الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النقابات التعليمية المغربية تحت المجهر

ياسين اغلالو

2019 / 5 / 4
ملف 1 أيار - ماي يوم العمال العالمي 2019 - سبل تقوية وتعزيز دور الحركة النقابية والعمالية في العالم العربي


طنجة في 04/05/2019
النقابات التعليمية المغربية تحت المجهر
يعود سبب اختيار عنوان هذا المقال إلى الرؤية الداخلية للحياة النقابية، التي أضحت مكشوفة لدى العديد من المهتمين، ولعل الشيء المثير في مسار الحياة الداخلية للنقابة هو غياب الحد الأدنى لمبدأ الديمقراطية الداخلية الذي يعد اللبنة الأساسية لبناء نقابة عمالية ذات مضمون جماهيري كفاحي بقيادة طلائع النضال. إن تدني الممارسة الديمقراطية له جذور حزبية، فالمتأمل في المشهد الحزبي الحالي يجد أن المحرك الأساسي داخله هو الطبيعة الإنسانية الشريرة المتمثلة في النزوع إلى الفردانية، والأنانية المفرطة، العدوانية، المكر والخداع ، فحضور هذا البعد السيكولوجي في الممارسة الحزبية ينعكس بشكل أو بآخر داخل الحياة النقابية نظرا لانعدام الفصل التام بين الحزبي والنقابي في الدينامية النقابية بالمغرب، حيث لكل حزب سياسي دراعه النقابي الذي يقتات عليه ويصارع من أجل الهيمنة داخله إذا وجد حزب أو تيار معارض له ، وفي إطار هذا الصراع المرهق بين هذا وذاك يتولد الانشقاق المؤدي إلى التشتت النقابي، ليقدم كل واحد نفسه الأفضل والمنقذ للشغيلة التعليمية متناسيا سلبية هذا التمزق.
إن العمل في إطار التعددية النقابية قد يحيل إلى الممارسة الديمقراطية التي تهدف إلى خدمة الشغيلة التعليمية غير أن واقع الحركة النقابية المغربية في الآونة الأخيرة يكشف عن مدى سلبية تعدد الإطارات النقابية، خاصة بعد الانشقاق الذي عرفته الكونفديرالية الديمقراطية للشغل المنشقة عن الاتحاد المغربي للشغل، حيث لم يتحقق شيء بالمقارنة بالماضي للطبقة العاملة وللشغيلة التعليمية، ففي الماضي عملت القيادة النقابية على انتزاع مجموعة من المكتسبات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ويرجع ذلك إلى عدم بروز التمزق النقابي، لكن اليوم نسجل تراجعا خطيرا على العديد من مكتسبات الشغيلة التعليمية، ومرد ذلك إلى الشتات النقابي كما هو واضح . وأمام هذا التراجع وضعف المقاومة من طرف القيادة النقابية المتبقرطة لم يعد هناك مخرجا للشغيلة التعليمية سوى المواجهة المباشرة للباطرونا من أجل صد الهجمات وتحقيق المطالب، الأمر الذي أدى إلى توزيع الشغيلة التعليمية وتشرذمها، إنها اليوم مجرد فئات موزعة وفق القانون الأساسي لوزارة التربية الوطنية، منضوية تحت إطار سرطان التنسيقية الذي أضحى اليوم يطارد الإطارات النقابية ويطالبها بتبني معارك نضالية حقيقية، تتماشى وتطلعاتهم النضالية. غير أن تنامي مثل هذه السرطانات لها نتائج سلبية لعل أهمها : إضعاف الأداة النقابية شكلا ومضمونا، نظرا لقدرة التنسيقية على التأطير واتخاذ المبادرة رغم ظرفيتها، فالتنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد التي يتجاوز عددها عدد مجموع المنخرطين داخل نقابة معينة أبدعت أشكالا نضالية جد مهمة، كما قدمت دروسا في الديمقراطية من خلال الاحتكام للقواعد وإن كانت أحيانا لا تصيب الهدف وهذا يشكل طعنة في واضحة النهار لدى بعض النقابات البيروقراطية أو السائرة نحو التبقرط .
أمام هذا المشهد، أصبح من اللازم على القيادة النقابية أن تقدم نقدا ذاتيا لأساليبها وممارستها وتلتفت لحياتها الداخلية لكي تتدارك الزمن النقابي حتى لا تتآكل وتصبح في خبر كان. إلا أن الأمر لم يتم إلى حدود الساعة، بل أصبح وضع القيادة النقابية أكثر سوء نظرا لاختلاق مواقع جديدة في الصراع لم تكن معهودة من قبل، كالوساطة، والدعم والمساندة وما إلى ذلك، التي تعبر بالملموس عن تطبع القيادة النقابية بالجو العام الذي فرضته التنسيقيات، والفئات وبعض الأحزاب (لجن الدعم). وعليه فالمهمة العسيرة الملقاة على جميع المناضلين طلائع النضال داخل مختلف الإطارات النقابية هي استكمال مشروع التوجه الديمقراطي وتحصينه لكونه الكفيل في إعادة الثقة في صفوف جماهير الشغيلة التعليمية وتوحيدها.

بقلم مناضل نقابي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا


.. القسام تعلن تفجير فتحتي نفقين في قوات الهندسة الإسرائيلية




.. وكالة إيرانية: الدفاع الجوي أسقط ثلاث مسيرات صغيرة في أجواء


.. لقطات درون تظهر أدخنة متصادة من غابات موريلوس بعد اشتعال الن




.. موقع Flightradar24 يظهر تحويل الطائرات لمسارها بعيداً عن إير