الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصائد حب للشاعرة الأرمينية سيلڤا كابوتيكيان

حسن البياتي

2019 / 5 / 2
الادب والفن


قصائد حب
للشاعرة الأرمينية سيلڤا كابوتيكيان

نقلها من اللغة الروسية وقدم لها: أ. د. حسن البياتي


مقدمة المترجم:
سيلڤا كابوتيكيان شاعرة ارمينية ذائعة الشهرة ترجمت جملة من قصائدها الى لغات عدة.
ولدت الشاعرة سنة 1919 في مدينة يرﭭ---ان (عاصمة جمهورية ارمينيا السوڤيتية) وفيها أنهت مراحل دراستها حتى تخرجها عام 1941 في كلية الاداب بجامعة يرﭭ---ان. كما امضت، فيما بعد، سنتين دراسيتين في معهد غوركي للآداب في مدينة موسكو.
أحبت سيلڤا الادب منذ سني دراستها الاولى وكانت البداية مع الشاعر الالماني الكبير شيلّر، حيث قرأت – بالارمنية – كتاباً ضخماً عن حياته، كما اطلعت على نماذج من شعره. وهي ما زالت تتذكر البيت الختامي لإحدى قصائده:
(انت تقف، ايها الانسان، على اعتاب عصر جديد).
لقد اعجبها كثيراً هذا البيت الشعري، فأخذته وأضافت اليه (ابياتاً اخرى). وهكذا بدأت – كما تقول هي - ((نشاطها الادبي)). وأتجهت في قصائدها الاولى الى التعبيرعن واقع الحياة وقضاياها العامة، أكثر من الاهتمام بالتعبير عن عالمها الداخلي او مشاكلها الخاصة. وكان مدرس الأدب، الذي اطلع على بعض ما عرضته عليه من نتاجها، في طليعة مشجعيها والمعجبين بشعرها. وقد ألقى، في احدى الحفلات المدرسية، واحدة من قصائدها – بنفسه - امام الجمهور الذي صفق لها طويلاً. وكان ذلك في حدود عام 1933. ومن حينها اطلقوا عليها لقب ((شاعرة المدرسة)).
بدأت شاعرتنا النشر في صحف الطلائع، ثم في المجلات الادبية. وحازت على عدة جوائز في المسابقات الادبية للطلائع والشباب. وهكذا فحين بدأت حياتها الجامعية سنة 1936 كانت شهرتها قد سبقتها ((كشاعرة شابة)).
في عام 1945 صدرت مجموعتها الشعرية الاولى التي ضمت قصائد في موضوعات الوطن والحب والحرب كما اشتملت على بعض القصائد المكرسة لولدها. وقد خلقت هذه المجموعة الشعرية جواً مثيراً من النقاش الحار، بسبب من بعض موضوعاتها المتشحة بالحزن والأسى، او كما عبر النقاد حينذاك ((المتسمة بمسحة من المزاج التشاؤمي)). بعذ ذلك دعيت سيلڤ---ا – مع شعراء آخرين – من يرﭭــان الى موسكو للمشاركة في المؤتمر الاول للادباء الشباب في الاتحاد السوڤ---يتي.
وقد ترك اسهامها في اعمال المؤتمر، وكذلك وجودها في موسكو وتعرفها على ناسها ومعالمها، اثاراً بارزة في نفسها، وفي تطوير وتعميق شاعريتها. يضاف الى ذلك ما أفادته ايضاً من تجوالها في ربوع الجمهوريات السوڤيتية المختلفة. وقد ظهر أثر ذلك واضحاً في مجموعتها الشعرية الثانية الصادرة عام 1952 تحت عنوان ((أقربائي))، وحازت هذه المجموعة على جائزة أدبية. ثم توالت، بعدها، دواوينها الشعرية الاخرى: (على الطائر الميمون)، (حديث صريح)، (الأحجار الوردية)، (تأملات)، (أعيش بقلبي)، وغيرها...
شعر سيلڤا كابوتيكيان مفعم بعواطف الحب الانساني العارم: حب للارض والناس، حب لفتى احلامها، وحب لولدها. وقد كرست لهذين الحبيبين الغاليين طائفة كبيرة من قصائدها. لكن حبها الكبير لوطنها ارمينيا ولابناء شعبها كان وما زال، فوق كل شيء.
تقول سيلڤـــا : ((اينما حللت كانت بلادي ارمينيا معي، لصيقة بي، وكذلك ابناء شعبي، كما الام مع طفلها، وكصورة الام في عيني الوليد)).
قصائد سيلڤـا الذاتية ملتهبة بشتى الاحاسيس والانفعالات الانسانية التي تختلج في قلوب المحبين. فيها التعبير البسيط العميق الصريح عن لحظات السعادة والشقاء والرضا والغضب، والوئام والخصام واللقاء والفراق، والانتظار والوداع... وما يترك كل ذلك من آثار الفرح او الحزن، الهدوء او الاضطراب، والطمأنينة او القلق...
وهذه قصائد أربع انتقيتها من مجموعتها الشعرية المختارة الصادرة – بالترجمة الروسية - عام 1959 في موسكو.
بقي أن اقول إن القصائد الاربع، جميعها، هي دون عناوين، أصلاً. أما العناوين المثبتة هنا، فقد وضعتها بنفسي، معتمداً الجو العام لكل قصيدة.

لماذا ؟!
أجل، ياحبيبي، أجل!
طلبتُ اليك الرحيلْ،
نهرتُك: دعني، من المستحيلْ
علينا البقاءْ.
أجل، ياحبيبي، أجل!
وقلتُ: وداعاً، الى لا لقاءْ!
فقد كنتُ غضبى عليك.
ولكنَّ دمعي الهتونْ،
برغم كلامي، جرى في العيونْ.
لماذا، حبيبي، لماذا
صدقت كلامي ووجدي عليكْ
واغمضت عن ادمعي مقلتيك؟!
لماذا؟!

الرسالة
ما أكثر المرات التي قرأت فيها رسالتك!
حتى لأكاد احفظها عن ظهر قلب.
واليوم، وودت أن أعيد تلاوتها من جديد،
لكي أبدد الاحزان.
بحثت عنها في دفاتري، بين وريقاتي المتناثرة...
واخيراً، اهتديت اليها في كتاب ((ﭭوﭼيك)).
ابتسمتُ... وابتسم ﭭــوﭼــيك.
لَكم هي صافية تلك الابتسامة على الصورة!
في مقلتيه المتألقتين حباً...
أبصر البهجة، كما لو انها الدعوة أنْ: تمتعي بالحياة!
هو سعيد، لأنّ السِفْر الذي كتبه بالدم
تغفو في حناياه... رسالةُ حب.


أنتَ...
أنت في مهجتي، في أنفاسي،
في أشجاني وفي مسراتي.
تتوهج في اغنياتي كاللهب أنت،
أتطلع الى الآخرين، لكنما امام ناظري أنت.
أيما دار ولجتُ، هنالك تحل ضيفاً أنت.
أنت الهواء والضياء، وأنت العاصفة والسكون.
الى أين ياترى، الى أين منك المفرّ؟!

ساعة الجدار
النجوم تسكب انوارها اللبنية،
العالم منغمس في الظلام...
لكن ساعة الجدار مازالت، دونما كلال،
تملأ الدار بتكتكاتها العالية.
إنها – في الليل والنهار- تصنع
السعادةَ لوليدي الصغير.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع