان تحقيق مطالب جماهير العمال والكادحين والعمال العاطلين عن العمل والشبيبة عموما في التمتع بعيش رغيد وحياة مرفهة والتصدي للبؤس الاقتصادي الذي شكل الأرضية والانطلاقة الأولية لهذه الحركة الجماهيرية يتطلب بطبيعة الحال الذهاب الى ابعد من إطار الرأسمالية السائدة في السودان.
ان تحقيق هذه الأهداف يتطلب تنظيم الاقتصاد على أساس اشتراكي عبر أسقاط النظام الحالي برمته الذي هو من حيث الجوهر حامي النظام الرأسمالي والعلاقات الرأسمالية والسياسات الاقتصادية الليبرالية الجديدة وحامل الأيديولوجيا الإسلامية والقومية و"الوطنية". ان إحلال هذا النظام بحكم الجماهير المنظمة في مختلف منظماتها الجماهيرية الثورية المباشرة والنضال من اجل توحيد القوى الطبقية العمالية والكادحة والتحررية لإنجاز ذلك التحول الاشتراكي هو الضمان لانتصار الانتفاضة الثورية وتقدمها بثبات.
من الواضح بان البقاء في إطار الصراع لأجل تحقيق التحولات السياسية الديمقراطية الشكلية يضر بأمر الحراك الجماهيري الحالي. إن التأكيد على الإتيان بحكومة مدنية كهدف قائم بذاته مستقلا عما تنجزه هذه الحكومة، وكمجرد نقيض لحكومة عسكرية، وبدون تحديد ماهية هذه الحكومة الطبقية، أو الانتظار للانتخابات البرلمانية بدون الأقدام على تأسيس المجالس الثورية العمالية والجماهيرية ليس إلا الحد من قوة الانتفاضة وإيقافها في منتصف الطريق وسد الطريق أمام تحولها الى ثورة تُحدث تغيرات جذرية.
كلما تقدمت القضايا الاجتماعية الجوهرية الى صدر أولويات هذه الحركة الجماهيرية كلما ازداد رسوخها واقتدارها للتصدي لما تفعله قوى الثورة المضادة البرجوازية، على الصعيد المحلي ومن قبل الدول الإمبريالية الغربية وحلفائها او رقبائهم من أمثال الصين وروسيا وحلفائهما الإقليميين، ضد الحركة الجماهيرية في السودان. من المعلوم بان انتصار هذه الانتفاضة الجماهيرية في السودان سيكون له آثارا مباشرة على تقوية النضال العمالي والتحرري في دول المنطقة وبالأخص على صعيد "العالم العربي" ومنطقة الشرق الأوسط.
إن منظمة البديل الشيوعي في العراق تساند الجماهير المنتفضة في السودان من اجل تحقيق أهدافها ومطالبها العادلة بوجه النظام العسكري القائم. كما وتعبر عن تضامنها الأممي التام مع الطبقة العاملة والكادحين والتحررين وجميع المنظمات والأحزاب الشيوعية والاشتراكية التي تناضل من اجل تحقيق البديل الشيوعي في خضم التحولات السياسية والاجتماعية الكبيرة التي تشهدها السودان.
منظمة البديل الشيوعي في العراق
12-04-2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري