الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقاطع المسارات في الواقع السياسي العراقي ! الحلقة (3)

صبحي مبارك مال الله

2019 / 5 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


لاحظنا من خلال تقديم الحلقة الثانية من المقال بأنه لايوجد إستقرار سياسي تبعاً لفهم حركة التحالفات والكتل والأحزاب وحسب التقسيم الطائفي والسياسي ، وذكرنا بداية الأحزاب السنيّة وتحالفاتها وما حصل لها بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات 2018 من حيث إنهيار الصف الأول من القيادات وصعود الصف الثاني بسبب عدم ثقة جماهيرها بها ونتيجة لإلتصاق هذه القيادات بمصالحها وعلاقاتها بحيث لم تعطِ النموذج في الحرص على العملية السياسية ولم تعمل لصالح الشعب في تلبية مطاليبه في البناء والتقدم . لغرض إسترداد المواقع وإستعادة جماهيرها عملت على الإصطفاف الجديد بغض النظر عن الطائفة، ولهذا حصل زلزال في المواقف المتصلبة فإنهارت الجدران المانعة بين الكتل والتحالفات وسمحت بالتنقل من طرف إلى آخر، لغرض تغيير ميزان القوى فيما يخص ترشيح الكتلة الأكبرفي البرلمان وتسميتها بغض النظر عن الخلافات في التوجهات السياسية وما يرتبط بها ، ولهذا ظهرت تحالفات بمسميات جديدة. لقد ظهر على الساحة السياسية العراقية التيار الصدري الذي يعتبر تيار سياسي وديني يتبع للزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، والتيار الصدري أكبر تيار شعبي شيعي في العراق ،تأسس عام 2003 وشارك في جميع الانتخابات وحصل على مقاعده من خلال دخوله في التحالفات الشيعية ومن ثم دخل في تحالف سائرون (إسلامي -علماني -مدني ) في دورة مجلس النواب الأولى 2005-2010 كان ضمن الإئتلاف الوطني العراقي الشيعي الذي حصل فيه الإئتلاف (109) مقعد وفي الدورة الثانية 2010-2014 (70) مقعد أيضاً ضمن الإئتلاف الوطني العراقي وفي الدورة الثالثة 2014-2018 دخل ضمن تيار الأحرارالصدريين (34 ) مقعد وفي الدورة الرابعة الحالية 2018-2022 ضمن تحالف سائرون الذي حصل على (54) مقعد .والتيار الصدري كان يتدرج في التقارب إلى الجهة الشعبية وتبني مطاليبها وتبني المواقف الوطنية حيث كان منحنى التدرج بين هبوط وصعود ولكن المحصلة كانت صعود عندما دخل في تحالف مع الشيوعيين والأحزاب المدنية الأخرى . ولكن هذه المحصلة مرتبطة بقيادة الزعيم .
تيار الحكمة بقيادة عمار الحكيم والتذبذب بين الأجنحة الشيعية التي إنقسمت بين الولاء لأيران حسب المذهب وولاية الفقيه من جهة وبين الولاء الوطني وإستبعاد ولاية الفقيه حسب الواقع الشيعي العراقي من جهة أخرى . لقد كان السيد عمار الحكيم زعيم المجلس الإسلامي الأعلى خلفاً لوالده السيد محسن الحكيم، وبداية خرج حسن العامري من المجلس ومن ثم خرج عمار الحكيم وأسس تيار الحكمة الذي كان من أهدافه 1- رفع شعار الوطنيةوالإنفتاح 2-التخلي عن الإلتزام بخط الأمام الخميني 3-الإنفتاح على الجميع والفئات الشبابية 4-السياسات هي مصالح .
تحالف الفتح : دخل هذا التحالف السباق الإنتخابي بعد الإصطفافات الجديدة للأحزاب والكتل الشيعية حيث حصل على 47 مقعد فأصبح القوة الثانية بعد تحالف سائرون. زعيم هذا التحالف هو حسن العامري -منظمة بدر- ولائه لعقيدة ولاية الفقيه بزعامة الخميني ومن ثم الخامنئي وكان يعتبر عصا ضاربة في جهاز المجلس الأعلى الإسلامي . لقد ضم ّ تحالف فتح الشق الثاني من المجلس الأعلى مجموعة همام حمودي ، وحزب الله بزعامة (المهندس) وعصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي بدأ نشاطه في عام 2006م وعصائب الحق تتبع ولاية الفقيه وآديولوجية خمينية كما أنها إنشقت من جيش المهدي سابقاً كما إن هذا التحالف يمثل الحشد الشعبي وقياداته.
الحزب الشيوعي العراقي : يتميز الحزب بأنه عراقي وطني يمثل كل مكونات الشعب العراقي ويعتبر من الأحزاب التأريخية حيث تأسس عام 1934 وقاد نضال الشعب من أجل التحرر والإستقلال والحرية والديمقراطية . شارك في العملية السياسية بعد سقوط النظام الدكتاتوري مع إعتراضه على خطط المعارضة العراقية والتي كانت تعتمد على الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها لغرض التخلص من النظام الدكتاتوري، حيث كانت النتيجة بعد التاسع من نيسان 2003 م هو إحتلال العراق رسمياً وهذا ما كان الحزب يتخوف منه. شارك الحزب في مجلس الحكم وفي المجلس الوطني المؤقت والحكومة المؤقتة والجمعية الوطنية من خلال إنتخابات عامة وشارك في القائمة العراقية بقيادة أياد علاوي ، ثم دخل في التحالف المدني الديمقراطي الذي فاز التحالف فيه بثلاثة مقاعد ودخل في تحالف سائرون الآن الحزب يعمل من أجل قيام وبناء الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية وحرية التعبير وضمان حقوق الإنسان وفصل الدين عن الدولة . ولهذا يعمل الحزب بإعتباره حزباً مجازاً حسب قانون الأحزاب، في ظروف معقدة سياسياً وإجتماعياً وفي أجواء المحاصصة السياسية والطائفية . القوى اليمينية والمتعصبة دينياً والتي لاترتاح لوجوده في الساحة السياسية العراقية لأنه يمثل الوحدة والهوية الوطنية العراقية والديمقراطية الحقيقة ويناضل من أجل الإصلاح والتغيير وضد الفساد. تميز الحزب بإستقراره التنظيمي والقيادي ولم يعرف عنه إنشقاق أو مشاكل تنظيمية (ناظم الخزرجي ) وحرصه الشديد على الإحتفاظ بإسمه وإعتزازه بتأريخه النضالي ، حرصه على ان يكون حاضراً في تحركات الجماهير الناقمة على الأوضاع الداخلية ...نفس المصدر .
تحالف الحزب الشيوعي مع التيار الصدري ضمن تحالف سائرون أثار قلقاً للتيارات الأخرى فالتيار الصدري أثبت أنه القوة الأكثر قدرة على تحريك الشارع ، كما إن شعاراته تحولت من الخطاب الديني إلى شعارات وطنية شعبية تتناغم مع الخطاب اليساري .
عندما نحلل الواقع السياسي العراقي ، نجده مثقل بالكثير من الأزمات المتراكمة منذ عام 2003 م بسبب الخلافات الفكرية والسياسية وإختلاف الولاءات للدور الدولي والإقليمي بين القوى السياسية. بعد إن تصدرت الأحزاب الإسلامية السياسية المشهد السياسي من خلال تكوين تحالفات الأحزاب الإسلامية السياسية ولكن هذه الأحزاب على مدى أكثر من ثلاثة دورات تشريعية لم تبلور برامج واضحة لها أو طرح نظرياتها الفكرية والسياسية حول إدارة الدولة وشكل النظام السياسي ، وليس هناك وضوح في بناء الدولة ومؤسساتها بل جعل الوضع يدور في إطار الحزب والكتلة بعيداً عن بناء الدولة الجديدة . من خلال العلاقات الحزبية الضيقة ومصادرة المراكز والمناصب الإدارية والسياسية، مما فسح المجال لإنتشار الفساد وشل هيمنة الدولة وجعل دورها ثانوياً مقابل التداخل بين المصالح العامة والخاصة وتراجع الإداء الحكومي . لقد إنعكست الخلافات الفكرية والسياسية على مجمل عمل البرلمان والخاص بالمناقشات حول تشريع القوانين وخاصة اللجان البرلمانية وعلى منع كشف الفساد الكبير المستشري في البلاد. من أهم المعاناة في تأخر وتردي الأوضاع، هو خلط الدين بالسياسة وليس الدين التوجيهي والأخلاقي وإنما الدين السياسي ومن خلاله شل حركة التقدم والتطور . فالمسارات السياسية والفكرية تتقاطع عند الدولة المدنية وتتقاطع أكثر عند الدولة المدنية الديمقراطية، وكذلك تتقاطع عند التوجه نحو الدولة الدينية أو التفكير بولاية الفقيه وتقليد تجربة بعيدة كل البعد عن الشعب العراقي بتأريخه الطويل وأقصد بها التجربة الإيرانية. كما نجد قوى محافظة تعتمد النظام العشائري في تصريف الأمور وهذه حالة سبق أن أستبعدتها الدولة العراقية منذ عام 1958 بإلغاء قانون العشائر، ولهذا عادت المنازعات العشائرية المسلحة بشتى أنواع الأسلحة والتي سببت فقدن الأمن والرعب وعدم الاستقرار وبما أن بعض الكتل السياسية تستفيد من التقسيم العشائري ولغرض ضمان الأصوات فهي تشجع النظام العشائري الذي لفظه المجتمع . التقاطع حول الديمقراطية حيث نلاحظ من يريد الديمقراطية حالة شكلية وليس ديمقراطية حقيقية والتقاطع حول الثقافة التقدمية و حقوق المرأة ودورها المهم في المجتمع . التقاطع حول التعليم والتعليم العالي وكيفية توجيه العملية التعليمية حسب سياسة الوزارة التي تنتمي لجهة سياسية وخصوصاً بث التعليم الديني الطائفي وشحن الطلبة بالحقد والكراهية . كذلك التقاطع حول الاقتصاد والعمل على الخصخصة وتحويل الاقتصاد إلى إقتصاد السوق الحرة ومحاربة كل من شأنه يكون لخدمة الشعب، وكذلك الإنصياع لشروط البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بإلغاء دعم السلع والمواد الغذائية لأبناء الشعب . النتيجة الإختلاف الفكري والسياسي وبين التعصب الديني وبين التسامح وبين نبذ الطائفية والمحاصصة وبين المحافظة على وحدة النسيج الاجتماعي العراقي ووحدة أراضي الوطن .وضمن تقاطع المسارات وأجوائها تظهر فئات سياسية إنتهازية تعمل على خلط الأوراق . كذلك نجد المنطلقات في التعامل مع القضايا المطروحة سواء في مجلس الوزراء أو في مجلس النواب أو في الدوائر والوزارات ، هي منطلقات تعتمد الإنتماء لهذه الكتلة أو تلك وهذا يشمل المنافع التي تُقر والتي تخص الشعب .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي


.. فايز الدويري: الهجوم رسالة إسرائيلية أنها تستطيع الوصول إلى




.. عبوة ناسفة تباغت آلية للاحتلال في مخيم نور شمس


.. صحيفة لوموند: نتيجة التصويت بمجلس الأمن تعكس حجم الدعم لإقام




.. جزر المالديف تمنع دخول الإسرائيليين احتجاجًا على العدوان على