الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رثاء

حكمت حمزة

2019 / 4 / 28
الادب والفن


يتهاوى عشقك الذي رفعته للسماء...
مع أولى زخات المطر...
كأسراب الفراشات في كل جزء يتشظى...
كأسا من الأشواق بها يتلظى...
يا أيها المدفون في جوف الحياة...
كيف السبيل إلى دفء...
لقلب موصد لا تخترقه السعادة...
يا من التحف البرد رداءً...
وتشرب في وحدته كل الآلام...
حتى غدت دعائمه مبللة...
تتهاوى في أرق النسيم...
وترمي بأشلائها على صفيح الأماني...
أشلاء، تجتذب الأرق بلا هوادة...
تتشبث بليل لا يراد له فجرُ...
* * *
كيف لحروف قصائدي...
أن تعود أبجدية...
فأخطها من جديد...
كيف لها أن تُنْتَزَع من أوراقها...
وهم في حضنٍ أزلي أبدي...
كعاشقين متولعين لا يفترقان...
فإن نزعت الحروف...تمزقت الأوراق...
وضاع معها كل صرح...
يمكن أن يأوي تنهيدة يوما...
هذا هو المكان الثابت...
رحيل من شتات...إلى شتات...
رثاء يحتاج إلى رثاء...
وأضواء لماعة براقة بعيدة...
تخفي بنورها مداخل المدينة السعيدة...
ولا يغنيك بصر أو بصيرة...
من أول الدرب أنت أعمى...
إما لشدة النور...أو لظلام حالك مكتحل...
ولدتم يا بني الإنسان مُغْمَضي الأعين...
وستموتون وهما مغلقتان...
علامَ تطلبون الرؤية فيما بينهما!!...
* * *
تخرج الروح من أنثى...
وقد توهب لأنثى...
أنت من تحملها...
بثقلها وأثيرها، وكل ما تحمله من حشرجات...
ثم تتشابه عليك الطرق...
تتداخل كل المنحنيات...
وتخونك قدماك المدماتان...
من شدة المسير، وابتعاد السراب...
لا تهب لنفسك قطرة ماء...
واهما بأنك اقتربت من الينابيع...
متخطيا كل الوديان والجبال...
سامحا للعثرات أن تنهش ذاتك...
وتفترس كل شبر مما خبأته لنفسك...
وحين تقترب من ذاك النهر...
لن تجد يديك لتغرف بهما...
أنهكهما طول المسير والتسلق...
ما عادتا قادرتين على البقاء...
فتنحني لترتوي...لتسقط فتغرق...
ويبدأ عندها الرثاء...الذي يحتاج إلى رثاء
==================
27/04/2019
21:00










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81