الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن المرأة التى فى حياتنا، والآن فى الثورة.

جابر حسين

2019 / 5 / 10
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


عن المرأة التى فى الحياة، والآن فى الثورة.
‏-----------------------------------------
‏(بأسم الضحكات التى فى الشارع
‏ والعذوبة التى تجمع أيدينا
‏ وبأسم الثمار تغطى الزهور
‏ فوق أرض جميلة طيبة
‏"أرض الميدان"
بأسم الرجال فى السجون
وبأسم النساء فى المنفى
وبأسم كل رفاقنا
المستشهدين والمذبوحين
لأنهم لم يقبلوا الظلمة.
علينا أن نتدفق بالغضب
وننهض بالحديد
حفاظا على الصورة العالية
صورة الأبرياء طوردوا فى كل مكان
‏*** *** ***
فى كل مكان سينتصرون)

‏ - إيلوار:انتصار جرنيكا، ترجمة فؤاد حداد، دار الثقافة
‏ الجديدة1977م،ص40/41 -



بالأمس،
فى حمى الميدان ‏
قالت لي: ‏
‏"الحياة أنثي"!.‏
تفكرت قولها وقلت لها ‏
ملء قلبي:‏
وهل تكون حياة ‏
أن لم تكن أنثي؟!

سئل نزار يوما، كيف يكون شكل الكون بدون المرأة؟، فقال: (سيكون ‏الخراب، ولن يكون هناك كوكب قابل للسكني بدونها... إذا لم تكن هناك ‏أمرأة، فلن يكون هناك شئ، لا شمس، ولا قمر،‎ ‎ولا محيطات، ولا ‏غابات، وإنما كوكب منطفئ، وأرض مالحة، وبيئة ملوثة، ومستودع ‏كبير لرمي النفايات!). كان نزار لا يري القصيدة التي لا أمرأة فيها، لأنها ‏ضرورية لها، من أساسيات القصيدة. كان يري أن هناك أمرأة من شعر، ‏تأتيه حاملة في ضفائرها الشعر وفي خصرها الإيقاع، إيقاع الحياة، ‏فتكتبه شعرا جميلا فيها، هي مادته الأساسية وفتنته‎ !
عن تلك المراة/الشعر، المرأة/الحياة، قال أيضا:(هي التي إذا لامست يدي ‏يتكهرب الكون، وتزداد سرعة الكرة الأرضية، ويتحول تراب الأرض إلي ‏ذهب. المرأة / الشعر لا تأتي بسهولة، ولا ندري متي تأتي ومن أين ‏تأتي، ولكنها إذا جاءت قلبت قوانين الطبيعة، وغيرت أسماء الأيام ‏والشهور، وجعلت الثلج يسقط في شهر تموز، وسنابل القمح تخرج من ‏حقيبة الشتاء، والشمس تشرق من عيني حبيبتي). المرأة، إذن، هي ‏رحيق هذا العالم ورؤاه البهيجة وجمالياته التي تكسبها سواحلا لا تحد. ‏‏(مرة هي الحياة بدونهن، مرة هي الحياة) كما قال درويش الحبيب. ولقد ‏كان نزار مدركا لموضع المرأة في الوجود الإنساني الذي لا يكون إلا ‏بها، وعالما بعوالمها المدهشة في مطالعها الفاتنة، لهذا كرس جل شعره، ‏تقريبا، للصلاة في محرابها. وأنا أطالع بعضا من قصائده البديعات ‏تذكرت مقولة جبرا عن نزار، إذ قال:(الكثير من شعر هذا العصر ‏سينقرض، والكثير من الأسماء اللأمعة فيه ستنسي، ولكن أسما واحدا ‏من السهل علي المرء أن يجزم ببقائه: نزار قباني.). إذن، من أراد أن ‏يعيش الحياة بجدوى ونبالة، ومن أراد لشعره الخلود، ‏فليدخل المرأة إلي قصيدته، فحيثما تحل يغدو الوجود جميلا جميلا‎ ‎‏. أما ‏فى شأن الثورة، قد فعلها، وقال بها الإعتصام المهيب، قالها الميدان ‏بأوضح وأجمل ما يكون، أنها الثورة، وسيأتى العصيان الكامل والعصيان ‏المدنى، هذا الذى سيكسر شهوة العسكر الإنتقالى وتدليسه على الثورة ‏والثوار، لكن الثورة، وحدها، هى القادرة على دحر الطغيان . علينا أن لا ‏نترك الوطن، بعد الآن، فى متناول الشيوخ والدجالين، علينا أن نكتب ‏ونرسم كثيرا على الجدران، أن نمتن ونقوى المتاريس ونكثر من ‏الحشود، سيكون صوت الثورة وفعلها عاليا عاليا وقادرا، ولنترك الأطفال ‏يخلطون بين الألوان، بما فى ذلك بين الأحمر والوردى، فأصحاب اللون ‏الوردى يلتحقون بركب اللون الأحمر ببعض الألوان، ألوان علم ‏السودان، فى الأنف وعلى الخدود والجباه. ولنغنى للثورة أناشيدها، ‏لتمجيد(الكنداكات) الجسورات فى مقدمة ركب الثورة وهى تنهض باعباء ‏التغيير. ينبغى أن نبدأ بتمجيد المرأة، أن نطالب الثورة بنصيبها المستحق ‏منها،أن يبدأ مثلا، الدستور فى فصله الأول بتعريفها والتكفل بتوقيرها، ‏بأن يكون نصيبها فى مؤوسسات الدولة بالنصف، 50%وليس40% . ‏قد يبدو بعضنا، لوهلة، أننا متشائمين قليلا عما يحدث الآن فى الوطن، ‏قد نبدو حالمين ونحن نكد يوميا فى اتجاه رفض كل ما قد يهدد كينونتنا ‏أو يضعها مرمى النار والحجر، أو فى اتجاه الغياب والتهميش والإقالة ‏القسرية من العالم ومن الحياة والعودة بالتاريخ إلى هرطقات رجال الدين ‏يلوحون بألواحهم المقدسة ويتهددون ويعدون بالجحيم، والجنة يوزعونها ‏على الملأ، أؤلئك تجار الدين الظلمة ياوطنى.
قد نبدو (شذاذ آفاق) ونحن نرفض المتاجرة بأحلامنا وبدم كل الذين ‏غادروا مشيئة القطيع وانطلقوا فى رحلة بحث شاقة عن الإنسان، تمجيدا ‏له ولفعله ولحلمه. المرأة، الآن، هى السيدة، فى يوميات حياتنا وفى ‏الثورة الراهنة، لهذا، قد رأينا بعض الخلايا النائمة للظلاميين تنهض ‏وتسعى فى زوايا الميدان، فى ساعات الفجر، تعتدى على الثوار، قال ‏أيه، حرام (المبيت) على الكنداكات فى الإعتصام، أؤلئك أعداءك ياوطنى!
سيكتب، عما قريب، فى كتاب ثورتنا، الريادة والوسامة والجسارة للمرأة ‏السودانية، عنفوان الثورة ورحيقها.
‏... ... ...

وأنا في أعلي أعاليها،
فى الميدان...‏‎
سألتني‎ :
‏(حدثني عنك وعن الثوار،‎
هل جميعهم يشبهونك أم‎
إنك خلقت من ضلع الوطن؟).‏‎
‎... ... ...
فحدثتها‎ :
بتول كما العذراء‎
مبللا بالمواجد ونسلي في الشجرة التي‎
يصاحبها الندي،‎
وفي صباحاتها المطر‎
مؤمنا بدرب الطير والخطر‎
أسمي هو أسمي‎
لكن ترجمتي بائسة‎
ولا معني لي إلا بك‎ !
أنا أبن هذا الوطن‎
تركت عواطفي تركض،‎
وظنوني ترحل‎ ...
تخففت منها حين تعودت الفرح‎
وصادقت المرح‎
وتعلمت ما يلزمني‎ :
لغة الماء في الموج‎ ...
قانون الطفو في بحر حبك
فى حب الوطن.‏‎
‎... ... ...
صعدت إلي نجاتي‎ ...
أخبرتني الزرافة إني نجوت‎
أخبرني الطير بأني لأجلك مولود‎
وفي فردوسك سأعيش و... أموت‎ !
أخبرني الباب بدخولي‎
أخبرتني الحديقة بزهوري‎
بالجوري‎
والدوري‎
ونحولي حين أحب ولا أتوب‎
أخبرتني أمي حين إلي‎
رشدي أثوب:‏‎
‏(مريض أنت بعشقك‎ ‎‏
بهذى البلاد...‏‎
تسهر إليها الليالي،‎
ياحبذا الوهلة‎ ...
تسوح من حلم إلي حلم‎
فأذهب إليها،
إلى الحبيبة والبلاد‎
حتي تكون في عرشها‎
تنام وتحلم في صدرها‎ !
‎... ... ...
الآن، الثورة قادتني إلي الميدان‎
أتوه فيك لأعثر علي‎ ...
وأعثر إليك وأعثر‎
أسعي إليك،‎
ولا أصادف في سعيي إليك سواك‎ .
غنية بالمودات ،‎
قريبة من القلب‎
سالمة من العماء‎
سالمة في النجاة‎ ...
ولي ،‎
وردة من نعيم الشقاء‎!‎‏

تحية إليهما، للثورة والثوار، للمرأة السودانية رائدة الثورة وشعارها.‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا استدعت الشرطة الفرنسية رئيسة الكتلة النيابية لحزب -فرن


.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح




.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا