الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الرواية .. أياً كانت

حسن محسن رمضان

2019 / 5 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



أحد أهم معوقات التنوير في العصر الحديث هو الموقف الإيماني الذي ينطلق من قناعة راسخة بأن "نص" محدد هو مقدس ذو أصل متعالِ في مصدره أو محتواه، وبالتالي فإن "الحقيقة" لابد وأن تكون كامنة فيه بصورة أو بأخرى. تلك القناعة الإيمانية، وما تفرع عنها من عقائد، هي التي تُحوّل "نص" قد يكون ساذجاً في محتواه وتعاليمه وسرده، أو أسطورياً ذو أصل وثني راسخ في الخيال والوهم، أو معياراً أخلاقياً خاصاً ذو أصل تمييزي عنصري في مقاصده، تلك القناعة الإيمانية هي التي تُحول هذا الـ "نص" إلى نص معرفي أو أخلاقي عام وعميق المعنى في أذهان المؤمنين به، وبالتالي يُمانعون أية محاولة لنقده أو تفنيد محتواه أو التشكيك في مصدره أو بيان عواره ومعناه الحقيقي. إلا أن تلك الممانعة الإيمانية تتعدى عند الإنسان بكثير جداً مظاهر القناعة العقائدية فقط وتتجاوزها بمراحل كثيرة. فهناك حاجة أصيلة، لا شك فيها، في النفوس البشرية إلى الجنوح نحو نوع من أنواع "الإيمان" تتعدى مظاهره بمراحل كثيرة جداً الحاجة إلى الدين فقط. فتلك الحاجة هي ممارسة تلقائية يومية متنوعة مُشاهدة ضمن جميع الطبقات الاجتماعية والثقافية والأيديولوجية البشرية كلها وبلا استثناء طبيعي تقريباً. فممارسة "الإيمان"، أي التصديق بدون دليل أو التصديق حتى وإن كان الدليل يشير إلى العكس، في التعامل الاجتماعي الإنساني هو خطوة أساسية وضرورية في طريق الطمأنينة النفسية التي يسعى لها الإنسان بطبعه في تعامله مع "الآخر"، وهي تشمل كل فرد بشري يريد أن يكون جزءاً من نسيج اجتماعي من نوع ما، حتى ولو كانت على نطاق أسرة صغيرة لا يتعدى عدد أفرادها الاثنين فقط. ففي التعامل البشري الاجتماعي يجنح الجميع، ولكن بدرجات متفاوتة، إلى التصديق التلقائي بـ "نص" أو "رواية" يطرحها عليهم طرف ثانٍ بدون دليل أو ربما الدليل يشير إلى عكسه، وهم بالمقابل، وعلى الأغلب الأعم، يجنحون إلى التصديق وغض النظر عن الدليل الغائب أو الذي يشير إلى العكس، ولكنهم يبررون ممارستهم تلك بمصطلحات متعددة مثل "الثقة أو الحب أو العِشرة الطويلة" أو ما شابهها من مصطلحات. تلك الممارسة، أي الجنوح نحو التصديق بدون دليل أو بوجود ما يشير إلى العكس، الغرض الرئيسي منها اضفاء نوع من أنواع الطمأنينة النفسية الذاتية أو السلام النفسي الشخصي المتبادل في العلاقات الاجتماعية التي ينخرط فيها الأفراد، ولكنها في المقابل تتشابه تماماً مع الممارسة الدينية الإيمانية ولا تختلف عنها في شيء إطلاقاً، بل يتساوى فيها أكثرهم إلحاداً مع أعمقهم إيماناً. فلا غرابة أن يجنح أكثرهم شكاً ونقداً للنصوص الدينية مثلاً إلى تصديق رواية بدون دليل، أو ربما الدليل يشير إلى عكس ما قيل له، إذا جاءت هذه الرواية الاجتماعية من شخص "يحبه" أو يعتبره "ثقة" أو تربطه به علاقة يخاف على استمراريتها على سبيل المثال لا الحصر. ولأهميتها ضمن العلاقات الفردية والاجتماعية فإن السياق العام الاجتماعي يجنح نحو نبز كل مَنْ يطلب دليلاً في "كل" ما يسمع من "روايات" ولا يقبل أغلبها بذاتها على "الثقة" أو الحب والعِشرة بأنه مريض بـ "الشك" مثلاً أو ماشابهها من صفات نبز، وهم بذلك يدفعون أفراد مجتمعهم نحو هذا النوع من الممارسة الإيمانية الاجتماعية في علاقاتهم المتنوعة على الأقل ويشجعون عليها ويتوقعونها من الآخر. إذن، الظاهرة الإيمانية هي "إنسانية" اجتماعية بحتة قبل أن تكون فكرية أو ثقافية أو عقائدية، ولذلك، ولهذا السبب بالذات، لزم إضفاء بعض الضوء على كيفية التعامل مع النص، أياً كان النص، شفهياً أو كتابياً، فيما يخص النصوص التاريخية أو المقدسة بالتحديد. ويجب عليّ أن أكرر لقراء المقالة بأن الغرض من هذه المقالة هو النص والرواية في المصادر التاريخية والمقدسة وليس في التعامل الاجتماعي إطلاقاً لا من قريب أو من بعيد. فما هو مكتوب أدناه ما هو إلا إجابة عامة جداً كتبتها كرد سريع في إحدى المناقشات الخاصة التي دارت حول جزئية محددة في موضوع النص التاريخي والمقدس، ثم نقحت تلك الإجابة أدناه لتكون على شكل مقالة. فالمقالة موجهة بالأصل لمن سأل عن "الموقف المعرفي" الأولي من نص تاريخي قديم أو مقدس قرأه في مصادره، ويريد أن يعرف ما هي إشكالية هذا النص بالتحديد وكيفية التعامل معه، ولكن بصورة مبسطة جداً ومن دون تعقيدات منهجية.

كل "رواية"، أياً كان نوعها، هي "نص"، سواء حكاها لك شخص شفهياً أو قرأتها في النصوص المقدسة أو في كتب التاريخ أو على شكل سرد قصصي. وكل رواية هي في أصلها مجرد "رأي لراويها" أو "وهم" أو "اختراع" أو تركيب منهم معاً مضافاً لهم عناصر من الواقعة الحقيقية التي كان شاهداً عليها هذا الراوي أو نقلها لك من راوٍ آخر، فهي بالتأكيد ليست سرداً لـ "واقعة" مطابقاً للحقيقة بصورة كاملة. فـ "السرد"، أي سرد مهما كان، حتماً عليه أن يفارق الواقع والحقيقة بالضرورة وبدرجات متفاوتة، ولأسباب متعددة ومتباينة. ففي كتابه الممتاز عن النقد التاريخي، كتب الدكتور عبد الرحمن بدوي شارحاً إحدى مشاكل الوثائق التاريخية المكتوبة بأنها ليست إلا "أثر نفسي للواقعة" عند الكاتب أو الراوي، ثم استرسل شارحاً بأن الأثر النفسي هذا رمزي بحت، وأن الرواية ليست الواقعة نفسها بل هو مجرد دلالة على الأثر الذى تركته الواقعة فى عقل من شاهدها. ولهذا السبب فإن الدكتور بدوي يؤكد بأن ليس للوثائق المكتوبة قيمة بذاتها مثل الوثائق المادية (يقصد بالوثائق المادية: العملات واللقى الأثرية على سبيل المثال)، بل قيمتها هي من حيث كونها علامات على عمليات نفسانية معقدة وصعبة التمييز، وأن الغالبية العظمى من الوثائق، التى تزود المؤرخ بنقطة إبتداء استدلالاته، ليس فى جملتها غير آثار لعمليات نفسانية. وما شرحه الدكتور عبد الرحمن بدوي هو بالضبط مشكلة النص أو الرواية، أية رواية، شفهية أو كتابية، في أنها ليست أكثر من تعبير عن أثر نفسي تركته واقعة ما على كاتبها أو راويها، هذا على فرض أنها ليست مخترعة. فعندما ينقل لك شخص ما، مثلاً، شهادته الشخصية عن واقعة هو رآها، فإنه ولابد أن يُضمّن تلك الشهادة، ولو بشكل غير مقصود إطلاقاً، قناعاته الشخصية عن الواقعة وميوله العاطفية أو المبدأية تجاهها وحكمه النهائي فيما يعتقد أنه رآه. إنه يفعل ذلك من خلال اختياره لكلمات معينة في السرد وإلغاؤه لكلمات أخرى، من خلال التهويل أو التبسيط، من خلال التركيز على جزئية محددة وعبوره السريع على أخرى، من خلال نسيانه لتفاصيل متعددة، من خلال تركه لجزئيات هو يراها صغيرة ولا تهم الحدث في رأيه الشخصي أو ربما تعمد إلغاؤها، من خلال تعديل على الأحداث المحورية والجزئية عن قصد أو سهو أو سوء فهم، من خلال التصادم والتعارض بين ما يقصده في تعبيراته المجازية التي يستخدمها في روايته مع ما يفهمه المتلقي منها، من خلال اختياره من أين بالتحديد سوف يبدأ السرد، فأكثرهم صدقاً ولكن أكثرهم دهاءً هم الذين يختارون نقاط البداية بعناية ليتغير الحكم على الواقعة عند المتلقي تماماً مع تغير نقاط بداية السرد، من خلال ميوله العِرقية أو العقائدية أو معاييره الأخلاقية، من خلال كرهه وحبه، من خلال تاريخ صراعه الاجتماعي أو الفكري أو العقائدي ومدى ولائه وتمرده على أشخاص الرواية، من خلال تقديراته الكمية التي قد تباين الحقيقة بدرجات متفاوتة، من خلال مدى أمنه أو خوفه من عواقب الرواية بتفاصيل محددة دون أخرى. كل هذه، وغيرها أيضاً، تُلقي بظلالها على روايته بدرجة أو بأخرى لتجعل الرواية، أية رواية، من الصعب عليها أن تطابق الواقعة الحقيقية تماماً. إلا أن الدكتور عبد الرحمن بدوي يلفت نظرنا إلى مشكلة أخرى في الرواية، فيقول بأن: "وصف الوقائع المادية يمكن أن يكون من بنات أفكار المؤلف وإبداع خياله، وعناصره وحدها هى الحقيقة". وما يعنيه هو أن تفاصيل الواقعة المادية، مثل عدد المشاهدين أو وصف مكان الواقعة أو التفاصيل المادية للمعجزة في النصوص المقدسة أو الأثر الجسدي والنفسي الذي تركته الواقعة عند مشاهديها، هذه كلها إضافات خيالية وضعها كاتب النص إما وهماً أو متعمداً ليزيد من أثر الواقعة في نفس المتلقي أو القارئ الذي كان غائباً عن الأحداث وسيعتمد على "النص" ليكوّن رأيه وقناعاته، ولكن، ومن جهة أخرى، فإن عناصر الرواية ذاتها، أي وجود أشخاص الرواية في الزمان والمكان أو عن وجود إشكالية محددة في ذلك الزمان والمكان خلال تواجد أشخاص الرواية وتم التخلص منها بطريقة طبيعية ومنطقية ومباشرة، تلك هي عناصر الرواية الحقيقية للواقعة.

إلا أن الأمر ينحو نحو تعقيد أكثر إذا كان الراوي ذو نزعة إيمانية صادقة ويريد في نفس الوقت أن يكتب نصاً تاريخياً (أو مقدساً) عن أصحاب عقيدته، عن إلهه، عن شهدائه وقديسيه، عن أنبيائه ورسله، عن صراعهم مع مخالفيهم، عن أقوال ومواقف إلهه أو نبيه أو حاملي عقيدته. إذ النقد النصي أثبت بما لا شك فيه أن أصحاب "التقى الديني" هؤلاء عندما يروون رواية تاريخية (أو مقدسة) فإنهم يتدخلون فيها بالحذف والإضافة، بالتحوير والتجميل، وبالاختراع والتزوير والتهويل، بالتحسين والتجميل فيما يتعلق بعقيدتهم وأصحابها وبالتشويه والتقبيح فيما يتعلق بمخاليفهم. إنهم يُنقحون الواقعة الحقيقية متعمدين وبإصرار، وبوسائل متعددة ومختلفة، بسبب هذا التقى الديني الراسخ في نفوسهم. إنهم يفعلون ذلك لأن هذا "التقى الديني" بالذات، هذا "الضمير الورع" تجاه عقائدهم بالتحديد، يمنعهم من أن يكونوا محايدين في موضوع عقيدتهم، فلا يكون بوسعهم إلا أن ينقحوا في "الرواية"، أو يخترعوها تماماً بعيداً عن الحقيقة. تلك الممارسة يمكن البرهان عليها بسهولة في الأديان الثلاثة ونصوصها المتنوعة. ويزداد التدخل في النص ذو الطابع القداسي كلما ازدادت الفترة الزمنية وازداد عدد الأشخاص بين النقل الشفهي للواقعة وبين كتابتها، بحيث أنها تجنح أكثر وأكثر نحو الأسطرة.

بعد تلك المقدمة أعلاه ستكون إجابة السؤال الآتي واضحاً ومباشراً:
"ماهو الموقف المعرفي الأولي لأي نص نقرأه في نصوص القداسة أو التاريخ القديم؟"

كل النصوص المقدسة أو التاريخية التي تحكي وقائع محددة هي في أصلها آراء، ولا أكثر، تنتظر النقد والبرهان ومقارنة المصادر وتفكيك النص. كتبها أو حكاها شخص ما يحمل في نفسه صراعات مجتمعه أو عقائده أو ثقافته أو عواطفه بالإضافة إلى مواضيع إيمانه وكفره ورغبته الكامنة في التعالي على مَنْ يكره أو يعادي أو يعارض. كل "النصوص" الشفهية والكتابية المقدسة والتاريخية القديمة، كلها وبلا استثناء، هي نتاج أعداء يتصارعون، حتى في قصص الحب. وكل كاتب فيها أو راوي هو نتيجة مباشرة لصراع من نوع ما ألقى بظلاله على روايته. إما مؤمنون في مواجهة مَن يعتقدون أنهم أهل أهواء أو كفار أو أهل ضلال، أو منتصرون يقفون على أشلاء مهزومين يبررون لك إبادتهم أو مهزومون يكتبون عن "برابرة" من نوع ما يبررون لك ضعفهم ويُخفون عنك حقيقة هزيمتهم، أو أصحاب رغبات أو خوف أو مصالح يُجملون لك أنفسهم أو ينافقون. كل هؤلاء في روايته لك قد زاد ونقص، اخترع وغيّر، صمت عن معرفة أو تكلم فيما لا يعرف. فالغالب الأعم في التاريخ والروايات والقصص، أنه لا الآلهة آلهة، ولا القديسون قديسين، ولا الأبطال أبطال، ولا العادلون عادلون، ولا المرتدون مرتدون، ولا الطيبون طيبون، ولا الأشرار أشرار، ولا كل المؤمنين أبرار، ولا كل الكافرين فجار، ولا سيناريو الأحداث هو تماماً كما تقرأ، ولكن كما قال ابن خلدون في مقدمته: "الناس كالناس، وقِس الغائب على الحاضر". فالأحكام المطلقة والنهائية تنتمي للأساطير لا إلى قصص الإنسان الذي مشى ويمشي على هذه الأرض وخاف فيها وطمع منها وأحب وكره وعادى وهادن. فالأصل في كل ما تسمع أو تقرأ في تلك النصوص هو التزوير وإنْ اختلفت درجاته. وفي أغلب ما تقرأ فيها إنما هي أنصاف الحقائق على الأكثر لا تعكس حقيقة الوقائع. ولا نجاة إلا بالعقل والمقارنة والنقد ونزع القداسة عن "النص وأشخاصه" ثم التمعن في أفراده وأحداثه ومعانيه وتعاليمه بالنقد والمقارنة والبحث في معاني الكلمات في صورتها الأصلية حتى تصل إلى نقطة قريبة من الحقيقة، هذا إنْ كان لما تقرأه في تلك النصوص حقيقة أصلاً.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كل -رواية-، أياً كان نوعها، هي -نص-
nasha ( 2019 / 5 / 15 - 01:27 )
لاول مرة اجد نفسي اتفق عن ما جاء في مقالتك هذه !!!!!!
وكما يقولون : سبحان مُغير الاحوال!!!!
مع كل الاحترام ودون حزازيات ارجو ان تُجيب على السؤال التالي:
هل فعلا انت مقتنع ان كل الكتابات القديمة والحديثة والمقدسة والكافرة من تاليف كاتبيها؟ وهل كل الكتابات حتما تعكس شخصية كاتبها وضروفه حين كتابتها؟
اذا كان هذا صحيحا وانت مؤمن بما كتبت هل تؤمن ان القرآن تنطبق نفس المعايير؟
مع التحية والاحترام


2 - مقال ممتاز كالعادة أستاذ حسن
د سمير حداد ( 2019 / 5 / 15 - 16:41 )
لقد افتقدنا بمقالاتك أنا وزملاء لي نتابعك كتاباتك من كندا في هذا الموقع استاذ حسن
أتعجب كيف يرحل مثلك ويغيب ويستمر غيرك الى حدود الملل وملئ الصفحة باي كلام لا معنى له والتكرار البارد
مقال ممتاز واتمنى على إدارة الموقع تثبت هذا المقال في موقع بارز فهذا المقال يكفي اي قارئ لقياس ما يتم كتابته هنا او في اي مكان اخر على مقياس العقل والمنهج السليم

تحياتي للجميع


3 - مقال رائع
ملحد ( 2019 / 5 / 15 - 22:42 )
مقال رائع شكرا للاخ الكاتب
الى الاخ ناشا-;- اعتقد ان الكاتب قد اجاب على سؤالك في مقالته نفسها! هل قرأتها كلها?!
اقتباس من مقالته: ( …. إنهم يُنقحون الواقعة الحقيقية متعمدين وبإصرار، وبوسائل متعددة ومختلفة، بسبب هذا التقى الديني الراسخ في نفوسهم. إنهم يفعلون ذلك لأن هذا -التقى الديني- بالذات، هذا -الضمير الورع- تجاه عقائدهم بالتحديد، يمنعهم من أن يكونوا محايدين في موضوع عقيدتهم، فلا يكون بوسعهم إلا أن ينقحوا في -الرواية-، أو يخترعوها تماماً بعيداً عن الحقيقة. تلك الممارسة يمكن البرهان عليها بسهولة في (((الأديان الثلاثة))) ونصوصها المتنوعة).

بالمناسبة انا ايضا اتفق مع الكاتب لاول مرة!

تحياتي


4 - عسى الذكرى أن تنفع المؤمنين
johnhabil ( 2019 / 5 / 15 - 23:14 )
السيد حسن رمضان مع كل تقدير و أحترام
كنتُ قد اتهمتك سابقاً بنقل الهرطقات المسيحية (ومزجها بإسلوبك الخاص) من متاحف ومكتبات الغرب التي علتٌ ر فوفها الغبار
لآن النهضةالآوروبية قلٌمت أظافر ر جال الدين المسيحيين وسحبت بساط النفوذ من تحت أقدامهم
وسجنتهم داخل كنائسهم مع ايمانهم و هرطقاتهم بعيداً عن السلطة والحكم والقانون المدني والإنساني
وانتهى موضوع النص المقدس والسلطة الروحية الحاكمة للمسيحيين
فمتى تنتهي معوقات التنوير للنص الأزلي القرآني ؟؟ يتبع


5 - لماذا نعتبُ عليك يا أستاذ حسن رمضان؟؟
johnhabil ( 2019 / 5 / 16 - 00:18 )

في مقالك الرواية (( أياً كانت ))
لم يمضي السطرين الأولين بعد من مقالك هذا حتى (( حشرتً رأيك )) وبدون استئذان لتفرضه على القراء وبدون رابط أو دليل واضح !!! كيف ؟؟؟؟؟
أولاً:
وبالتالي فإن -الحقيقة- لابد وأن تكون كامنة فيه بصورة أو بأخرى انتهى
عندما تحكم بنفسك وبدون دليل وحتى بدون بحث أو مقارنة (( خبط لزق ) ) و تقول وأنت كاتب النص : وبالتالي فإن (( الحقيقة)) كامنة فيه ( يعني النص ) . ألا يعني هذا أنت من الذين ينطلقون من قتاعة تامة وراسخة بالنص المقدس وينطبق عليك معوقات التنوير
ثانياً
أحد أهم معوقات التنوير في العصر الحديث هو الموقف الإيماني الذي ينطلق من قناعة راسخة {{بأن -نص- }} محدد هو مقدس ذو أصل {{ متعالِ }} في مصدره أو محتواه . انتهى.
1- لقد حذفت كلمة هناك التي يجب أن تكون (( بأن هناك نص)) موجود
2- تقول : مقدس {{متعال}} ولم تقل : نص إلهي أزلي ؟؟؟!!! لماذا


6 - سميٍُ الرجال بأسمائها ( عنتر بن شداد )
johnhabil ( 2019 / 5 / 16 - 01:00 )

القناعة الإيمانية هي التي تُحول هذا الـ -نص- إلى نص معرفي أو أخلاقي عام وعميق المعنى في أذهان المؤمنين به، وبالتالي يُمانعون أية محاولة لنقده أو تفنيد محتواه أو التشكيك في مصدره أو بيان عواره ومعناه الحقيقي. الكاتب انتهى
1- منذ ُالطفولة وأنا أؤمن واحبذُ مبادئ الإشتراكية ( وهي قوانيين اقتصادية ) فهل هذا يعني أنا لا أقبلً إنتقاد الإشتراكية وأقدسها واقدس كارل ماركس ولينين ؟؟؟
2- رفض عنترة العبسي أن يقال له يا عبد قال أنا إنسان وراجل وهذا معيار إخلاقي إنساني
3- ملكات اليمين مرفوضة في المجتمع الإنساني ولكنها مشرٌعة بالنص المقدس
4- الإيمان قناعة عامة مرتبطة بالواقع الإنساني وليس ب ما وراءالطبيعة والمجهول ، المخترع ((مؤمن)) بكفائته ونشاطه واختراعاته ..، وقانون الولايات المتحدة يكفل حرية الرأي والتعبير والعقيدة والنص الأزلي في التوبة 29 وأل عمران 85 يرفضها
5- القناعة الإيمانية لا تحول النص إلى نص معرفي أخلاقي وعميق بل تحولٌ التابعيمن والموالين إلى قتلة وسفاكين دماء بني البشر أمثال الدواعش والقاعدة وبوكو حرام
مع كل تقدير ومودة


7 - مهمة جديدة لكل التنويرين والباحثين عن الحداثة
محمد البدري ( 2019 / 5 / 16 - 05:04 )
اخيرا وصل حسن محسن رمضان الي مرحلة تجعل من الحقبة الايمانية في تاريخ البشر كعصف ماكول.
فليعذرني الجميع علي استخدام لفظ، عصف ماكول، من القرآن فالكتب السماوية بحكم انها كتب الفها بشر علي فترات زمنية طويلة، إما لاخضاع الناس من جهه سياسية او لتفسير الكون من جهة معرفية او من اجل نهب وسلب البشر من جهة ثالثة، فانها تحتوي علي كل الدوافع والرغبات الغريزية لمن كتبوها والالفاظ الخادمة لها.
نفي الاديان ووضعها في متحف التاريخ امر ضروري، واعتبار انها قصص تمتلئ بما لدي القدماء من حكم لا تصلح لعصرنا او اضغاث احلام لرغباتهم اصبح علي كل من يدلو بدلوه ان يفضحها.
اما لغتها فعلينا مغادرتها تماما والا نستخدمها كما فعلت انا في هذا التعليق، فعصر العلم والحداثة علينا ان ننحت ونسك الفاظه تماما مثلما فعل الذين خرجوا من ظلمات الاديان.


8 - السيرة النبوية لإبن اسحق حسب الكاتب
johnhabil ( 2019 / 5 / 16 - 09:52 )
كل -رواية-، أياً كان نوعها، هي -نص-، . وكل رواية هي في أصلها مجرد -رأي لراويها- أو
وهم- أو -اختراع- أو تركيب منهم
مضافاً لهم عناصر من الواقعة الحقيقية التي كان شاهداً عليها هذا الراوي أو نقلها لك من راوٍ آخر انتهى الكاتب
1- ابن اسحق صاحب السيرة النبوية جاء بعد وفاة الرسول ب ( 180) عام
2- أبن اسحق هو أول من كتب السيرة ولم ينقل من أي راوي آخر
3- ابن اسحق لم يرى الواقعة ولم يكن شاهد على أي فصل منها
4- إذاً سيرة ابن اسحق هي سيرة وهمية من بنات أفكار ه وتراكيبه


9 - بعد إذن الكاتب المحترم
nasha ( 2019 / 5 / 16 - 09:54 )
إلى الأخ محمد البدري المحترم
لماذا تركت الحوار معي على صفحة الاستاذ مالوم لماذا لم تجيب على أسئلتي؟

تحياتي واحترامي لك وبالطبع انت حر فيما ترآه يناسبك ولكنني كنت اتمنى ان نستمر في الحوار


10 - الأستاذ حسن السادة القراء يُرجى المساعدة
johnhabil ( 2019 / 5 / 16 - 10:57 )
أنا قرأتُ هذا المقطع أكثر من 20 مرة ولم أفهم ما جاء بين القوسين
ومن جهة أخرى، فإن عناصر الرواية ذاتها، أي وجود أشخاص الرواية في الزمان والمكان أو عن وجود إشكالية محددة في ذلك الزمان والمكان خلال تواجد أشخاص الرواية (((( وتم التخلص منها بطريقة طبيعية ومنطقية ومباشرة، تلك هي عناصر الرواية الحقيقية للواقعة انتهى ))))
عناصر الرواية
الراوي- الزمان والمكان - الشخصيات - الفكرة - الحوار - الحبكة - تسلسل الأحداث
التخلص من ماذا بطريقة طبيعية ومنطقية ومباشرة ؟؟؟
كيف تم ربط الجملة أعلاه بين الأقواس بعناصر الرواية الحقيقة للواقعة وعلى أي مفهوم ؟؟


11 - إلى قراء المقالة الكرام - 1
حسن محسن رمضان ( 2019 / 5 / 16 - 11:29 )



هناك محاولة ساذجة، وطريفة أيضاً عند التمعن فيها، من بعض المسيحيين المتطرفين في التعليقات أعلاه، وبعضهم يتخفى تحت اسماء إسلامية، لجر موضوع المقالة لصالح صراعهم أحادي الطريق ضد الدين الإسلامي بالتحديد دون سواه. وإن كانت تلك المحاولة عوراء مضحكة في الحقيقة بسبب أن أصحابها يفتقدون حتى القدرة البديهية على نقد ما هو تحت أعينهم مباشرة في أكبر عملية تزوير في الضمير الإنساني اليوم، وأقصد بها تزوير مسيحانية يسوع والتزوير الساذج في الأناجيل الأربعة وعقائدها ومقارنتها بالعقائد الوثنية الرومانية التي اقتبسها بولس وأسقطها على هذا اليهودي المصلوب، ولينتج عن هذا التزوير أكبر توحش ديني عرفته البشرية في أوروبا والأمريكتين وأستراليا وبقاع أخرى من العالم مع ضحايا بمئات الملايين من البشر عبر القرون الطويلة بحيث لا يقارن بها أي دين آخر حتى الآن .. بسبب تلك المحاولة الساذجة المضحكة في الحقيقة وجب علي أن أذكر القراء المحايدين الكرام بما هو أدناه والذي كتبته سابقاً في مواضع متعددة ولكن التذكير به سوف يُرجع الأمور إلى نصابها الصحيح


.... يتبع


12 - إلى قراء المقالة الكرام - 2
حسن محسن رمضان ( 2019 / 5 / 16 - 11:36 )

عندما كتب طه حسين في كتابه (قادة الفكر) توصيفاً للعقل، كتب بأن العقل هو (نظاماً مفاهيمياً وأداة للتفكير). والحقيقة أن هذا التوصيف مثير جداً، لأنه يرتفع بالعقل إلى مساحة لم تكن معروفة في الإطار العربي العام، ولا تزال، ألا وهو مساحة المفاهيم. إذ (التفكير) في ذاته ليس هو المشكلة التي نعاني منها في أزماتنا المتعددة في الإطار العربي بأديانه وثقافاته المتنوعة، وإنما المشكلة الحقيقية هي في (المفاهيم) التي تحدد (كيفية التفكير) وما ينتج عنها من استنتاجات. المشكلة عند الناطق بالعربية، كما هو الحال في بعض التعليقات أعلاه، أنه (لا يشك إطلاقاً في مفاهيمه) حتى ولو قرأ لعظماء الفلاسفة وادعى أنه من تلامذتهم. فالشك انتقائي، والمنهج انتقائي، والدليل انتقائي، والممارسات انتقائية، والنتائج انتقائية. وكلها مشوهة وماكرة وساذجة في نفس الوقت. بالطبع، أنا هنا افترض أن المُفكر هو عارٍ تماماً من الأهواء الدينية والعقائدية، وهذا أيضاً غير متاح عندنا، فقط انظروا حولكم في هذا الموقع بالذات وسوف ترون (غرائب وعجائب التفكير والاستنتاجات والأعذار) لتبرير هوىً ديني عقائدي بحت منبعه بالذات (الإيمان) ولا شيء آخر.

يتبع


13 - إلى قراء المقالة الكرام - 3
حسن محسن رمضان ( 2019 / 5 / 16 - 11:43 )

نفس الإيمان الذي أتت المقالة أعلاه للتحذير من أثره في كتابة (النصوص)، فإذا بالتعليقات أعلاه تحفل بـ (نصوص) تفضح فعل الإيمان ليس في محتواها فقط، ولكن حتى أساليب التخفي وصناعة الوهم. إن النقد هو وسيلة للحقيقة وليس وسيلة للصراع إلا عند من يتوهم أنه يمتلك (الحقيقة النهائية) وهؤلاء بالذات، عبر التاريخ، كانوا أدوات التوحش الإنساني ضد المختلف سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهود أو على أي دين آخر كما نراهم اليوم في كل بقاع الأرض

احذروا هؤلاء .. فكل خراب وتوحش أتى منهم بالذات عبر التاريخ، وعلى الأديان جميعها وبلا استثناء

حسن



14 - جات الحزينة تفرح ملقتلهاش مطرح
nasha ( 2019 / 5 / 16 - 13:15 )
يا سلام عليك يا استاذ حسن خيبت املي .
؟سؤالي كان واضح وهو هل تؤمن أن القرآن يقع ضمن الروايات المكتوبة أم لا
لم تتجرأ أن تفصح عن رأيك علانية لا بالإيجاب ولا بالنفي
وهذا دليل دامغ يثبت ويؤكد انك لا تستطيع التجرد من دوغمائيتك الإسلامية.

أمام جميع القراء في هذا الموقع انا أستطيع وبكل ثقة أن أقول أن جميع الكتب المقدسة وغير المقدسة سواء الانجيل او غيره من إنتاج عقول البشر وبالتأكيد نصوصها تعكس معتقدات كتابها.
أقول هذا وانا مسيحي أبا عن جد ولا أخاف على معتقدي من الضياع
واذا كان معتقدي لا يتحمل النقد فليكن . هذه مشكلته وليست مشكلتي
لأن المعتقد ليس ملكي وإنما ملك عام لجميع الناس ولذلك لست انا المسؤول عنه حتى لو لم يصمد أمام النقد.
وقبل أن تقول لماذا تدافع عن معتقدك .... انا أدافع عن معتقدي لأنه حق مشروع للجميع في الدفاع عن معتقداتهم بالحجة والمنطق وانا لا أنكر حقك في الدفاع عن معتقدك بالحجة والمنطق ولكن ليس بالترهيب والقوة ولا حمايته باستغلال قوانين الدولة ومؤسساتها العامة.
تحياتي


15 - الي الفاضل الاستاذ nasha
محمد البدري ( 2019 / 5 / 16 - 17:42 )
عزيزي المحترم nasha
كون الحوار المتمدن ملئ ودسم بموضوعات كثيرة ولان عدد ساعات اليوم 24 فقط متاح منها 8 ساعات لتغطية نشاط الفرد المتعدد الاوجه ولاني وجدت ان الحوار علي المقال موضوع تعليقك رقم 9 سيمتد معنا الي ما لانهاية رغم ما في حوارنا سويا من متعة ولذة فقد وجدت ان الافضل الحفاظ علي ما بقي من العمر
ههههههههههه

تحياتي


16 - على راحتك
nasha ( 2019 / 5 / 17 - 01:43 )
اخي العزيز محمد البدري تبريرك لتكملة الحوار معي تبرير ذكي ودبلوماسي
ولانه ذكي دبلوماسي فهو مقبول كحل وسط.
ولكن كلما التقينا مستقبلا اسمح لي ان اشتبك معك بعمق ههههههههه.
مع كامل المودة والاحترام


17 - اؤيد اقتراح تبيث هذا المقال
الدكتور سليمان جبلي ( 2019 / 5 / 17 - 19:26 )
تحية لجميع القراء وللكاتب خصوصا
في البداية انا من المعجبين بمنهج السيد الكاتب منذ سنوات وشخصيا استفدت من منهجه في النقد في نواحي متعددة فتحية لك استاذ حسن
بخصوص هذا المقال الممتاز اود ان اثني على راي الدكتور حداد في اقتراحه على ادارة الموقع المحترمين تثبيت هذا المقال في مكان بارز حتى يرجع له الجميع بسهوله لتقييم ما يقراونه هنا او في اي مكان اخر
فالمقال اتى مباشرا وشاملا ويوجه اي قارئ لمعرفة عيوب النص الذي امامه وكيفية التعامل معه ولا يستثنى ما يقراه في هذا الموقع او سواه من مصادر
انا اعتبر هذه المقالة مرجعا بذاتها وسوف استشهد بها شخصيا فيما اكتبه الان
وتحية للجميع وللاستاذ حسن رمضان


18 - سؤال موجه للدكاترة في 2 وفي 17
nasha ( 2019 / 5 / 18 - 01:05 )
الدكتور سمير حداد والدكتور سليمان جبلي
فعلا المقال يستحق الثناء ويستحق أن يثبت في أعلى مرتبة على هذا الموقع
ولكن هل يمكن أن نضع هذا المقال فوق القرآن الكريم ايضا؟
بمعنى هل مقال حسن محسن رمضان له سلطة على القرآن الكريم أم أن القرآن الكريم له سلطة على مقال حسن محسن رمضان؟
وبس
تحياتي للجميع


19 - الى الأستاذ ناشا المحترم
د سمير حداد ( 2019 / 5 / 18 - 05:04 )
أستاذ ناشا كان من الطريف أن تسالني كمسيحي من قرية لبنانية مسيحية ان كان مقال الاستاذ حسن له سلطة على القران واعترف اني ضحكت عندما قرأت السؤال وأعتقد الجواب واضح الان بالنسبة لك
لكن اود ان أزيد في اجابتي ان مقال الأستاذ له سلطة على الكتاب المقدس كله ايضا واعتقد أيضا ان مقالات الاستاذ السابقة في نقد العهد الجديد وشخصية يسوع صحيحة وما قاله صحيح وانصحك بقرائتها والتفكير فيها
اتمنى اني اجبت على ما تسأل
تحياتي من كندا


20 - لا تعليق
nasha ( 2019 / 5 / 18 - 07:41 )
اشكرك على الجواب الواضح جدا أيها الدكتور الكندي اللبناني المسيحي

اخر الافلام

.. فلسطين.. اقتحامات للمسجد لأقصى في عيد الفصح اليهودي


.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال صبيحة عي




.. هنية: نرحب بأي قوة عربية أو إسلامية في غزة لتقديم المساعدة ل


.. تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل




.. العقيدة النووية الإيرانية… فتوى خامنئي تفصل بين التحريم والت