الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهبوط الناعم نذير هزيمة وانكسار المستبدين العرب

عبدالقادربشيربيرداود

2019 / 4 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


حينما ينهار الرؤساء الطغاة المستبدين المتنعمين بحياة فخمة باذخة فرهة، على حساب شعوبهم، امام المد الشعبي المصاغ بانتفاضات شعبية عارمة، تراهم يلجؤون إلى حيل وفبركات سياسية رخيصة، ويمكرون؛ متناسين ان الله خير الماكرين، لركوبها ثم وأدها في لحظاتها الحاسمة، ظناً منهم أن الشعب الذي حكموه لا يعي ألاعيبهم الشيطانية، ومن تلك الشيطانيات (الهبوط الناعم) وإن تغيرت التسميات من تجربة لأخرى.
و(الهبوط الناعم) خيار مر تفرضه حكومات - تنسب الى نفسها مصطلح (الدولة العميقة) - على المعارضة؛ بغية الوصول الى تسوية، عبر الحل السياسي، فتكون الحكومة هي الضامنة وهي الحكم والخصم في آن واحد. وهذا الخيار الصعب يفرض اثناء المرحلة المفصلية الحاسمة، حين تكون المعارضة على اعتاب التغيير الفعلي، عاقدة العزم على تغيير النظام وأركانه كما جرى قبل اسابيع في الجزائر والسودان برغم سطوة الحكومة وجبروتها؛ ولجوئها الى القوة المفرطة لإخماد جذوة الثورة والتغيير الفعلي.
في هذه اللحظات الحاسمة نلمس في نبرات سيادة (الرئيس) مرارة الهزيمة والانكسار والمذلة، فتعادل الحكومات الأمر بصيحات لا تمت الى المسؤولية التاريخية بشيء وتتهم شعوبها بالتخلف والعمالة وبالبلطجة والخيانة وما شذ وخاب من الوصمات اللا إنسانية التي تقذف الناس بها. ويبات الناس في ويلات متهمين ومتمردون وعملاء للاجنبي؛ يتوجب قطع ايديهم وجزهم كالخرفان واعتقالهم وزجهم في السجون!
اما تداعيات تلك المشاهد الباهظة الثمن على الشعب فهي انفلات امني وقيمي مخيف؛ ودمار وخراب خرافي يصل احيانا الى حروب اهلية لا تحمد عقباها.
في تلك التجارب الحية تختلف اساليب وثقافات الشعوب في ادارة الازمة؛ وقيادة المظاهرات والاحتجاجات طبقا لخلفياتهم الاجتماعية والقيمية والسياسية فعلى سبيل المثال لا الحصر احلل وبتواضع التجربة السودانية، لأن المعارضة فيها كانت ذكية وشجاعة بما فيه الكفاية بل وفاعلة اثناء الحراك فكانوا يفهمون ما يريدون (تحديد الهدف) حتى وصل سقف مطالبهم في فترة جيزة الى تغيير نظام البشير واركانه فكان لهم ذلك واكثر؛ وهو رفض حكومة العسكر واعادة انتاج النظام وصولا الى حكومة وطنية مدنية تتحمل مسؤولياتها التاريخية امام الشعب الذي هو مصدر الحكم بامتياز.
واليوم تعيش محافظة البصرة (ثغر العراق الباسم) غلياناً شعبياً؛ واحتجاجات وتظاهرات غاضبة وبشكل يومي احتجاجاً على سوء الخدمات والفساد المستشري في اكثر مرافق حكومتهم المحلية حتى رفعوا سقف مطالبهم الى اعلان البصرة اقليماً مستقلاً على غرار اقليم كردستان العراق في شمال الوطن كي تحصل البصرة على حقوقها المشروعة لان ٨٠٪؜ من الموازنة المالية للعراق مصدرها البصرة الحبيبة التي تعيش للاسف الشديد تحت وطأة الفقر والبطالة والملوثات البيئية والمائية والغذائية والاجراءات التي وعدت بها (حكومة العبادي) وصولاً الى (حكومة عادل عبد المهدي) لا تتناسب مع حجم المطالب؛ لذلك، ومن باب الدين النصيحة اتوجه بالطلب الى حكومة دولة عادل عبدالمهدي الرشيدة النزول ميدانياً لمتابعة اوضاع اهلنا الصامدين في البصرة؛ والتنفيذ الفعلي لتلك الحزمة من المشاريع الخدمية؛ والاصلاحات الادارية مع تحسين تمثيلهم الحكومي بالقيم التي تتناسب ومناشداتهم الانسانية والجماهيرية وتحت خيمة الدستور والقانون لتكون في القادم من الايام رسائل ايجابية تطمئن لها النفوس؛ وتعيد الثقة بين البصراوي وحكومته المحلية والمركزية؛ وإلا فثورة الحرافيش قادمة لا محال؛ واعذر من انذر ... وللحديث بقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست