الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب ضد الديموقراطية أو الديموقراطية ضد الشعب

فارس إيغو

2019 / 4 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


نهاية الديموقراطية
بعد إعلان "نهاية التاريخ" من قبل فرنسيس فوكو ياما عقب انهيار جدار برلين وسقوط المعسكر الاشتراكي، يعلن المفكر الألماني الأصل والمجنس أمريكياً، الشاب ياشا مونك في كتابه " الشعب ضد الديموقراطية " نهاية الديموقراطية؛ الأطروحة الجديدة وكما كل أطروحات ومفاهيم النهايات غير نهائية وقابلة للنقاشات والرفض، وفي نفس الوقت لها ما يشرعها في ممارسات الشرائح المهيمنة منذ المنعرج النيوليبرالي العولمي للاقتصاد الرأسمالي في الثمانينيات من القرن الماضي. وربما السبب الحقيقي الذي يدفع الشعب ليكون ضد الديموقراطية ـ وهو المُعين والمعني الأساسي بالأمر بحسب تعريف آبراهام لنكولن للديموقراطية بأنها > ـ كون النظام الديموقراطي هو الذي أدار ظهره للشعب.
الكتاب من إصدارات دار النشر الفرنسية: الكونسرفاتوار 2018، ومن الكتب الأكثر رواجاً، وخصوصاً في أوساط النخب السياسية، من اليسار واليمين، وبين صانعي القرار والمستشارين السياسيين في الغرب. والكاتب ياشا مونك قريب سياسياً لليسار الليبرالي ـ انضم الى الحزب الديموقراطي الاجتماعي في ألمانيا منذ سن الثالثة عشر وغادره عام 2015 ـ لكنه يطرح بشجاعة الأسباب التي أدت الى صعود " الشعبوية " في الغرب، ومُشخصاً الإشكال السياسي الكبير في أوروبا وأمريكا، دون تجميل ولا تلبيس ولا تزوير للوقائع؛ أي أنه لا يلجأ الى وسم ظاهرة الشعبوية الجديدة بـ " الجذام " أو " الطاعون " وأحياناً أخرى بالفاشية الجديدة، كما تفعل البعض من أوساط اليسار والليبراليين، وكما يفعل الرئيس الفرنسي ماكرون. بالإضافة لذلك، فهو يحاول أن يقدًم حلولاً مُرضية ووسطية، دون تحويل الخصم الى غول يجب القضاء عليه. إن المؤلف يقدم بياناً قاسياً لوضع النظام السياسي، ويدعو لبداية انتفاضة حقيقية للإصلاح.
ان الموضوع الرئيسي للكتاب هو تحليل صعود ظاهرة الشعبوية في الغرب، وأزمة النظام الديموقراطي الليبرالي الحالي، القائم في الغرب. ويهدف النقد القاسي للكتاب في نفس الوقت الشعبويين المناهضين لليبرالية، والنخب الحاكمة الغير ديموقراطية.
نهاية قصة الحب بين المواطنين والنظام الديموقراطي في الغرب
أزمة الديموقراطية الليبرالية في الغرب: نشأت من مصادرة سلطة اتخاذ القرار من قبل الاوليغارشية السياسية الحاكمة والاوليغارشية المالية والإعلامية والقضائية المهيمنة على جميع منافذ السلطة في المجتمعات ما بعد الحديثة في الغرب؛
تحولت هذه المعاناة مع النخب الحاكمة، على مر السنين إلى انعدام الثقة والشك مما أدى إلى العنف ضد النخب والمسؤولين المنتخبين. كل هذا يقوض أسس الديمقراطية ويمهد الطريق لشيئ آخر: نظام شعبوي أو نظام الطبقة التكنوقراطية البارد.
يحدد مونك ثلاثة مفاتيح لفهم سخط الناخبين: ركود مستويات المعيشة، والمخاوف لدى الكثيرين من الديمقراطية المتعددة الأعراق والثقافات، وظهور وسائل التواصل الاجتماعية في الشبكة الافتراضية. النتيجة المنطقية لكل ذلك: هو الطلاق المعلن بين المواطنين، وخصوصاً الشباب، والنظام السياسي ممثلاً في نخبه المهيمنة. ومنذ ذاك، فإن الباب فتح على مصراعيه لأسوأ الدعاة والدعوات (الخطباء الشعبيون والمتكلمين البليغين والمقنعين أصحاب الحلول السهلة، الشيوخ الدينيون، حتى أصحاب النظريات المؤامراتية التي تنتشر بواسطة شبكات التواصل الاجتماعي) كما يقول المؤلف.
هذه الأزمة التي تضرب بالنظام السياسي في الغرب، يجري حلها في اليوم الذي يعود فيه الشعب للانتخابات بكثافة، أي تتراجع ظاهرة الامتناع عن التصويت تلقائياً، عندما يدرك الشعب أن صوته يزن بالنسبة للطبقة السياسية. أما الحلول من نوع جعل التصويت إجبارياً والتي نادى بها بعض السياسيين فهي من نوع ذر الرماد في العيون.
الخاتمة
من الأفكار التي لا تخدم الكتاب ولا المؤلف موقفه من البريكسيت ــ أي الاستفتاء على بقاء أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والذي انتهى الى فوز المعارضين لبقاء بريطانيا في الاتحاد ـ هو قوله إن يوم التصويت كان أحد الأيام السوداء بالنسبة للديموقراطية. هذا الرأي نخبوي ولا يأتي متوافقاً مع نقده الصريح والموفق للنخب الاوليغارشية التي تصادر الديموقراطية، ويبين تحيزاً غير مفهوماً من مثقف كان قد غادر نهائياً العمل النضالي ليتفرغ للكتابة النقدية؛ ثم متى كان الاستفتاء وهو استدعاءاً ديموقراطياً للشعب لكي يحسم الموقف في أزمة سياسية كبرى في البلاد تستدعي تصويت كامل الجسم الانتخابي، هو عملاً غير ديموقراطياً ويدفع الكاتب لوصفه باليوم الأسود، حيث يضعه الى جانب الانقلاب العسكري في تركيا، وفي هذه المواقف المتطرفة للمؤلف ينحاز تماماً للنخب الاوليغارشية التي صادرت الديموقراطية لمصالحها الفئؤية وكانت في أساس الإشكال والازمة الكبرى التي تعصف بالنظم الديموقراطية الليبرالية في الغرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير