الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجاهلوا فلاح العازمي ، المجهري

محمد ليلو كريم

2019 / 5 / 3
المجتمع المدني


تجاهلوا فلاح العازمي ، المجهري ..
محمد ليلو كريم
يبدو أن منعطفًا جديدًا تتخذه العلاقات العراقية الكويتية ، وهو منعطف ( سيناريو ) مُكرر يُراد له أن يعمل بصيغة جديدة لتأسيس مرحلة شرق أوسطية تُناسب القرن الذي شارف عقده الثاني على الانقضاء والعراق دائم البذخ في موائد المشاريع الكبرى وهو كريم حتى إنه لا يطلب أجرًا كبيرًا أو ما يُعادل خدماته الضخمة التي يُقدمها بل قد يعمل بلا مقابل فلو تتبعنا العقود لوجدنا أن خدمات العراق في سبعينيات القرن الماضي أغلى من ثمن الخدمات العراقية في عقد الثمانينات ، وفي عقد التسعينات انخفض الأجر انخافضًا كبير فكُنا ننتظر الدواء والغذاء مقابل النفط و( الخدمات ) كأجر ، وحتى بعد ٢٠٠٣ كُنا نُقدِم خدمات ضخمة بجودة يشهد لها العالم مقابل لا شيء تقريبًا ، ولا يغرنكم كعراقيين مرتبات وزارتي الدفاع والداخلية وقوى الأمن فبمجرد مقارنتها مع ما يقابلها من وزارات ومؤوسسات في دول الخليج سيتضح الفارق الكبير ، أو بالأحرى الفارق المهول ، في حين أن الساسة الحُكام والوزراء في دولتنا قد يتفوقون على حكام خليجيين ووزراء في الثروات التي جنوها من مناصبهم ووظائفهم ، وأنا أستذكر تلك القمة التي طالب فيها صدام حسين بمزيد من الأموال الخليجية بعد توقف الحرب مع ايران وانتهاء عقد ( التخادم السياسي ) حيث كان الخليج يُمول ويدفع الأموال برضى وبالإكراه للعراق مقابل زج المزيد من اجساد الشباب في محرقة البوابة الشرقية ، فلما توقفت الحرب توقف تدفق أموال أهل الخليج النفطي الى العراق ، بل طالب الخليجيون بالأموال التي دفعوها كثمن لدماء مئات آلاف الرجال العراقيين واعتبروها ديون ، بل ويُقال أن نفط البصرة الجنوبي تعرض للسرقة عبر عملية نهب تحت أرضية . طالب صدام حسين بأموال من الخليج في أول قمة بعد حرب الثمان سنوات فكانت النتيجة أن أموالنا جُمِدت في بنوك العالم وحوصرنا وتم نهبنا جهارًا نهارًا ، وكُل ما تعرض له العراق من نهب وتسليب وسرقة وتدمير وإفلاس وإفقار كان بسبب دخول القوات العراقية للكويت ، فهل نُعيد الكرة ونخسر ونُنهب ونُسرَق ونواجه الخطر والدمار ونفس السبب هو الكويت ، مالنا وهذا المتر المربع الصحراوي الجاثم جنوب حدودنا الجنوبية ؟؟ .. هل يستحق متر مربع من الرمال أن نغامر ببلدنا الكبير ، ونُقحِم جيشًا جرار في بقعة جرداء لا غابة فيها ولا نهر ولا جبل ينحدر عنه شلال ولا أراضٍ خصبة ولا تنوع حضاري أو لغوي أو ديني ، أو لعل ساحرًا ألقى علينا تعويذة أوهمتنا أن الكويت تشبه بافاريا ؟؟ لماذا نُجَر مرة أخرى الى مواجهة خاسرة ، ولا يعتقد أحد من العراقيين أنني أحذر من نفس السيناريو الذي تعرضنا له في عام ١٩٩١ بعد اقتحام قواتنا العسكرية الكويت . لا ، نفس القوة التي وقفت مع الكويت ضد صدام ونظامه ستدفع بالكويت الى العراق ليضمها لأراضيه فالغرب الرأسمالي لا يحترم الأمتار المربعة الصحراوية ، فماذا بعد نفط من ثروة أو إغراء تقدمه الكويت للعالم الصناعي ؟؟ ..
علينا أن نرفض ضم الكويت العراق إلا بعد تفاهم تام مع من يتحكم بمصير الكويت والأمتار المربعة الصحراوية ، وهو مُتحكِم يحترم ويُقدِر ويفهم ما للعراق من حضور جغرافي واقتصادي وسياسي وتاريخي في المنطقة وعلى المستوى العالمي ، فإذا أجبِرنا ( وسوف يحدث هذا ) أن نضم الكويت للعراق وضغط العالم المتقدم القوي علينا لإتمام هذا المشروع وتنفيذه فمن مصلحة دولتنا ومواطنيها أن نعرف ما تملك الكويت والكويتيين من أموال وأرصدة وعمليات تجارية واستثمارات داخلية وخارجية ونطالبهم بأن يكونوا أهلًا حين يتحولون للسيادة العراقية فإذا ما بدر منهم أي رغبة في ( المقاومة ) - فلربما مازالوا يعتقدون أن للعراق أطماع في ( بافاريا ) العرب - وجب ضمهم ولكن وفق الحكم الذاتي فننتفع بالكويت بما تفرضه سيادة الدولة العراقية ونعزلهم عبر اجراءات حازمة ولا بأس بتقطيع اجزاء المتر المربع بالاسلاك الشائكة وأجهزة الرصد لكي لا يكونوا علينا عبئًا ..
لو تمعنا في قول ما يُسمى بشيخ عشيرة العوازم المدعو فلاج بن جامع لفهمنا حجم التخلف والجهل والتصحر الثقافي الذي سنُعاني منه عندما تُدمج الكويت الصغيرة في مساحة العراق الكبير ، ففي الكويت عقول خاوية تذمرت منها شخصيات كويتية بارزة كعبد الله النفيسي وناصر الدويلة ، ولنا أن نسأل الفنانة الكويتية شمس لما فضلت الجنسية الأجنبية على الكويتية ، والخلاصة أن الكويت لن تعود بمنافع وفوائد على العراق ، بالعكس ؛ العراق سيُعاني من عقول نرجسية واهمة تعتقد أن بلدها الكويت ذلك البلد الكبير الثري الدائم الثراء والغنى وأن له تأريخ امبراطوري عظيم وانتصارات عسكرية تاريخية عظيمة وحضارة عريقة ، فأعاننا الله على تلك اللحظة التي نصحو فيها صباحًا فنجد الكويت ضمن خارطة العراق ونضطر للتعايش مع تركة مشوهة ثقيلة ضارة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف قارب أبو عبيدة بين عملية رفح وملف الأسرى وصفقة التبادل؟


.. الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد




.. حريق يلتهم خياما للاجئين السوريين في لبنان


.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تجتاح الجامعات الأميركية في أ




.. السعودية تدين استمرار قوات الاحتلال في ارتكاب جرائم الحرب ال