الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليلة القدر وتقويم الليالي العددية العالمي الموحد (5)

محمد بن ابراهيم

2019 / 5 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ما هي تداعيات اعتبارنا اليوم العددي في القرءان وحدة قياس من نصفين، و اعتبارنا الليالي العددية وحدة قياس من نصف يوم لا تحفل بالليل والنهار على آيات: الليالي والأيام الحسوم و كفارة اليمين والتمتع بالحج إلى العمرة؟
4. الليالي والأيام الحسوم
إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ (19). القمر
سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ (8. الحاقة
إذا كان مقدار اليوم المستمر الذي سلط الله فيه العذاب على قوم عاد هو ثمانية أيام كما تقول كتب التفسير فما محل السبع ليال من هذه الأيام الثمانية ؟
قدمت الآية 7 من سورة الحاقة الليالي السبع على الأيام الثمانية مما خلق إشكالا حقيقيا للمفسرين كونها تتعارض مع مفهومهم لليوم سواء باعتباره غروبيا أو نهارا فقط بحسب ما استقر عليه مزاجهم، ذلك أن فهمهم للآية على أنها سبع ليال بنهاراتها يفضي حسابيا إلى نهار لا ليلة له كما الآتي بيانه:
الليلة 1 من السبع مع النهار1 من الأيام ( النهارات بحسبهم ) الثمانية.
الليلة 2 من السبع مع النهار 2 من الأيام ( النهارات بحسبهم) الثمانية.
الليلة 3 من السبع مع النهار 3 من الأيام ( النهارات بحسبهم ) الثمانية.
الليلة 4 من السبع مع النهار 4 من الأيام (النهارات بحسبهم) الثمانية.
الليلة 5 من السبع مع النهار 5 من الأيام ( النهارات بحسبهم) الثمانية.
الليلة 6 من السبع مع النهار 6 من الأيام ( النهارات بحسبهم ) الثمانية.
الليلة 7 من السبع مع النهار 7 من الأيام (النهارات بحسبهم) الثمانية.
نهاية الليالى السبع مع بقاء يوم من الأيام ( النهارات بحسبهم ) الثمانية.
أمام هذا الإشكال قالوا بان الأيام (النهارات) هنا في الآية قبل الليالي إذ لو كانت الليالي قبل الأيام كانت الأيام مساوية لليالي أو اقل. وانه لو كان على ظاهره لقال : "سبع ليال وستة أيام (نهارات) أو سبعة أيام (نهارات)، وأما ثمانية فلا يصح على جعل الواو للترتيب" ( "ما فسره الإمام الزركشي من سورة الحاقة"، موقع الألوكة ).
الواقع أن المفسرين انطلقوا من اعتبار الأيام هذه الأيام الثمانية دالة على النهار وليس على اليوم بمعنى 24 ساعة كما نعرفه اليوم اصطلاحيا وفق النظام الستيني في قياس الزمن بالساعات؛ معتبرين أن هذا المعنى الأخير مفهوم مستحدث، وان اليوم في أصله يعني النهار فقط، ومن هنا يكون محصلة فهمهم للآية 7 ليال و8 نهارات" قياسا على قول العرب مثلا " انتظرتك ثلاثة أيام بلياليهن" وإذ أردنا تجاوزا أن نجسد فهمهم هذا بالمتوسط الحسابي وفق مفهوم اليوم كما نعرفه حاليا ( 24 ساعة) آو وفق مفهوم متوسط اليوم الغروبي نكون في الآية أمام 7 أيام (بمعنى 168 ساعة) ونهار( 7,5 يوم)، وحسب هذا الفهم فان النص عبر عن المدة وفق هذه الصيغة ليفهم المتلقي أن العذاب كان متتابعا بالليل والنهار، وانه ابتدأ بالليل وانتهى مع غروب شمس النهار الثامن، فامتد على مدى سبعة أيام ونهار بالمفهوم الغروبي لليوم؛ وهو ما يفضي عمليا إلى سبع نهارات بلياليها ونهار؛ وبصرف النظر عن ما ينطوي عليه هذا الفهم من قلب للآية وتقديم النهار على الليل فان هذا الفهم يتنافى والورود الكبير ل لليل 92 مرة، والنهار 57 مرة، واليوم 475 مرة في القرءان، بما يؤكد أن هذه الألفاظ مستقلة الدلالة وغير مترادفة ، وان اليوم العددي بالتالي وحدة قياس للزمن تساوي ( 1) و الليلة العددية وحدة قياس للزمن تساوي (0,5 يوم) ولا علاقة للوحدتين في سياق العدد بالنهار المضيء ولا بالليل البهيم. هذا كما أن مفهوم اليوم ( 24 ساعة ) ليس مفهوما مستحدثا كما يزعم المشايخ، صحيح أن اليوم بمعنى 24 ساعة مفهوم مرتبط بنظام العد الستيني الكامل كنظام اتخذ أشكاله الأولى في بلاد الرافدين مند العصور القديمة؛ غير انه كمفهوم ضوئي مرتبط بتعاقب الليل والنهار قديم جدا قدم سفر الخروج: " ودعا الله النور نهارا؛ والظلمة دعاها ليلا. وكان مساء وكان صباح يوما واحدا". وهو ما يطلق عليه في الثقافتين العبرية والعربية اليوم الغروبي، على أننا في جميع الأحوال نتمسك بتعريف اليوم العددي في القرءان بأنه وحدة قياس زمنية مكونة من نصفين، وان الليلة العددية بالتالي نصف يوم ولا تحفل الوحدتين بالليل المعتم ولا بالنهار الجلي متى اقترنتا بعدد؛ وقد دل قوله تعالى :"في يوم نحس مستمر" على ان اليوم وحدة قياس للزمن لا على أنها نهار فقط وهو نفس المعنى الذي يشير إليه قوله تعالي :" إن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون." واستنادا إلى ما سبق، وانطلاقا من فرضية اعتماد النص القرءاني أنظمة عد غير عشرية الأساس في السياقات القصصية عن الأقوام الغابرة بحسب بينة الخطاب وطبيعته كما فصلنا ذلك سابقا، تتأسس قراءتنا لآية الليالي والأيام الحسوم على المعطيات والاعتبارات التالية:
• صياغة الآية وتركيبها شبيه بقوله تعالى "ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة ألا خمسين عاما" من حيث المزاوجة بين وحدتين مختلفتين: السنة / العام / الليالى / الأيام، ومن حيث المزاوجة بين عددين مختلفين من حيث القيمة العددية : "ألف سنة" الخماسية القيمة / "خمسين عاما" العشرية القيمة / سبع ليال العشرية وثمانية أيام الثمانية القيمة، ولمعرفة قيمة هذا اليوم المستمر لابد من توحيد وحدة القياس وتوحيد الأساس العددي للقيم الواردة في الآية 7 في أساس عد واحد. وتبعا لذلك نقول فان:
 سبع ليال وثمانية أيام تساوي وفق نظام العد العشري 11,5 يوم و بتعبير آخر 23 ليلة
 وحيث أن سبع ليال (7÷ 2 = 3,5 يوم ) عشرية الأساس وثمانية أيام ثمانية الأساس (8×8÷ 10 = 6,4 يوم) فان مجموع ما استغرقه يوم النحس المستمر هذا هو : 3,5 + 6,4 = 9,9 يوما قمريا، وبوحدة الليالي العددية فان ذلك يساوي 19,8 ليلة عددية .
5. تداعيات تعريف اليوم
تكمن الخطورة الأساسية في تداعيات تعريفنا لليوم العددي في القرءان على انه وحدة قياس للزمن مكونة من نصفين أو ليلتين عدديتين في إعادة فهم مجموعة من الآيات التي استقر الفهم السائد على التعامل معها على أنها نهارات، بما يجعلني قبل القارئ في وضع غريب ونشاز، غير أني ما ألويت من جهد الرأي ولا قصرت في تكرار النظر ومعاودة الفكر ومراودته إلى اللحظة، ولا يدفعني إلى مشاركة هذه الأبحاث، إلا هم إزاحة ثقلها عن عنقي وإبراء ذمتي منها، وللقارئ أخذها والاعتبار بها، وله أن يرفضها ويلقي بها إلى حيث ألقت ولا كرامة، وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين، فلست في حل من أمري، ولست أجد بدا من الإقرار بان :
• قوله تعالى: فمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ۗ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ۗ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ( البقرة من الآية 196). يدل حسب تعريفنا لليوم على أن من تمتع من العمرة إلى الحج (ولم يجد هديا في المدة الممتدة من يوم النحر إلى نهاية أيام التشريق) أن يصوم 6 نهارات في الحج ( 14. 15 .16 . 17. 18 .19 من ذي الحجة في الحج وهو هنا داخل في قوله تعالى : ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى ، فالنص حدد اليومين للمتعجل وسكت عن أمد المتأخر المتقي في طلب الهدي لهذه الحيثية ). وبصيامه هذا في الحج يكون المتمتع الذي لم يجد الهدي قد صام 6 ليال عددية وبقي له صوم 14 ليلة عددية عند رجوعه ليستوفي صوم عشرة أيام كاملة. وبهذا الفهم يظهر لنا مغزى قوله تعالى تلك عشرة كاملة.
• قوله تعالى : لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ۖ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89 المائدة) يدل حسب تعريفنا لليوم على أن من حنث في يمينه ولم يجد إلى الإطعام أو الكسوة أو العتق سبيلا، عليه صيام 6 ليال عددية ( 6 نهارات ) ليصوم ثلاثة أيام كاملة.
• قوله تعالى : وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ۚ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ( الحج47) يدل حسب تعريفنا لليوم كوحدة قياس وللسنة بما هي حاصل قسمة عدد أيام العام المعتمد في الحساب ( وهو هنا قمري ) على سبعة (7)، على أن مقدار اليوم عنده يساوي 1000 سنة تقسيم سبعة تساوي 142,8571 عام قمري ضرب 354,36705 = 50623,86327 يوما قمريا من أيامنا الأرضية. ونفس الحساب ينطبق على قوله تعالى : تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ. فهل عند الله ليل ونهار وهل عنده يوم غروبي أو يوم فجري أم أن اليوم هنا وحدة قياس للزمن لا تحفل بالليل والنهار، بالله أسألكم فنبئوني بعلم ؟ من العبث طر ح السؤال ولا الإيماء إلى المعنى فضلا عن نشره نشرا، فداء العطب قديم، وهذا فهمنا في كتابه والله أعلى واعلم. يتبع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53


.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن




.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص