الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة السورية أسقطت الدولة الشمولية الأسدية... لكنها لم تسقط بعد النظام الأسدي الطائفي ...!!! د.عبد الرزاق عيد

عبد الرزاق عيد

2019 / 4 / 28
مواضيع وابحاث سياسية




لم يبق في سوريا اليوم من يدافع عن فكرة الدولة القائمة على مبدأالأيديولوجيا والتحكم بمصير وجود البشر بسبب أرائهم ومعتقداتهم سوى حلفائنا الأخوانا المسلمين، الذين -مع ذلك أصبحوا- أكثر قابلية لقبول فكرة التعددية ، وإن كانوا لا يزالون في المرحلة الأولى ( الموافقة دون التمثل ) كما حدث مع أخوان مصر وسوريا، حيث لاتزال فكرة الديموفراطية لمرة واحدة لمجيء الأخوان إلى الأبد تعشش في أفئدتهم ...

وهذا ماكنا نعتقدة جميعا حتى كيساريين عقائديين مثلنا مثل الشمولية القومية واالدينية ، لكن أغلبنا تعلموا من التجريبة البيسترويكا السوفيتية التي كانت خاتمة المطاف لفكرة الديكتاتورية ، إن( كانت ديكتاتورية بروليتاريا شيوعية أم ملائكية) ...

فانتقل النابهون منا إلى مواقع (اليسار الليبرالي الديموقراطي...) مع بعض القطاعات القومية والأقل يكثير في القطاعات الإسلامية ، لأنها عجزت عما كان يسميه السيد قطب في تقسير ( البراء ) أنه تبرؤ من الظالمين ، يبلغ حد البراء بمعنى ( الاجتثاث الشعوري) لممكنات تقبل الظالم وحواره ، وقد دفع الراحل سيد قطب ثمن مفهومه عن البراء ، فقتله الظالمون واقفا ....بينما كان مسؤولو إعلام الأخوان كـ (أخبار الشرق) تغير لنا بعض عناوين مقالاتنا وعباراتنا التي يعتبرونها مغالية في تبروئها و(اجتثاثها الشعوري) للنظام الطاغوتي الأسدي، على اعتبار أنهم لن يسمحوا للبعثيين أن يزاودوا على الأخوان في شرف رفع شعارات العروبة والإسلام على حد تعبير أحد قادتهم من مسؤولي صحيفة ( أخبار الشرق) المعبرة عن الخط الأخواني..
.
كتب صديقنا المناضل المحامي العريق جرجس الهامس تعليقا غاضبا حد الاتهام بالخيانة على أحد قادة المعارضة المفبركة (المهزار سمير نشار) الذي وصف قادة الثورة العسكريين بطريقة حلبية شعبوية بأنهم ( ريفيون ) متخلفون عاحزون عن قيادة ثورة وطنية)، بعد أن تعلم من المثقفين بعض التعبيرات السوسيولوجية النظرية ليستخدمها بطريقة غوغائية بسوقية ( المتشدق المهزار الذي لا يميز بين الغزال والحمار) ، دون ان يعرف القراء أن المعارض المهزار كان بعثيا من فرع ( أكرم الحوراني) وأنه كان الصدامي الأول في حلب المدينة التي لانظن أن ثمة وعيا مدنيا حداثيا في العالم يمكن أن يدافع عن نموذج بعثي دموي كصدام حسين ، سيما لسوري وطني في الحد الأدنى لا يعرف أن قادة الثورة السورية الأولى ضد الاستعمار الفرنسي كانوا ريفيين كابراهيم هنانو وسلطان باشا الأطرش والشيخ صالح العلي، بغض النظرعن أبناء وأحفاد صالح العلي الأسديين الذين طالبوا فرنسا بعدم الخروج من سوريا ، من أمثال جد العائلة الأسدية .... ولعل أهم ضابطين حلبيين ( مدنيين) في الزمن الأسدي الريفي الرعاعي ، هما (عمر حميدة ومصطفى التاجر) اللذان قادا قمع حلب في (قومة الثمانينات) ،حيث يتفاخر مصطفى التاجر أمام رئيس عصابته حافظ اسد الأب المؤسس لحظيرة الخنازير الأسدية : أن كرشه الكبيرة ممتلئة بلحوم الرجعية والأخوان المسلمين عندماعلق معلمه حافظ على بطنه الكبيرة ،هذا هو المشهور عن هذا الرجل المهرب الكبير للمخدرات والأسلحة ، وهو الوحيد الذي أتاه ثناء إعلاميا من المعارض برهان غليون أن السلطة الأسدية حاورته من خلال اللواء المهرب مصطفي التاجر، وذلك وفق حديثه لجيزيل خوري على قناة البي بي سي، حيث تلقيت اتصالات من الكثيرين يسالونني حول عدم موافقة مصطفى التاجر لغليون من الذهاب إلى المحاضرة في منتدى الكواكبي في حلب وفق تفسير وتعليل برهان بنفسه عن سبب عدم قدومه للمحاضرة ، وذلك بعد حديثه لجيزيل أنه أنب رياض سيف لأنه أغلق مكتبه بأمر من المخابرات ...

والتعليق الغاضب الذي كتبه الصديق جرجس ، كان الرد على (المهزارنشار) أنه لا يوجد بديل للنظام أو الدولة سوى الفوضى والتطرف ، حيث لم يعد واردا اسقاط النظام ....

ولعل هذه الأطروحة المعلن عنها بكل هذه الوقاحة ليست خاصة بنشار بل ينظر لها برهان غليون بأنه لم يعد ثمة حل في سوريا بدون بدون اتفاق الروس والأمريكان وأنه يطالب بتحديد سلطات الرئيس دستوريا ، ولانعرف إذا كان هذا رأي ومواقف المعارضة ( بأخوانها وشيوعييها ) ،فلماذا تتزاحمون بالمناكب لقيادة التفاوض مادمتم لا ترون بديلا عن النظام سوى الفوضى والتطرف، هل تأتون كشهود زور على اتفاق ما أمريكي وروسي ، أم لتحجزوا مقاعد لكم في مستقبل النظام الأسدي المنتصر!! دون أن تستوعبوا أن هذا النظام الأسدي انتهي كدولة أوممكنات دولة على غراره ونموذجه ككوريا الشمالية وإيران التي تنسج كفن ثورتها الطائفية بيديها وهي تعتقد أنها تحضرالأجواء لعودة المهدي المنتظر! عجل الله بعودته لتطهيرالأرض من أحفاده مهابيل طهران وكوريا و(دولة الأسد) التي انهتها الثورة إلى الأبد بانتظار سقوط هياكله التسلطية الأخيرة كنظام ، حيث هو الأكثر توحشا بسبب تغربه وغربته الطائفية عن النسيج الوطني لبلده وشعبه في المملكة الحيوانية الشمولية المافيوية الروسية البوتينية ، ومن هنا نظن أن الشعب الجزائري والسوداني هو الذي سيكون سباقا للخروج من هذه المملكة الشمولية المتوحشة لأن قواته العسكرية والأمنية تحافظ حتى اليوم على بيتها الوطني الذي يوحد الشعب والجيش تحت سقفه وليس كالجيش والأمن الطائفي الأسدي الذي نظن أنه اخترق هذه المعارضة المفاوضة بدون تفويض ، وحديث واحد كالمهذرا يتجاوز حدود الاحتواء للثورة ليبلغ حد الارتماء في أحضان قتلتها وفق دفاعه عن النظام الأسدي، مما يجعلنا اليوم نشك إن كانت المسالة ليست هي مسألة انتماء بالأصل تم عبر العودة إلى الجذور البعثية الفاشية لهذا الأفاق الأفاك لاختراقنا من قبل العدو الأسدي اللاوطني رغم شكوكنا القديمة التي يبدو أنها كانت محقة ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن