الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين من يدّعي النضال الحقوقي ومن ينسق العمل مع الجحافل الظلامية

وديع السرغيني

2019 / 4 / 27
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي



إذ لم يعد ملفتا للنظر تمادي إحدى مكونات الصف الديمقراطي في مد جسور التحالف مع القوى الظلامية، وهو الحزب الذي شنّف آذان الشبيبة اليسارية الصاعدة وادّعى بأنه يمثل فعلا الاستمرارية الخطّية والتنظيمية لليسار السبعيني وأساس منظمة إلى الأمام الثورية.. بحيث يتعمق هذا التنسيق يوما بعد يوم ويأخذ طابعه الذنبي المقيت، الذي دفع بنشطاء حزب "النهج الديمقراطي"، وهم كذلك أعضاء في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، لإبراز هذا التنسيق والتفاخر به خلال المسيرة الشعبية للمطالبة بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين.
لقد أصبح جليّا أن "الرفاق" تاهوا عن الطريق القويم، وبسبب من حوَلِهم النظري والسياسي لم يعودوا يميزون بين الأعداء ورفاق الطريق، بين أنصار الديمقراطية الحقيقيين وبين أعداء الديمقراطية والعلمانية والتنوير وحرية الاختلاف والمعتقد والضمير..الخ
فما من مبرر لهذه الانتهازية، وهذا السلوك الوصولي المقيت، الذي طرح المبادئ جانبا وسعى متهافتا لبناء تحالفاته مع جميع "المعارضين"، أي بمن فيهم أعداء الحرية والديمقراطية و"حقوق الإنسان".. الخ أما المثير في الأمر والمقزز في نفس الآن، هو أن يحرّض "الحقوقيون" ويمعنون في الممارسات البلطجية ويشوشون على شعارات الرفاق اليساريين في محاولة بئيسة لإخراسهم ومنعهم عن التعبير عن مواقفهم الثابتة تجاه حلفاء "النهج" الظلاميين، بأنهم فعلا مجرمين وقتلة ما زالت تنظيماتهم تفتخر بتصفية الشهداء عمر بن جلون والمعطي بوملي وأيت الجيد بن عيسى..!
في حين نظـّر القادة العماليون لخط الثورة، وذكّروا بمستلزماتها التنظيمية والتكتيكية، نبهوا جيّدا من خطر انتعاش الانتهازية في صفوف الحركة الاشتراكية، سواء كانت يمينية أو يسارية، والانتهازية اليمينية هي تلك المفرطة في التكتيك لحد نسيان الإستراتيجية الثورية المرتبطة بالتغيير وإسقاط النظام الرأسمالي. أما الانتهازية اليسارية فلها عيوبها الكثيرة أيضا، بحيث لا تقيم شأنا للتحالف مع الجناح الثوري من الطبقة البرجوازية والبرجوازية الصغيرة حين تستلزم الظروف الملموسة ذلك.. إضافة لهذا يبخس هذا النوع من اليساريين العمل داخل المنظمات الجماهيرية وداخل النقابات والمؤسسات التمثيلية الرجعية..الخ
وفي نفس السياق ورغم الفرق الكبير بين المثالين، بمعنى أن التنبيه الماركسي كان يقدر مشاركة جميع القوى الثورية العمالية والبرجوازية الصغيرة في مسلسل الثورة الديمقراطية، ولم يشر في أية لحظة من اللحظات التحالف مع قوى رجعية غارقة في الظلامية، ترفض وتناهض الحق في الاختلاف وتحارب التنوير وحرية المعتقد، وتكنّ العداء لجميع القوى الاشتراكية والشيوعية والتقدمية.
فالعبرة ليست بالبهرجة والتهريج والصدح عاليا بالانتماء سابقا للحركة الماركسية اللينينية ولمنظمة "إلى الأمام" كإحدى منظماتها الضاربة.. العبرة هي أن نكون فعلا يساريين مناهضين للرأسمالية ومناضلين صادقين من أجل الاشتراكية، وقبل أن نبني تحالفاتنا المشبوهة والمشوهة، علينا توحيد الصفوف وتعزيز تحالف قوى اليسار وتثمين التحالف مع جبهة القوى الديمقراطية والتقدمية.. بما يلزمنا هذا من احترام لقيمنا ومبادئنا وتطلعاتنا نحو الحرية والديمقراطية والاشتراكية، دون أن تمتد أيدينا أبدا لأعداء الحرية والديمقراطية.. فلا تهمنا في شيء "إمارة المؤمنين"، وما يرتبط بها من مشروع "للقومة" وبناء "دولة الخلافة".. ما يهمنا فعلا هو تغيير الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لمصلحة المواطنين، بما يضمن تحررهم من الاستغلال والنهب والتبعية، وبما يمتعهم بالحرية والاستقلال عن الدوائر الإمبريالية وصناديق المال والشركات العابرة للقارات.. فهو ذا مشروعنا الصريح والواضح الذي لا يحتاج التقية والتستر عن الأعداء والمندسين.. سنفضحكم، وسنعمل على التشهير بكم أمام قواعدكم وأمام جميع المناضلين المخلصين أنصار الحرية والديمقراطية والاشتراكية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال