الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعية التي يريدونها هم ، خط آب معاصر !!

ابو حازم التورنجي

2019 / 5 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


الشيوعية التي يريدونها هم ، خط آب معاصر!
الجزء الثاني

أبو حازم التورنجي

ليس هنالك في الكون كله ، حزبا لا يحمل هوية طبقيه ، وأن لم تك تللك الهوية في مفردات وتفاصيل الانتماءات ، هوية خالصة صرفة ، خالية من التداخلات الفئوية للمجاميع التي تعيش على هامش تلك الطبقة التي يمثلها الحزب …فالرأسمالية بعد نهوضها على الصعيد العالمي لم تترك حيزا اجتماعيا بلا انتماء او انحياز ،
المشكلة تبرز الى السطح حين يفشل الحزب اي حزب في التعبير والدفاع عن مصالح الطبقة التي ينتمي اليها ، والسبب الرئيسي يكمن في انحسار التمثيل الطبقي لعناصر الطبقةفي قوام الحزب وخصوصا قمته …
وثمة بلبلة فكرية في العقول التي تتصدى لمعضلاتنا الحالية على صعيد الموقف السيافكري ، نتيجة الاصرار على الهروب من الاجابة على الاسئلة التي يطرحا الواقع وكيفية تحليله بمعيار ماركسي ثوري و بالتصدي الجريء للاسئلة الكبرى المتعلقة بطبيعة السلطة والموقف منها وتحديد اصطفافات القوى في الخارطة السياسية ،وهذا الهروب المتأتي من ضعف المستوى الفكري والنظري للقادة ومحدوديته ، وانعكاس تلك البلبه داخل الحزب باتساع رقعة التنوع وتزايد الميل نحو الاجتهاهات الفردية التي تفتقد للمرجعية الفكرية ، وتزايد ظاهرة التنظيرات التي لايجمعها مع الماركسية جامع ، بل مجرد أجتهادات لا تستند للمنطق ، تثير الكثير من الاسئلة وعلامات الاستفهام وسط الشيوعيين
لم تطرح لحد الان اية وثيقة فكريه تستقطب اهتمام وأجماع الاكثرية من الشيوعيين – أضعف الايمان – كامر مالوف في حياة الشيوعيين في الازمنة السابقة ، وثيقة تحدد طبيعة السلطة وأين نتقف منها ، ومن هي القوى القريبة منا ومن هي القوى التي تقف في الخندق الاخر ؟؟؟
لم تطرح اية وثقية تدرج الاولويات السياسية المرتبط بالموقف الفكري المجسد للموقف الطبقي ، ازاء وضع عراق في غاية التعقيد من حيث الاحتلالات الاجنيبة وفقدان السيادة وتدهور شامل وعلى كل الاصعدة في حياة شعب يرسغ تحت وطأة ظلم لا حدود له من مختلف القوى،التي استحوذت على كل شيء ، وحتى المتحالفين معها، ،وابيح لنفسي القول الراكضين خلفها ، هذا بالترافق مع النزعة الارادوية لنزع الطابع الايديولوجي من تلك العلاقات واحلال الطابع الميكافيلي بدلا عنه ، حتى لصار عاديا جدا في تصريحات بعض الرموز ( ان الحزب الشيوعي بلا عقيدة ) حتى لغدونا وكأنا مجموعة مقاتلي سابقين يعلنون بانهم بلا سلاح من اجل تبيان حسن النية لقوى مدججة بالاسلحة الايولوجية المعادية للشيوعية بلا هوادة في كل اجزاء الوطن .. والانكى من ذلك ان نزع او تمييع الجانب الايديولوجي من قبل بعض أقطاب اليمين الانتهازي ، يراد له ان يخدم مصالح فردية متداخلة مع مصالح البرجوازية الكميرادورية المهيمنة على كل من السلطات والاسواق وحركة الاقتصاد بل وحركة المجتمع بمجمله، لتبرز امامنا حقيقة قاسية في التغيير النوعي الجوهري في صفوف القادة من حيث الانحدار الطبقي بل والموقف الطبقي ،وخصوصا أقطاب اليمين الانتهازي الذيلي،من حيث تشابك المصالح والمشاريع وجملة من العمليات التجارية التي انتجت ولاول مرة في حياة الحركة الشيوعية العراقية في ازدواجية الصفة في ان مليونير وان تكون رمزا او قائدا او مرجعا ، هذا بالتزامن مع الصعود السريع للكثير من جهلة الفكر الماركسي من اصحاب الثروة الى الواجهة السياسية كقادة ورموز ومراجع .. ومن هنا يتضاعف الميل التصفوي ، فقد ولى زمن المتفرغ الحزبي الذي لا يمتلك غير المخصصات الحزبية المتواضعة كمصدرعيش حلال ومشرف ،،
وبالترافق مع منحى نزع الجانب الايديولوجي ،تبرز الاشكالية الاكثر تعقيدا وجده ، بتحول الحزب الشيوعي من حزب ثوري له وزنة في عموم الساحة ، الى حزب انتخابي مكبل بجملة الضوابط الاجرائية التي تنتجها وتضعها السلطة التي لم نحدد معالمها ولا موقفنا منها ، وبواقع عملي مختل وغير متوازن ابدا ، وفي نفس المسار جري التراجع من قبل الاطراف المتحكمة بالقرار ، عن الكثير من الاعتبارات التي كانت محط اهتمام الحركة الشيوعية وأستنزفت الكثير والكثير جدا من نضالات الشيوعيين شهداء وسجون وتضحيات جمة لا يمكن حصرها حتى بمجلدات…. من اجل ماذا ؟ من اجل نائب او نائبين لا يمكن لهما ان يخرجا عن النسق العام لحركة (برلمان فاسد) مجلل بالخيانة الوطنية ، وهما مكبلان بقيود الاجراءات وألغام التهديدات بالفضائح المفتعلة والتهميش ، والامر لايعكس مجردنزاع وخلافات بين قوى العملية السياسية الامريكانية ، بل هو تجسيد حي و حقيقي لصراع شامل سياسي وفكري ايديولوجي وطبقي بين قوى كمبرادورية جشعة متحالفة مع الغول الرأسمالي الامبريالي سرقت وتسرق كل شيء وبين شعب منهك القوى يعاني الويلات بشكل يومي ،و يسعى أقطاب وقوى اليمين الانتهازي الذيلي في مجرى هذا الصراع، الى ترويض الجانب الثوري فيه وتطويعه وتحجيمه ووضعه امام الامر الواقع، فأن نجحت فخير بها فالمشروع التصفوي يسير على مايرام والدنيا بخير ، وان لم ينجح فالتكفير والشطب والالغاء والحصار وكل الاساليب التركيعية ربما تكون جاهر للمارق والمشاكس ؛
نحن لسنا امام حالة احتقان طارئة بل نحن في ازمة لابد من الاعتراف بها اولا كي يفتح الطريق لامكانيات الحوارات الفكرية الشماملة لكيفية الخروج من الازمة ،
ساتناوله في الحلقة القادمة ومعذرة للاطالة والاسهاب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من اجل ماذا ؟ من اجل نائب او نائبين
طلال الربيعي ( 2019 / 5 / 18 - 01:44 )
:مقال ممتاز ويستحق منحه الصدرة على الاقل بسبب ما يقوله
في نفس المسار جري التراجع من قبل الاطراف المتحكمة بالقرار ، عن الكثير من -
الاعتبارات التي كانت محط اهتمام الحركة الشيوعية وأستنزفت الكثير والكثير جدا من نضالات الشيوعيين شهداء وسجون وتضحيات جمة لا يمكن حصرها حتى بمجلدات…. من اجل ماذا ؟ من اجل نائب او نائبين لا يمكن لهما ان يخرجا عن النسق العام لحركة (برلمان فاسد) مجلل بالخيانة الوطنية ، وهما مكبلان بقيود -الاجراءات وألغام التهديدات بالفضائح المفتعلة والتهميش

اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا حققت إسرائيل وحماس؟


.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: لم نتهم حزب الله بشأن مقتل باسكا




.. قطر: لا مبرر لإنهاء وجود مكتب حماس | #نيوز_بلس


.. بكين ترفض اتهامات ألمانية بالتجسس وتتهم برلين بمحاولة -تشويه




.. أطفال في غزة يستخدمون خط كهرباء معطل كأرجوحة