الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليلة القدر وتقويم الليالي العددية العالمي الموحد (2)

محمد بن ابراهيم

2019 / 5 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ماذا لو كانت الليالي العددية في القرءان نصف يوم؟ و ماذا لو كان اليوم في القرءان عددا زوجيا وليس نهارا فقط ولا يوما غروبيا مطلقا؟

تقتضي معالجة هذا الموضوع استحضار عدد من الآيات ذات الصلة ودراستها وفق فرضية أن اليوم عدد زوجي قد يتكون من ليل ونهار أو من نهار وليل، إذ الظاهر أن اليوم في القرءان ليس فقط غروبيا كما جرت العادة قياسا على معهود بني إسرائيل في تحديد مفهوم اليوم، بدلالة أن القرءان اقسم بالفجر وجعله بداية لمجموع عددي من الأيام في سورة الفجر، و قاس هذا المجموع بوحدات متعددة وهي: الفجر، الليالي، الشفع، الوتر، الليل، وقد اختلف المفسرون كما عادتهم في تأويل هذه الآية بين من عد منها ليال عشر فقط وجعلها علما على العاشر من ذي الحجة، وبين من اعتبرها في مجموعها قسما بليلة القدر فتكون بذلك نصا في تحديدها متى أولنا دلالتها العددية.
يحتج الفقهاء والمشايخ على أسبقية الليل على النهار في تحديدهم لمفهوم اليوم الغروبي، وهو تحديد وتعريف ينطوي على قدر كبير من الالتباس، إذ أن معنى اليوم عندهم قد يقتصر على النهار حينا، أو ما يسمونه باليوم الشرعي من الفجر إلى المغرب، وقد يمتد معناه حينا آخر ليدل على اليوم الغروبي الذي يبدأ من الغروب إلى الغروب، وفضلا عما ينطوي عليه هذا التعريف من التباس وتلبيس على القرءان، فان مسوغاتهم في ذلك لا تتأسس إلا على الحس العامي المشترك زمن التدوين، فالقرءان دل ظاهرا على عكس أولية الليل على النهار في قوله تعالى : لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) ولو أن الآية في واقع الحال وكما أرى ضد هذا النوع من التفكير الذي يبحث دائما عن السابق واللاحق، فكون الظواهر الفلكية وما ينتج عن حركتها من ليل ونهار، تجري في فلك وتسبح فيه يجعل سؤال من السابق ومن اللاحق غير ذي مغزى من الأساس. فمثل هذا السؤال لا ينبغي طرحه إلا عن أجسام لها حركة في خط مستقيم، وعلى فرض أسبقية الليل في الخلق أو الوجود على النهار كما دل على ذلك تقديمه على النهار في كثير من الآيات فان ذلك لا يستفاد منه أوليته المطلقة على النهار في حساب أيام شهور قمرية لا تلتزم في اقترانها الفلكي ببدايات الليل والنهار .

الأيام والليالي العددية في القرءان:

نقصد بالأيام والليالي العددية في القرءان الآيات التي ورد فيها اليوم أو الليلة أو كلاهما معا مقرونا بعدد يسبق الليلة أو اليوم، فتكون الليلة أو اليوم أو كلاهما معا وحدات قياس لزمن معدود، فلا الليالي ليال معتمة ولا الأيام مجرد "نهارات"، وقد ورد هذا النوع من الليالي والأيام في الموارد التالية:
1. ليالي الميقات الموسوي وليلة القدر.

وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ (51) البقرة.
وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ۚ وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) الأعراف.

طبقا لفرضية الأنظمة العددية في السياقات القصصية عن الأقوام الغابرة في القرءان، والتي فصلنا فيها القول في المقالات السابقة، فان قيمة الأعداد الواردة في الآيتين أعلاه تتحدد تبعا لأساس العد المعتمد في الحساب زمن النبي الرسول موسى، وليس تبعا للنظام العشري للرسول محمد، مراعاة للمعيار الزمني في القصص، وحفظا للعلاقات الخطابية القائمة بين الله المتعالي على الزمان والمكان وعبده موسى الموجه له الخطاب والمحكوم بالزمان والمكان ضمن حدود النسق المعرفي المتراكم زمنه. وتبعا لذلك، وحيث سبق وان بينا أن نظام العد الموسوي سباعي الأساس في مقال " الحجة وحدة للقياس بمدين"، وحيث أن وحدة القياس المستعملة في حساب هذا الميقات بين الله وموسى هي الليالي بما هي وحدة قياس للزمن لا تحفل بالليل الحقيقي والنهار الجلي، وقابلة للتحويل إلى وحدة اليوم بما هو عدد زوجي قد يكون ليلا حقيقيا ونهارا وقد يكون نهارا وليل بحسب موقعه من الشهر؛ وحيث أن هذا الميقات فرق فيه على اقل تقدير أمر حكيم وهو الألواح، وحيث أن
هذا الأمر الحكيم يفرق بنص القرءان في ليلة القدر: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين .فيها يفرق كل آمر حكيم )، وحيث أن ليلة القدر هذه تقع في شهر رمضان بدلالة قوله تعالى: (شهر رمضان الذي انزل فيه القرءان ) وقوله تعالى (إنا أنزلناه في ليلة القدر) وحيث أن شهر رمضان شهر فجري يبدأ بالفجر وليس مع الغروب استنادا إلى قسم سورة الفجر فان:
الميقات الموسوي قد تم (انتهى) في فجر 14 أي انه انعقد في 13,5 من شهر رمضان : فالعدد 40 ليلة العشري يحتل قيمة 28 ليلة في النظام السباعي لموسى و28 ليلة تساوي 14 يوما، وبهذا فقد انعقد هذا الميقات في ليلة الرابع عشر من شهر رمضان وتم ( انتهى) ميقات ربه في فجر 14 وهذا العدد الذي يحدد ميقات ليلة القدر نص عليه القرءان بطريقته الخاصة في قوله تعالى في سورة الفجر:
والفجر= 0,5 + وليال عشر= 10 ليال حقيقة معتمة وهذا الموضع هو الوحيد الذي سبقت فيه الليالي العدد + والشفع= 2 + والوتر= 1 + والليل إذا يسر = 0,5 والمجموع 14 يوما فجريا وليلة القدر هي في قوله تعالى والليل إذا يسر وجواب القسم في الآية 14 من سورة الفجر وثم اختلاف بسيط بين التحديد الحسابي لليلة القدر وتوطينها كلنداريا سنتطرق له في حينه.
وكخلاصة أولية لهذه الورقة نقول أن الليالي العددية وحدات قياس تمثل 0,5 يوم.وان اليوم العددي بالتالي يمثل 1 ويتكون من نصفين وان ليلة القدر تقام في ليل الليلة العددية 27 أي في اليوم 13.5 من رمضان. والذين لهم باع في سيرة الرسول ليعرفون حق المعرفة دلالة هذا اليوم وان طمسته صروف الدهر وأقوال الجمهور وضاع حساب الشهور هذا بالليالي العددية بتهميش القلامسة مع إلغاء القرءان للنسيء وتحقير شأن الحساب وتحويل الرؤية من وسيلة لكبس الشهور إلى وسيلة لإثبات دخولها. يتبع ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد


.. يديعوت أحرونوت: أميركا قد تتراجع عن فرض عقوبات ضد -نتساح يهو




.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي