الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديستوبيا.. من وجهة نظر حسين بريسم

عمر مصلح

2019 / 5 / 8
الادب والفن


للصدمة مديات حين تكون داخل الفراغ.. إذ تكون لها أصداء تتكسر في داخل الروح البشرية، والذي تابع عرض مسرحية (ديستوبيا) سيكون شاهد استنطاق الصمت الذي تسيد مشهد الحياة، وثمة أصوات بوليفونية تصاعدت وأشَّرت الخلل الذي تسيَّد مشهد الآن.
وكما معلوم أن البوليفوني موسيقا تعني إصدار نغمتين أو أكثر في نفس الوقت.. وهنا في هذا العرض تعالت صرخات برتبة قضايا، بعد أن تحررت من سلطة الراوي المطلق أو الـ(صولو).. بل أصرَّت على النطق بأصواتها ـ تناغماً وتوصلاً ـ بعد أن تخلصت من أحادية المنظور واللغة والاتجاه والإسلوب.. وبتعبير آخر تم الحديث في هذه المسرحية المتعددة الأصوات والمنظورات عن حرية البطل النسبيةواستقلالية الشخصية بالتعبير عن الهم الذاتي والهم الجمعي.
ومما يثير الإنتباه والاهتمام هو الإلتزام الذي رافق العرض، وهنا أقصد حرية الإختيار القائم على المبادرة الإيجابية الحرة من ذات صاحبه، مستجيباً لدوافع وجدانية نابعة أعماقه.
وهنا أستعير ماقاله الناقد محمود أمين إذ يقول:
من طبيعة العمل المسؤول أن يكون هادفاً إلى غاية معينة، وللإلتزام الفكري هدف، هو الكشف عن الواقع والسعي إلى تغيير ماليس سليماً فيه، وإن كان بصرخة أو رجاء أو بوح.
ومخرج هذا العمل حسين بريسم حاول جاهداً أن يجعلنا شهوداً على القضية رغم إننا ضحاياها أصلاً.
وهذا ليوصلنا إلى أن المأساة محاكاة فعل نبيل تام بلغة متبلة بملح التزيين، ليثير الرحمة والخوف بغية الوصول إلى التطهير.
وهنا وجدت شباناً قاموا ـ وربما باللاوعي ـبتسجيل مواقفهم وفق ماورد في سفر حياة كانوا فيها صغاراً، أقصد صغار سن وليس مقاماً.
لكنهم واعون حد الصدمة.
فوجدنا بريسم قد استطاع بشكل أو بآخر تجسيد النص برؤيا واضحة رغم العتمة التي تسيدت المكان، إذ كان ممسكاً بأشيائه بمهارة.. فقدم عرضاً مسرحياً تجريبياً انتمى لأكثر من اتجاه، وهذه جرأة كبيرة حسب اعتقادي، كون ممازجة أو ممازجة أكثر من اتجاه، تكون من الصعوبة بمكان.
ومن الضرورة الإشارة إلى إثارة مسألة المكان كبيئة للعرض. إذ كان موفقاً جداً.
إذاً هناك قصدية واضحة لالتزام هذا المخرج الواعد بقوانين الأزمة، وأداء ممثليه أكد ذلك حيث انتخب الحوار المجتزأ مرة وغير الواعي مرة والتعبير الجسدي مرة أخرى، وكان الأداء من الرقي والأناقة قيمة عليا.
حقيقة كنت أتابع العمل وأقارن بين عمر المخرج وممثليه وبين وعيهم المتجاوز لمسافات من البوح.. فيتردد صدى أسئلتي في أنحائي
هؤلاء الشبان سيكونوا ذات شأن ذات الق.
أما تقنيات العرض التي تصب في خليج عدم الإمكانيات جعلته قاب قوسين أو أدنى من المجازفة.
وأخيراً يجب أن أترحم على المغفور له (بريسم) الذي أنجب حَسَنَاً، وتجميلاً أسماه حُسين.
وعليَّ أن أبارك هذا الفريق، وأشكر كل من أسهم في بنائه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ


.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ




.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني


.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق




.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع