الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النضال من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين لن يتوقف أبدا

وديع السرغيني

2019 / 4 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


النضال من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين لن يتوقف أبدا

ذلك ما جسدته المسيرة الشعبية اليوم بالرباط، وذلك ما عبّرت عنه القوى الديمقراطية الحقة، التي لم تتوانى عن المشاركة والالتزام بمطلب إطلاق سراح كافة المعتقلين لأسباب سياسية وفكرية واحتجاجية..الخ
فمنذ الساعات الأولى من صباح يوم الأحد، اكتظت الشوارع بالمناضلين العازمين على المشاركة بكل حزم وبكل ما أوتوا من قوة، تعبيرا منهم على أنهم جزء لا يتجزأ من الحراكات الشعبية التي انطلقت من الريف وجرادة وزاكورة، دفاعا عن مطالب وحقوق اجتماعية لا يمكن تبخيسها أو التكالب عليها إلا من طرف الخونة والخسيسين.
وقد كانت المناسبة مواتية للمكونات اليسارية قصد تجديد العهد والتأكيد على انخراطها في مسلسل النضال الديمقراطي دفاعا وصيانة للحريات الديمقراطية، من حرية التعبير وحرية التجمهر وحرية الانتماء والتنظيم..الخ
كانت المشاركة جماعية شملت كل الفصائل والمكونات اليسارية والتقدمية، وإن غاب عن هذا الحضور، التنظيم وتنسيق الخطوات.. فقد تغلبت المواقف والشعارات التي كانت متقاربة لحد كبير. هذا الانشطار الذي يجب التغلب عليه وتجاوزه أمام مثل هذه القضايا التي لا يجب الاختلاف حولها أو التردد في احتضانها من كافة التيارات والاتجاهات والمجموعات اليسارية، أكانت ثورية أو إصلاحية.. حيث يجب أن يحضر الصدق والمبدئية في الدفاع عن الحريات الديمقراطية والمطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين لأسباب نضالية صريحة، سواء كانت بسبب الانتماء السياسي أو النقابي أو الجمعوي أو كانت بسبب الاحتجاج والمشاركة في حراكه الاجتماعي والنضالي.
على هذا الأساس ومن هذا المنظور المبدئي انخرطت جمعيتنا أطاك لمناهضة العولمة الرأسمالية، باعتبار قضية الحريات قضيتنا، ومطلب إطلاق سراح المناضلين مهمتنا التي سنظل ندافع عنها بدون شرط وبدون تكالبات وخلفيات انتهازية ومقيتة.
فخلال هذا الزمن الرديء، الذي تعيش خلاله قوى اليسار التقدمي أسوء أيامها، بسبب تشبثها وانزلاقاتها وترددها في أبسط القضايا التي تهم الشعب المغربي، وتهم قضاياه المصيرية كما هو الشأن بالنسبة للحريات.. إذ لم تفاجئنا ممارسات بعض القوى السياسية في هذا الشأن، بعضها اختار أسلوب العرائض وطلبات "العفو" والبعض الآخر فضـّل الاحتماء بالقوى الظلامية وجماعة "العدل والإحسان" عسى أن توفر له الحشد اللازم في حربه على "المخزن" وعلى الثوريين سواء بسواء! والحال أن هذه الرهانات خاطئة من أساسها وقد تؤدي بالمدافعين عنها إلى الكارثة، باعتبارها أخطاء قاتلة لا تميز بين أنصار الديمقراطية وأعدائها، ولا بين المناضلين من أجل التغيير الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الحقيقيين الذي لا يراهنون على دولة الخلافة وعلى العصور الظلامية البائدة التي لا تعترف بالحريات الديمقراطية والفردية، وتلغى نهائيا حرية المعتقد والضمير بل تدافع بشراسة عن التملك والربح والاستغلال.. باعتباره عملا شرعيا تباركه السماء بدون تحفظ..!
فهذا منحى انتهازي لا يتوانى عن نهج البراغماتية لتبرير تكتيكاته، ننتقده ونفضح أساليبه باستمرار، وهي التي لا تزيد اليسار سوى الارتباك والتردد وفقدان المصداقية.. وهذا لا يعني بطبيعة الحال أن المكونات اليسارية الأخرى التي ترفض التخندق في هذين المعسكرين الانتهازيين هي بمنأى عن الانتقادات بل هي معنية كذلك بسبب تشتتها وانتظاريتها وضعفها التنظيمي. فأملنا في هذه المرحلة أن يصحو اليسار المناضل، وأن تتكاثر مبادراته النضالية، وتحقق بالتالي الحرية المنشودة التي طالما ناضل من أجل تحقيقها اليساريون الأشداء أمثال بن بركة ودهكون وزروال وسعيدة وبن جلون.. دون أن تمتد أياديهم ولو للحظة لأعداء الحرية والديمقراطية والاشتراكية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استهداف فلسطينيين أثناء تجمعهم حول نقطة للإنترنت في غزة


.. طلبة في تونس يرفعون شعارات مناصرة لفلسطين خلال امتحان البكال




.. الخارجية القطرية: هناك إساءة في استخدام الوساطة وتوظيفها لتح


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يناقش خياري إيران ورفح.. أيهما العاجل




.. سيارة كهربائية تهاجر من بكين إلى واشنطن.. لماذا يخشاها ترمب