الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما خفي من الاصلاح والمصلحين 4

عبد الصاحب ثاني الموسوي

2019 / 4 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وعلى هذا الاساس لم يتوانى البابا في المعارك الحرجه بحسم الموقف لصالحة بارسال من يبيد الجمع الملتحم من الكاثوليك والمخالفين بحجة أن الرب سيميزهم في الأخرة
وبهذا المفهوم شرع البابا في الاتصال بملك فرنسا ليكون حليفا ضد شارل الخامس، بما يكشف وبجلاء أن الحروب الدينيه هي صراع على السلطه ​
وبذلك كانت تسويه اوجزبرج 1555 حيث الحريه للأمارات اللوثريه​
وبذلك اصبح للأمراء حق التصرف الديني بولاياتهم​

وعلى الرعايا الذين يريدون البقاء حيث هم، أن يدينوا بالمذهب الذي اختاره الحاكم لولايته​
والا فلهم الحق في مغادره الولايه التي يعيشون فيها ونقل ممتلكاتهم معهم​
وبالمناسبه فان هذا الصلح هو للمذهب اللوثري فقط بمعنى أن المذاهب البروتستانيه الأخرى مثل مذهب كلفن وزنجلي غير مشمول بقرارات صلح اوجزبرج​
وبذلك استمرت الحروب بين الكاثوليك والبروتستانت حتى بعد قتل زونجلي​
الى آن اضطر الكاثوليك للموافقه على حق كل مقاطعه في إتباع المذهب الديني الذي تختاره​
وراح كلفن بتولي الحركه بعد زونجلي حتى وضع حدا لنزاع مسلح دام ثلاثا وستين سنه وحتى قيام حرب الثلاثين عاما في 1618​
مما يعني ان هذه الاتفاقيات كانت عباره عن هدنه مؤقته لم تستمر طويلا​

وقد تسربت حركه الاصلاح الديني من المانيا الى البلدان الاسكندنافيه، ومنها الدنمارك حيث تأسست فيها كنيسه قوميه سنه 1560​
ودخلت البروتستانتيه السويد وتاسست فيها كنيسه قوميه بعيدا عن كنيسه روما​
كما وصلت البروتستانتيه الى المقاطعات السويسريه، وانتشرت في انكلترا و فرنسا​
وقد ادت المذاهب الدينيه الى الأساءه للسياده الوطنيه​
فعلى سبيل المثال راح البروتستانت الفرنسيون يستنجدون بإنكلترا ودعمها ضد الكاثوليك في مقابل تسهيل احتلال قوات انكلترا لبقعه من الوطن الفرنسي​
مما اضطر الحكومه الفرنسيه لمنح الهيجونوت مرسوم نانت الذي سمح لهم بإقامه حاميات في مائه وخمسين مدينه ​
وبذلك تأسست دوله صغيره للهيجونوت في قلب فرنسا، لها جيشها وقلاعها ونظمها الخاصه​
ولكن لمده ثلاثين عاما، حيث استبدلها رئيس الوزراء ريشيلو بصلح أليس​
حيث حرم الهيجونوت من الامتيازات السياسيه مقابل الابقاء على حريتهم الدينيه​
ونرى بوضوح تغير الاحوال حسب المعاهدات والمراسيم​
حيث بقى حال الهيجونوت حتى اصدر لويس الرابع عشر مرسوم فونتينلو الذي الغى مرسوم نانت، وتبع ذلك حمله من الاضطهادات السافره ضد الهيجونوت ​
فهاجر الكثيرون الى البلدان الامنه في اوربا، خصوصا الى انكلترا​
وساهموا بشكل فعال في الثوره الصناعيه في انكلترا في منتصف القرن الثاني عشر​

وعلى الرغم من التطور الصناعي المرافق للأحداث الا ان انقسامات البروتستانت فيما بينهم ادى الى تراجعهم واشعال حرب الثلاثين عاما​
حيث اتباع جون كلفن يعارضون الحكومات ويقدمون انفسهم للتضحيه دون خوف ​
ولكن كان فردينادند الثاني 1619-1637 في النمسا عاملا في إشعال هذه الحرب​
حيث كان كاثوليكيا يسوعيا متعصبا​
فواصل اضطهاده للبروتستانت حتى في بوهيميا التابعه له​
وساعد انقسام البروتستانت فيما بينهم الى عودة البعض الى الكاثوليكيه ​
فتم بذلك تثبيت الدعائم الكاثوليكيه في بولندا والاراضي المنخفضه الاسبانيه وفرنسا واسبانيا وايطاليا ​
مما ادى الى بعث أمل ووهم كاذب في احتمال القضاء على البروتستانتيه والعوده الى كنيسة روما مجددا
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في


.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah