الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف خيبت سائرون حلماً كان قريباً ؟

حارث رسمي الهيتي

2019 / 5 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


وأنا أشرع بكتابة هذه السطور ناقشت مع نفسي ملياً حجم كل تلك المهاترات والافتراءات والتهم التي سأتعرض لها ، اذ سبق وان استمعت الى قسمٍ منها ، مرةً بوجهي ومرة في تعليقات يضعها حراس العقيدة وحماة الخطوط الحمر التي ابتلينا بها مؤخراً ، رغم ذلك وبقناعة تامة بأن من حقي ان أكتب وأنتقد وأضع الاشارات على كل ما له شأن بحياتي ، خاصة وأني كنت يوماً ما من الفاعلين في تلك الأحداث ، لا يدفعني في ذلك سوى قناعات وقراءات أرى من حقي ان اطرحها دون ان استخدم لغة التخوين ضد أحد ومن المفترض أن يناقشها معي جميع المعترضين على ما أقول وفق نفس القاعدة ، والحديث يوجه لسائرون لانه التحالف الذي اقتنعنا به وروجنا لمشرعه السياسي وبرنامجه الانتخابي ، تحالف كانت أغلب التقارير والمؤشرات تقول ان الكثير من العراقيين يعوّلون عليه ، باعتباره يمثل أو ينطق بإسم الغالبية الفقيرة والمعدمة من بنات وابناء هذا الشعب . يمثلهم الحزب الشيوعي العراقي في هذا التحالف والتيار الصدري ممثلاً بحزب الأستقامة الذي أسسه الصدر قبل الانتخابات وحظى بمباركته ورعايته واهتمامه ليكون بديلاً عن " كتلة الأحرار " ..
أكتب الآن ونحن على ابواب العام الأول من الانتخابات البرلمانية التي جرت في آيار من العام الماضي ، وهنا لا ابتغي شيئاً من كل هذا سوى تذكير السادة اعضاء تحالف سائرون ممن فازوا بأصوات الملايين من العراقيين بوعودٍ كانوا قد قطعوها على انفسهم في برنامجهم الانتخابي ، ومقدماً ليس من الصحيح أن يتم الجواب بأن بعض من فقرات البرنامج تحتاج الى أمد بعيد فالبرنامج الذي تم صياغته يتحدث عن دورة انتخابية واحدة ومن جملة تلك الوعود ما هو بسيط جداً .
ففي مجال بناء الدولة المدنية الديمقراطية التي يتحدث عنها التحالف في ديباجة برنامجه فانه يسعى الى ( أن يتم في مجال إدارة الدولة، التشديدعلى اعتماد معايير الكفاءة والنزاهة ، وتطبيق قانون الخدمة المدنية ، وتحقيق الإصلاح الإداري ) وبعد مرور سنة نرى ان السادة في التحالف المذكور يتحدثون اليوم عن استحقاقات انتخابية يجب ان تراعى في توزيع الدرجات الخاصة والمناصب التي تدار بالوكالة دون الحديث عن اعتماد الكفاءة والخبرة والاختصاص والاخبار تتحدث اليوم عن صفقة لتقاسم تلك الدرجات والمناصب ، وهذه المرة سائرون جزء من الصفقة بدليل تغريدة مقتدى الصدر التي تحدثت بشكل واضح عن " من يهتفون صباحاً بإسم الشلع القلع " في اشارة الى بعضٍ من اعضاء سائرون فالهتاف اعلاه كان وما زال يتردد على السنة اتباع التيار الصدري .
اما في اطار مكافحة الفساد فقد تعهد تحالف سائرون لناخبيه انه سيعتمد " مجموعة من الإجراءات التشريعية والتنفيذية والرقابية ، وفق آليات تضمن تطبيق مبدأ الشفافية وحرية المعلومة ، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب ، و تفعيل الملفات بحق كبار الفاسدين ، وضمان تقديم المتهمين بملفات الفساد كافة إلى القضاء، وتفعيل مبدأ عدم الإفلات من العقاب " وفي اول اختبار لكشف هذه الملفات فشل التحالف المذكور حين صرحت السيدة ماجدة التميمي عضو التحالف وعضو البرلمان بدورته الحالية عن عمليات شراء اصوات اثناء عملية انتخاب السيد محمد الحلبوسي كرئيس لمجلس النواب وقالت ما نصه " كان أحد السادة اعضاء مجلس النواب يكتب لمجموعة من النواب الذين اتفق معهم مسبقا واشترى أصواتهم على انتخاب اسم المرشح الذي سينتخبونه، وبعد كتابة الاسم يصوِّر هذا النائب ورقة التصويت بكاميرة الهاتف، وبعد ذلك يذهب النائب الذي باع صوته ويضع ورقة التصويت في صندوق انتخاب رئيس البرلمان ، معتبرةً ان ما حصل هو مهزلة المهازل، وأكدت انها صورت ما حدث ، وحين اعترضت قال لها السيد النائب : أنا رجل شرّاي، أكو ناس تبيع وأنا أشتري !!
مر هذا الاتهام الخطير دون أن تكلف سائرون نفسها التحقيق فيما واثارة القضية وتسليط الاضواء عليها وجرى نسيان الموضوع بعد اسبوع واحد .
وفي مجال التعليم مثلاً وعدت سائرون " بالاهتمام بمجانية التعليم عبر تفعيل القانون الخاص بذلك ، وتدقيق وتجديد المناهج الدراسية و تحسين ظروف عمل المعلمين وتوفير الدعم والحماية اللازمين لهم ليتمكنوا من حسن اداء مهمتهم النبيلة " كل هذا يدل على ان الواقع التعليمي في العراق يعاني من مشاكل سبق وان أشرتها النقاط في برنامج سائرون الانتخابي ، ليصرح اليوم السيد حسن الكعبي النائب الأول لرئيس مجلس النواب وعضو تحالف سائرون معقباً على خروج العراق من قائمة الرصانة العلمية هو نتيجة الدور السلبي لمكاتب تابعة لمنظمة اليونسكو تعمل في بلدان الجوار والتي عكست صورة سيئة عن الوضع بالعراق وعدم وجود امان وعدم وجود جامعات ، دون الاشارة الى المشاكل الحقيقية التي لم يتطرق السيد النائب لها!!
لا أريد أن اطيل ، أو أن اناقش هنا كل فقرات البرنامج او الوعود الانتخابية ، ولكن اود ان ابين للسادة اعضاء التحالف انهم سبق وأن ذكروا في ختام برنامجهم ان أمامهم " الكثير من العمل الدؤوب المثابر من أجل الأهداف السامية لتحالفنا. وإننا لعاقدون العزم على العمل المشترك، المخلص والجاد، من أجل الايفاء بالتزامات تحالفنا إزاء المواطنين والناخبين، ولكي يكون تحالف (سائرون) عنواناً للعمل والأمل من أجل إقامة الدولة المدنية الديمقراطية " وها قد انقضت السنة الأولى وما زالوا يتحدثون لنا عن استشراء المحاصصة الطائفية ونظامها المقيت الذي نخر الدولة العراقية دون ان نرى منهم تحركاً جاداً ليس للقضاء عليه دفعة واحدةً ولكن للتقليل من نفوذه الذي يعلمون خطورته جيداً .
أداء سائرون مخيب للآمال ، ولا يرتقي لطموحات ناخبيهم الذي علقوا كثيراً من الآمال والتطلعات عليه ، ثلاث سنوات قادمة ان سار العمل بها من قبل اعضاء التحالف على شاكلة السنة التي انقضت فسيكون عقاب جمهوركم عسير هذه المرة ، الجمهور سيبحث عن بدل آخر لأن لا شئ سيخسره وسنرى تجربة على ذلك في انتخابات مجالس المحافظات ان قررت سائرون ان تخوضها بنفس التحالف الحالي وبرنامجه واداءه !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير من الحرس الثوري الإيراني في حال هاجمت اسرائيل مراكزها


.. الاعتراف بفلسطين كدولة... ما المزايا، وهل سيرى النور؟




.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟


.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟




.. طهران تواصل حملتها الدعائية والتحريضية ضد عمّان..هل بات الأر