الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


«الرّوض العاطر في نزهة الخاطر» وأُمّةُ الفُروجِ...

مالك بارودي

2019 / 5 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كنت قد نشرت منذ سويعات صورة لإحدى صفحات كتاب «الرّوض العاطر في نزهة الخاطر» للشّيخ محمّد النّفزاويّ، من الباب التّاسع المعنون بـ"في أسماء فروج النّساء"، ووضعت تعليقًا على الصّورة يقول: "أمّة الفُروج".
ولمن لا يستطيع الحصول على نسخة من الكتاب، ما ورد في هذه الصّفحة هو ما يلي:
"إعلم يرحمك الله أن لفروج النّساء أسماء كثيرة فمنها: 1- الفرج، 2- الحرّ، 3- الطّبون، 4- التّبنة، 5- الكسّ، 6- الغلمون، 7- العصّ، 8- الزّرزور، 9- الشّقّ، 10- أبو طرطور، 11- أبو خشيم، 12- القنفوذ، 13- السّكّوتي، 14- الدّكّاك، 15- الثّقيل، 16- الفشفاش، 17- البشيع، 18- الطّلّاب، 19- الحسن، 20- النّفّاخ، 21- أبو جبهة، 22- الواسع، 23- العريض، 24- أبو بلعوم، 25- المقعور، 26- أبو شفرين، 27- أبو عنكرة، 28- الغربال، 29- الهزّاز، 30- المودي، 31- المعين، 32- المغيب، 33- المسبول، 34- الملقى، 35- المقابل، 36- الصّبّار، 37- النّاوي، 38- المصفّح، 39- المغمور، 40- العضّاض، وغير ذلك.
فأمّا الفرج سمّي بذلك الإسم لإنحلاله وقيل يُطلق على المرأة والرّجل. قال الله تعالى "والحافظين فروجهم والحافظات" (سورة الأحزاب، الآية 35). والفرج هو الشّقّ يقال إنغتحت لي فرجة في الجبل أي شقّ وهو بفتح الفاء وسكون الّاي ويطلق على فرج المرأة وأمّا بفتح الفاء والرّاء فيراد به تفريج الكربة ومن رأى في منامه فرج المرأة وكان في كربه فرج الله كربته وإن..." إنتهى محتوى الصّفحة.
فأتى المدعو "أحمد هرابي" ووضع تعليقا على منشوري يقول فيه ما يلي (باللهجة التّونسيّة):
"كتاب متاع ثقافة جنسية يعطي فكرة عن الجنس في العصر الوسيط... مفماش علاش تسقطو اسقاط على امة كاملة. عالاقل السيد في هاك العصر بحث ولوج وعمل كتاب قيم رغم غياب كل الامكانيات. الظاهر انك يا متعرفوش و تتبوهم يا تعرف الكتاب واعطيك كيفاش تشيطن هالامة بشوية الباهي وببرشا الخايب الي عندها." ("هذا كتاب ثقافة جنسيّة يعطي فكرة عن الجنس في العصر الوسيط... لا يوجد سبب يجعلك تُسقطه على أمّة كاملة. على الأقل، الكاتب في ذاك العصر بحث وكتب كتابا قيّما رغم غياب كلّ الإمكانيّات. الظّاهر أنّك إمّا لا تعرفه وتتغابى وإمّا تعرف الكتاب ولا تبحث إلّا عن أيّة فرصة لتشيطن هذه الأمّة بمحاسنها القليلة ومسوئها الكثيرة")
وكردّ على هذا التّعليق المليء بالإتّهامات الموجهة لشخصي، رغم أنّه يزعم أنّه يستنكر كلمتي "أمّة الفُروج" ويعتبرها إتّهاما غير مقبول، أقول ما يلي:
أوّلا، أعرف الكتاب المذكور وقد قرأته وإطّلعت على ما فيه منذ زمن بعيد، وليس من عادتي التّطرق لمواضيع لا علم لي بها.
ثانيا، ليكن في علم المعلّق أنّه لا مشكلة لديّ مع كتب الجنس سواء كانت إباحيّة أو حتّى مغرقة في البورنوغرافيا. فكلّ كاتب حرّ في أسلوبه ومواضيع نصوصه. والجنس بالنّسبة لي شيء طبيعي جدّا ولست ممّن يدخلونه في قياسات الحلال والحرام المتخلّفة والموروثة عن الأديان وهلوساتها (بما أنّي لا أعترف بها ولا بآلهتها) ولا حتى في قياسات متعلّقة بالأخلاق إلّا في بعض الحالات كالإغتصاب أو الجنس مع الأطفال.
ثالثًا، إعتبار هذا الكتاب كتابًا قيّمًا هو حكمك الشّخصي وهو لا يلزم أحدًا غيرك. فدع تصنيفك لنفسك.
رابعًا، الكتاب في حدّ ذاته مجموعة من الأساطير والخرافات الشعبيّة والوصفات الطّبّية الجنسيّة التي لا دليل على صحّتها، ولا أرى منه أيّة فائدة تُذكر في عصره، ناهيك عن أن يكون نافعًا في عصرنا الحالي، عدا مساعدة البعض على الإستمناء.
خامسًا، الصّفحة التي نشرتُ صورةً منها تُعدّد أسماء الفُروج في اللّغة العربيّة. فما الفائدة التي يحصّلها القارئ إذا عَلِمَ أنّ من بين "أسماء الفرج الحُسنى" ألفاظ مثل "العضّاض" أو "أبو طرطور" أو "أبو شفرين"؟ ما الفائدة؟ لا شيء. تمامًا مثلما هو الحال بالنّسبة لمعرفة "أسماء الله الحسنى". (هذا التّحديد المضمّن في لفظ "الحسنى" يمنح مشروعيّة كبرى لسؤال لم يجبني عليه أحد إلى الآن: هل هناك "أسماء الله السّوأى"؟)
سادسًا، وفي علاقة بما سبق، دعني أقول لك شيئًا: اللّغة العربيّة لغة هُراء وثرثرة تتعدّد فيها الألفاظ دون فائدة. فما حاجة أي إنسان لحفظ ثلاثين إسمًا للأسد وأربعين إسمًا للقرد وخمسين إسمًا للصّرصار؟ بماذا ينفع كلّ هذا؟ لا شيء.
سابعًا، صاحب الكتاب كان شيخًا و"قاضي أنكحة"، أي قاضيًا "شرعيًّا" بالمفهوم الإسلامي. وهذه في حدّ ذاتها نُكتة. لطالما صدّعوا رؤوسنا بعبارات من قبيل "الإسلام دين عفّة وحياء"، ثمّ نجد شيخًا وقاضيًا شرعيًّا يتعامل بالفقه والقرآن يحدّثك عن نكاح الحيوانات ونكاح الدّبر ويحثّ على ما يُعتبر في حكم الإسلام "فحشاء". ألا ترى في هذا الأمر أيّ تعارض؟
ثامنًا، في الفقرة الثّانية من الصّفحة المصوّرة، يستشهد الكاتب بالآية 35 من سورة الأحزاب، كما هو مدوّن في الهامش. ولو عددت الألفاظ والإيحاءات الجنسيّة وأسماء الأعضاء من فرْجٍ ودُبرٍ في القرآن لوجدت الكثير. فهل هذا كتاب دين أم موسوعة جنسيّة أم دليل للمساعدة على العادة السّرّيّة أم ماذا؟
تاسعًا، أنت تتّهمني بأن كلّ غرضي من منشوراتي هو تشويه وشيطنة الأمّة... في الحقيقة، أنتم من شوّهتم صورتكم بأنفسكم بكلّ هذه الإدّعاءات الفارغة وبكلّ التّناقضات التي تحملونها. وأنتم من شيطنتم أنفسكم... فإذا كان قرآنكم مليئًا بألفاظ مثل "فرج" و"فروج" وكتب الأحاديث فيها الآلاف من أحاديث "الفُروج" وكتب الفقه بها أبواب كثيرة ومتعدّدة للحديث عن الفُروج وعقولكم نفسها عالقة بين الرّغبة في الفروج والخوف من عذاب ربّ الفروج وأحلامكم متعلقة بحور عين في آخرة وهميّة فروجهنّ لم يمسسها أحد وكلّما نكحتهنّ سارع ربّ الفروج برتق بكاراتهنّ، كيف يكون نعتُكم بـ"أمّة الفروج" إتّهاما غير مقبول وتشويها وشيطنة؟
وللحديث بقيّة...
.
-----------------------------
الهوامش:
1.. صورة لإحدى صفحات كتاب «الرّوض العاطر في نزهة الخاطر» للشّيخ محمّد النّفزاويّ عن أسماء الفروج الحسنى:
http://evassmat.com/5jxt
2.. تعليق أحمد هرابي على منشوري بخصوص كتاب «الرّوض العاطر في نزهة الخاطر» و"أمّة الفروج:
http://evassmat.com/5k4R
3.. مدوّنات الكاتب مالك بارودي:
http://sapolatsu.com/2VLK
http://sapolatsu.com/2VOC
http://sapolatsu.com/2VPK
http://sapolatsu.com/2VQS
4.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
http://sapolatsu.com/2VRv
http://sapolatsu.com/2VT7
5.. صفحة "مالك بارودي" على الفيسبوك:
http://sapolatsu.com/2VUR








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اسم اخر مجهول
ناصر خليل ( 2019 / 5 / 11 - 20:31 )
اخي مالك هناك اسم اخر يجهله كثيرون لوصف الفرج وهذاا لاسم هو: الضاد. قد لا تصدقني حسنا ابحث واعرف بنفسك


2 - كتاب آخر (رجوع الشيخ الى صباه)
حميد فكري ( 2019 / 5 / 12 - 00:44 )
كان على المدعو ،أحمد هرابي،قبل كيل الإتهامات لك أن يقرأ كتاب (رجوع الشيخ الى صباه في القوة على الباه)لمؤلفه الإمام أحمد بن سليمان بن كمال باشا والذي ألفه ،بإيعاز من السلطان سليم الأول .هو كتاب بورنوغرافي بامتياز ،يؤكد على أن المسلمين ،سباقين في هذا المجال ،وأن مسألة البورنوغرافية ،ليست سلعة مستوردة من الخارج أو هي دخيلة علينا ، يفسد بها الغرب أخلاقنا الحميدة ،ليبعدنا عن إسلامنا ،بل على العكس من ذلك فهي سلعة محلية صرفة وماركة مسجلة .
تحياتي